الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أفسدنا آخرته ودنياه شاعر
وصاحب السلطان في محنة
…
في آجل الأمر وفي حينه
إن ساءه خاف على نفسه
…
أو سره خاف على دينه
آخر
إنّ الملوك بلاء حيثما رحلوا
…
فلا يكن لك في أكتافهم ظلّ
ماذا تريد بقوم إن هم غضبوا
…
جاروا عليك وإن أرضيتهم ملوا
فإن أتيتهم تبغي نوالهم
…
رجعت منقبضاً من دينك الكلّ
فاستغن بالله عن أبوابهم كرماً
…
إنّ الوقوف على أبوابهم ذل
الفصل الثاني من الباب السادس عشر
فيما يحض على الاعتزال
من ذميم الخلائق والخلال
فأهم ما نبدأ به منها ولا يمكننا الاعراض عنها ترفع من سوغته الأقدار منصباً أو مالاً على صديق ما برح في وده يتغالى قال بعضهم
تغير عني حين ولوه منصباً
…
وعهدي به من قبل ذا وهو صاحب
وما هو في الدنيا بأوّل صاحب
…
وأوّل رجل غيرته المناصب
آخر
إنّ الولاية معيار العقول بها
…
يبين من فيه نقص أو به عور
فكم أصمت سميعاً كان ذا أذن
…
قبل التولي وأعمت من له بصر
ويروى عن محمد بن ادريس الشافعي أنه قال أظلم الناس لنفسه اللئيم فإنه إذا ارتفع جفا أقاربه وأنكر معارفه واستخف بالأشراف وتكبر على ذوي الفضل شاعر
ليس الكريم الذي إن نال منزلة
…
فضلاً وطولاً على اخوانه تاها
الحرّ يزداد للاخوان مكرمة
…
إن نال حظاً من السلطان أو جاها
أبو بكر الخوارزمي
كفى حزناً أن لا صديق ولا أخ
…
يفيد غنى إلا يدا خله كبر
فلا نال فوق القوت مثقال ذرة
…
صديق ولا أوفى على عسره يسر
وما ذاك إلا رغبة في وصاله
…
وإلا حذاراً أن يلم به العذر
ولبعضهم يعاتب صديقاً له ولي حين ولي
ولما صرّفتك يد الليالي
…
وحكمك الزمان على بنيه
عدلت عن الوداد وكنت قدماً
…
لدينا تبتغيه وترتضيه
آخر
دعوت الله أن تعلو محلاً
…
علوّ البدر في أفق السماء
فلما أن علوت علوت عني
…
فكان إذا على نفسي دعائي
آخر
إنّ الولاية غيرت أصحابنا
…
فلووا وجوههم عنا وتبدّلوا
فاصبر على جور الليالي منهم
…
واترك عناءهم إلى أن يعزلوا
آخر
قل لعبيد الله ذاك الذي
…
قد غير السلطان أطباعه
ابتاع ودي وهو ذو عسرة
…
حتى إذا نال الغنى باعه
آخر
وربّ ذي ثقة قد كان لي سكناً
…
وكنت منه مكان العين في الراس
ولي وأعرض عني إذا أفاد غنى
…
وخانه سوء بنيان وآساس
حتى إذا ما قضى من ماله وطراً
…
فيما أحب من اللذات والكاس
غدا إليّ بوجه ضاحك طلق
…
وعاد في ودّه من بعد افلاس
آخر
تاه علينا وزاد اطراقه
…
وخاننا عهده وميثاقه
وكل من نال فوق رتبته
…
تغيرت للصديق
أخلاقه
وقال عبد الصمد بن بابك يشكو صديقاً مال حين اكتسب المال وحال عندما صلح منه الحال
أشكو إليك زمان ظلّ يعركني
…
عرك الأديم ومن يفدي من الزمن
وصاحباً لست مغبوطاً بصحبته
…
دهراً فغادرني فرداً بلا سكن
هبت له ريح اقبال فطار بها
…
نحو السرور وألجاني إلى الحزن
نأى بجانبه عني وصيرني
…
مع الأسى ودواعي البين في قرن
وباع صفو وداد كنت أقصره
…
عليه مجتهداً في السرّ والعلن
وكان غالي به حيناً فأرخصه
…
يا من رأى صفو ودّ بيع بالثمن
فليس في الأرض مغبون بصفقته
