الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأدبرت عن العقل
…
وأقبلت على الحمق
فخاف الناس اشعاري
…
وقالوا أحمق الخلق
وجاؤ الأبي الجحش
…
بما شاء من الرزق
فمن لام على الحمق
…
فقد حاد عن الحق
مما ذكر إنّ الحظ أجدى لصاحب الحجا
وأهدى في طرق مآربه من نجوم الدجى
ما حكى أهل التجارب فإنهم قالوا العقل وسوء الحظ كالعله والمعلول لا مفصل لأحدهما عن الآخر وقالوا افراط العقل مضر بالجد وقيل استأذن العقل على الجد فحجبه فقال إذهب أنت بي لا أنا بك قال شاعر
عش بجد ولا يضرك نوك
…
إنما عيش من ترى بالجدود
آخر
لا تنظرن إلى عقل ولا أدب
…
إن الجدود حديقات الحماقات
آخر
الجد أنهض بالفتى من عقله
…
فانهض بجدك في الحوادث أوذر
ما أقرب الأشياء حين يسوقها
…
قدر وأبعدها إذا لم تقدر
آخر
متى ما ترى الناس الغنيّ وجاره
…
فقير يقولوا عاجز وجليد
وليس الغني والله من حيلة الفتى
…
ولكن أحاظ قسمت وجدود
آخر
لا تنظرنّ إلى الجهالة والحجا
…
وانظر إلى الادبار والاقبال
كم من صحيح العقل أخطأه الغنى
…
وعديم عقل فاز بالأموال
ودعت أم الاسكندر لولدها فقالت رزقك الله حظاً يخدمك به ذوو العقول ولا رزقك عقلاً تخدم به ذوي الحظوظ وخير رجل بين أمرين فأبى أن يختار وقال أنا بجدي أوثق مني بعقلي ومن أمثالهم أن تجد فلا تكد قال أبو العلاء أحمد بن سليمان المعري
لا تطلبنّ بغير حظ رتبة
…
قلم البليغ بغير حظ مغزل
سكن السما كان السماء كلاهما
…
هذا له رمح وهذا أعزل
وقال بعضهم
قالوا أقمت وما رزقت وإنما
…
بالسير يكتسب اللبيب ويرزق
فأجبتهم ما كل سير نافع
…
الحظ ينفع لا الرحيل المقلق
كم سيرة نفعت وأخرى مثلها
…
ضرّت ويكتئب الحريص ويخنق
كالبدر يكتسب الجمال بسيره
…
وبه إذا حرم السعادة يمحق
آخر
لا يوجد الرزق بالامعان في الطلب
…
ولا بكدّ ولا حرص ولا تعب
بل الحظوظ التي تعلو بصاحبها
…
لا بالخطوط التي في سائر الكتب
كم من غلام أديب فيصل ذكر
…
شهم مهيب كحدّ السيف ذي الشطب
يمسي ويضحي من الافلاس في تعب
…
يقلب الكف بالنيران واللهب
وآخر جلف طبع لأخلاق له
…
مذبذب العقل ثوراً منتن الذنب
لا يعرف الميم من واو إذا كتبا
…
ولا يميز بين التين والعنب
قد أقبلت نحوه الأيام ضاحكة
…
وأخدمته الليالي كل ذي حسب
وللشافعي رضي الله عنه:
بالجدّيد نوكل أمر شاسع
…
والجدّ يفتح كل باب مغلق
فإذا سمعت بأن مجدوداً حوى
…
عوداً وأثمر في يديه فحقق
وإذا سمعت بأنّ محروماً أتى
…
ماء ليشربه فغاض فصدق
لو كان بالحيل الغني لوجدتني
…
بنجوم أقطار السماء تعلقي
لكنّ من رزق الحجا حرم الغنى
…
ضدّان مفترقان أيّ تفرّق
ومن الدليل على القضاء وحكمه
…
بؤس اللبيب وطيب عيش الأحمق
وأحق خلق الله بالهمّ امرو
…
ذو همة يبلى برزق ضيق
فلربما مرّت بقلبي ضجرة
…
فأودّ منها أنني لم أخلق
ويقال إذا أقبل جد المرء فالأقدار تسعده والأوطار تساعده وإذا أدبر فالأيام تعاديه والنحوس تراوحه وتغاديه ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال إن السعادة لتلحظ الحجر فيدعى ربا وإلى هذا أشار حبيب بن أوس في قوله
وإذا تأملت الجبال وجدتها
…
تثرى كما تثرى الرجال وتعدم
وقال آخر وهو أبدع ما قيل في هذا الباب
وإذا السعادة لاحظتك بعينها
…
نم فالمخاوف كلهنّ أمان
واصطد بها العنقاء فهي حبائل
…
واقتد بها الجوزاء فهي عنان
وقال ابن نباتة
الأفاخش ما يرجى وجدّك هابط
…
ولا تخش من شيء وجدّك رافع
فلا نافع إلا مع النحس ضائر
…
ولا ضائر إلا مع السعد نافع
آخر
إذا كنت مرموقاً بعين سعادة
…
فلا تخش يوماً من رجوع الكواكب
فإنّ الذي قد قرّب الله سعده
…
بعيد لعمري من صروف النواقب
ومن الظريف المطبوع في هذا الباب قول محمد بن شرف القيرواني
إذا صحب الفتى جدّ وسعد
…
تحامته المكاره والخطوب
ووافاه الحبيب بغير وعد
…
طفيلياً وقاد له الرقيب