…
إن لم يكن ذاك منسوباً إلى الغبن
كأنه كان مطوياً على احن
…
ولم يكن من عيون الشعر أنشدني
إنّ الكرام إذا ما أسهلوا ذكروا
…
من كان يألفهم في المنزل الخشن
وقال آخر يعاتب صديقاً له تغير عليه عندما نظر الزمان بعين المقت إليه
وكنت أخي أيام عودك يابس
…
فلما اكتسى واخضر صرت مع النسر
لعمرك لو ذوّقتني ثمر الغنى
…
أذقتك ما يرضيك من ثمر الشكر
فلو نلت ما يغني بك اليوم أو غدا
…
أنلتك ما يبقى إلى آخر الدهر
ألم تر أنّ الفقر يرجى له الغنى
…
وأنّ الغنى يخشى عليه من الكفر
آخر
ألم تر أنّ ثقات الرجال
…
إذا الدهر ساعدهم ساعدوا
وإن خانه دهره أسلموه
…
فلم يبق منهم له واحد
ولو علم الناس أن المريض
…
يموت لما عاده عائد
آخر
كم من صديق لنا أيام دولتنا
…
قد كان يمدحنا فصار يهجونا
لم ندر إذا ما انقضت عنا امارتنا
…
من كان ينصح ممن كان يغوينا
ما إن يلاطفنا من كان يصحبنا
…
إلا ليخدعنا عما بأيدينا
آخر
صديقك حين تستغني كثير
…
ومالك عند فقرك من صديق
فلا تغضب على أحد إذا ما
…
طوى عنك المودّة عند ضيق
آخر
أرى قوماً وجوههم حسان
…
إذا كانت حوائجهم إلينا
وإن كانت حوائجنا إليهم
…
تغير حسن وجههم علينا
ومنهم من يمنع ما لديه
…
ويغضب حين نمنع ما لدينا
فإن يك فعلهم سمجاً وفعلي
…
قبيحاً مثله فقد استوينا
ومما يدل على صغر الهمة والنفس التلون على الصديق المصاحب بالأمس قال بعضهم لأن أبتلي بألف جموح لجوج أحب إلي من أن أبتلي بمتلون وقال آخر إذا كان لك صديق فلا تتمن له رفعة فبقدر ارتفاعه يكون انحطاطك من عينه ولا تلتفت إلى قول حبيب بن أوس الطائي
إن الكرام إذا ما أسهلوا ذكروا
…
من كان يألفهم في المنزل الخشن
فليس كما قال فإنه بالرتبة يشمخ أنفه بعد الخسة والضعة ويفرد صديقه بالبؤس وإن كان من قبل شريكه وقسيمه في الدعة ويقابل اقباله في الزيارة بالملالة ويعد معرفته له عثرة لا يرجى لها اقالة فإن وقف ببابه حجبه وإن دخل في غمار الناس ازدراه ومن تبرم به أعجبه وخذ بما قال الفقيه منصور بن
إسمعيل المقري
إذ ما رأيت امرأ في حال عشرته
…
بادي الصداقة ما في ودّه دغل
فلا تمنّ له حالاً يسرّ بها
…
فإنه بانتقال الحال ينتقل
وكان منصوراً ألم بقول بعض البلغاء لا تطلبن لأخيك رتبة هي أرفع من رتبته التي هو مساويك فيها فإنه ينتقل عنك في أحوال ثلاثة يكون صديقك عند حاجته إليك ومعرفتك عند استغنائه عنك وعدوك حال احتياجك إليه وقال بعض الأعراب يذكر صديقاً تلون عليه صفرت عياب الود بيني وبينه بعد امتلائها واكفهرت سوالف وجوه المسرات وكانت نضرة بمائها فأدبر ما كان بيني وبينه مقبلاً وأقبل ما كان مدبراً وصارت مودته متنقلة كتنقل الأفياء واخوته متلونة كتلون الحرباء وقال بعضهم المتلون إن ودك لشيء ملك عند انقضائه ويقال إياك ومن مودته على قدر حاجته إليك فعند ذهاب الحاجة ذهاب المودة وقال بعض الأعراب لولده يا بني لا تصحب من إذا أيس من خيرك مال إلى غيرك وقالوا إذا انقطع من صديقك رجاؤك فألحقه بعدوك وما أحسن قول بعضهم
إذا تاه الصديق عليك كبراً
…
فته زهداً على ذاك الصديق
وإن سلك الغرام به طريقاً
…
فخذ عرضاً سوى ذاك الطريق
فايجاب الحقوق لغير راع
…
حقوقك رأس تضييع الحقوق
ولبشار بن برد
إذا كان ذواقاً أخوك من الهوى
…
موجهة في كل أوب ركائبه
فحل له وجه الفراق ولا تكن
…
مبطية رحال كثير مذاهبه
الكميت بن زيد ولقد أحسن في الأنفة إذا عطس بأنف شامخ وأبان عن أنف في الكرم راسخ من أبيات يفتخر
وما أنا بالنكس الدنيّ ولا الذي
…
إذا صدّ عنه ذو المروأة يقرب
ولكنه إن دام دمت وإن يكن
…
له مذهب عني فلي عنه مذهب
ألا إنّ خير الودّ ودّ تطوعت
…
به الأنفس لا ودّ أتى وهو متعب
وقيل لبعض الولاة كم لك من صديق فقال أما في حال الولاية فكثير ثم أنشد
الناس اخوان من دامت له نعم
…
والويل للحرّ إن زلت به القدم
آخر
تلونت حتى لست أدري من العمى
…
أريح جنوب أنت أم ريح عاصف
قريب بعيد جاهل متبصر
…
سخيّ بخيل مستقيم مخالف
صدوق كذوب لست أدري خليله
…
أيجفوه من تلوينه أم يلاطف
ولست بذي غش ولست بناصح
…
وإني من عجبي لشأنك واقف
كذاك لساني شاتم لك مادح
…
كما أن قلبي جاهل بك عارف
كتب بعضهم إلى صديق له تلون عليه أما بعد فقد عاقني الشك في أمرك عن عزيمة الأمر فيك لأنك بدأتني بلطف من غير جراءة ثم أعقبتني جفاء من غير جريمة فأطمعني أولك في اخائك وآيسني آخرك من وفائك فسبحان من لو شاء لكشف بايضاح الرأي في أمرك عن ظلمة الشك فيك فأقمنا على ائتلاف وافترقنا على اختلاف والسلام وكتب آخر
قل للذي لست أدري من تلونه
…
أناصح أم على غش يداجيني
إني لأكثر مما شتمه عجباً
…
يد تشح وأخرى منك توليني
ولما نكب علي بن عيسى الوزير لم ينظر ببابه أحداً من أصحابه وآله واخوانه الذين كانوا ملازمين له في حال تصرفه واشتغاله فلما ردت إليه الوزارة اجتمعوا إليه وعطفوا عليه وجعل كل منهم يأخذ في السبق للقياه والنظر إلى محياه فحين رآهم كذلك أنشد
ما الناس إلا مع الدنيا وصاحبها
…
فكيف ما انقلبت يوماً به انقلبوا
يعمون أخا الدنيا فإن وثبت
…
عليه يوماً بما لا يشتهي وثبوا
لا يحلبون لحيّ درّ لقحته
…
حتى يكون لهم شطر الذي حلبوا
عادي الزمان بعض الوزراء فنظر بعين المقت إليه وقبض عنه المسار بيد القبض عليه ثم عاد فألبسه من الاقبال حللاً أجره أذيالها وصرف لخدمته بأزمة الانقياد فحمله أعباء المنن وأثقالها فقال يعاتب من انقطع عنه في حال خموله ويشعره بأن نجم سعده طلع بعد أفوله
عاداني الدهر بعض شهر
…
فاعرض الناس ثم بانوا
يا أيها المعرضون عني
…
عودوا فقد عاود الزمان
ومن ذميم فعلات الاخوان الخوان
…
اغتياب من غاب من الاخوان
قال الله تعالى ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله حرم من المسلم دينه وعرضه وأن يظن به السوء وقالوا الأخ الصادق من أهدى إلى أخيه عيبه وحفظ له غيبه وقالوا الغيبة جهداً لعاجز وقالوا إياك وصحبة من إذا حضر أثنى ومدح وإذا غاب عاب وقدح وقالوا اللئيم إذا غاب عاب وإذا حضر اغتاب وقالوا الريبة عار والغيبة نار ويقال من عف عن الريبة كف عن الغيبة وقال العتابي شر الاخوان من إذا وجد مادحاً مدح وإن وجد قادحاً
قدح وإن استودع سراً فضح الشريف الرضي
إذا أنت فتشت القلوب وجدتها
…
قلوب أعاد في جسوم أصادق
ابن المعتز
بلوت أخلاء هذا الزمان
…
وأقللت بالهجر منهم نصيبي
وكلهم إن تصفحتهم
…
صديق العيان عدو المغيب
وقال من أكل خبزه بلحوم الناس لم يصن نفسه من الأدناس ومر عمرو ابن العاص على جيفة ملقاة فقال لأصحابه والله لأن يأكل أحدكم من هذه حتى يمريه خير له من أن يأكل لحم أخيه وكان أبو الطيب الظاهري يهجو بني ساسان فقال له نصر بن أحمد إلى متى تأكل خبزك بلحوم الناس فخجل ولم يعد وقيل أوحى الله إلى موسى عليه السلام من مات مصراً على الغيبة فهو أول من يدخل النار ومن مات تائباً منها فهو آخر من يدخل الجنة وقال علي بن الحسين لرجل إياك والغيبة فإنها ادام كلاب الناس اغتاب رجل رجلاً عند مسلم بن قتيبة فقال له مه فلقد تلظت بمضغة طالما عافتها الكرام ويحكى عنه إنه ذكر عنده رجل فتكلم فيه بعض أهل المجلس فقال له مسلم قد أوحشتنا من نفسك ومودتك ودللتنا على عورتك وما أشد نصح من قال لا يكن لسانك رطباً بعيوب أصدقائك تزيدهم في أعدائك أضاف إبراهيم ابن أدهم أناساً فلما قعدوا للطعام أخذوا في الغيبة فقال لهم إبراهيم إن من قبلنا كانوا يأكلون الخبز قبل اللحم وأنتم أكلتم اللحم قبل الخبز أبو تمام
قبح الله صاحباً قطف الصح
…
بة حرب المغيب سلم التلافي
الصاحب بن عباد
احذر الغيبة فهي ال
…
فسق لا رخصة فيه
إنما المغتاب كالآ
…
كل من لحم أخيه
الوزير المغربي
أيّ شيء يكون أقبح مرأى
…
من صديق يكون ذا وجهين
من ورائي يكون مثل عدوّي
…
وإذا يلقني يقبل عيني
ابن المعتز
أخ لي يعطيني الرضا في حضوره
…
ويمنعني بعض الرضا وهو بائن
إذا ما التقينا سرّني منه ظاهر
…
وإن غاب عني ساءني منه باطن
على غير ذنب غير أن مساويا
…
له علمتني كيف تأتي المحاسن
ولبعضهم يهجو
صديقك لا يثني عليك بطائل
…
فماذا به عنك العدوّ يقول
وحسبك من لؤم وخبث طوية
…
بأنك عن عيب الصديق سؤل
آخر
يضاحكني فوه إذا ما لقيته
…
ويرشقني إن غبت عنه بأسهم
وكم من صديق ودّه في لسانه
…
وفي قلبه إن غبت صاب وعلقم
آخر
لي صاحب جعل المساوي دأبه
…
تصوير معناها وصيغة لفظها
فكأنه ملك الشمال موكل
…
أبداً بكتب السيآت وحفظها
آخر
وما صاحبي عند الرخاء بصاحب
…
إذا لم يكن عند الأمور الصعائب
إذا ما رأى وجهي فأهلاً ومرحبا
…
ويرمي ورائي بالسهام القواضب
آخر
إذا انتقد الناس الكرام رأيتهم
…
يطنوا طنين الزيف في كف ناقد
كثير عزة
أنت في معشر إذا غبت عنهم
…
بدلوا كل ما يزينك شينا
وإذا ما رأوك قالوا جميعاً
…
أنت من أكرم الرجال علينا
ولله در من قال
شر السباع الضواري كونه وزراً
…
والناس شرهم ما دونه وزر
كم معشر سلموا لم يؤذهم سبع
…
وما ترى بشراً لم يؤذه بشر
ومما يرغب الوحيد في انفراده
…
حسد أهل الصفوة من وداده
الحسد داء دوى وخلق ردى يدل على فساد الدين وقلة اليقين وما زال صاحبه حليف هموم وأليف غموم وظالماً في زي مظلوم وأي خير عند من جبلت على الحقد طباعه وحنيت على الغل أضلاعه وأمر بالاستعاذة بالله من شره وحض على الاحتراس من ضره قيل لعبد الله بن عبدة كيف لزمت البدو وتركت قومك قال وهل بقى في الناس إلا من إذا رأى نعمة بهت وإذا رأى عثرة شمت ثم أنشد
عين الحسود إليك الدهر ناظرة
…
تبدي المساوي بالاحسان تخفيه
يلقاك بالبشر يبديه مكاشرة
…
والقلب ملتئم فيه الذي فيه
وقال معاوية بن أبي سفيان كل الناس قادر أن أرضيه إلا حاسد نعمة لا يرضيه إلا زوالها وقالوا الحسد داء يفعل في الحاسد أكثر من فعله في المحسود نظم هذه الكلمات محمود الوراق فقال
أعطيت كل الناس مني الرضا
…
إلا الحسود فإنه أعياني
لا أنّ لي ذنباً إليه علمته
…
إلا تظاهر نعمة الرحمن
يطوي على حسد حشاه لأن يرى
…
من حال مالي أو لفضل بياني
ما إن أرى يرضيه إلا ذلتي
…
وذهاب أموالي وقطع لساني
ونظمه آخر فقال
قل للذي بات محسوداً على نعم
…
دع الحسود فقد قطعته قطعا
لو كنت تملك ما يريد منك لما
…
صنعت معه كمعشار الذي صنعا
وقال بعض البلغاء الحسد شؤم واعتباره لؤم يقضي الأشباح ويضني الأرواح ويورث الأرق ويحدث القلق ويكدر غدران رفاهية العيش ويشعل نيران السفاهة والطيش وإن الحسود مجروح في جلده متألم مظلوم في برده ظالم معارض لله في مشيئته معترض عليه في قضيته يعيش محروماً ويبيت مغموماً مدفوع في الدنيا إلى الكرب والتلف وممنوع في العقبى من القربى والزلف لا تعمل شعلة القابس في الحطب اليابس ما يعمله الحسد بجسد صاحبه وبدن راكبه يشرب دمه ويأكل لحمه ويمشمس عظمه ويجعله معرضاً للكروب ومبغضاً إلى القلوب فجدير بالانسان أن يفر من الحسد فوق فراره من الاسد وقالوا أسد يؤاتيك خير من حسود يراقبك وقال بعض السلف إذا أراد الله أن يسلط على عبده من لا يرحمه سلط عليه حاسداً بحسده وقال أردشير كل خله رديئة فهي دون الحسد لأن الحاسد يسعى بمن أحسن إليه ويتمنى الغوائل لمن أنعم عليه أبو الطيب المتنبي
يريد بك الحساد ما الله دافع
…
وسمر العوالي والحديد المدرب
وله
وأظلم خلق الله من كان حاسداً
…
لمن بات في نعمائه يتقلب
وله
سوى وجع الحساد داو فإنه
…
إذا حلّ في قلب فليس يحول
فلا تطمعن من حاسد في مودّة
…
وإن كنت تبديها له وتهيل
وقال ابن المعتز الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له ويبخل بما لا يملكه ويطلب ما لا يجده وقال حكيم الحسد يبدي نقص الحاسد ويدل على كمال المحسود وما أحسن قول المعافي بن زكريا النهرواني
الأقل لمن كان لي حاسداً
…
أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله في فعله
…
لأنك لم ترض لي ما وهب
فجازاك عنه بأن زادني
…
وسدّ عليك وجوه الطلب
أبو فراس
لمن جاهد الحساد أجر المجاهد
…
وأعجز ما حاولت ارضاء حاسد
ولم أر مثل اليوم أكثر حاسداً
…
كأنّ قلوب الناس لي قلب واحد
وقالوا لا تندمل من الحسود جراحه حتى ينقص من المحسود جناحه وقالوا حسب الحسود ما يلقى من صغر الهمة في حزنه لسرور صاحب النعمة وقالوا من عادات الأغبياء معاداة الأغنياء وقال عبد الله بن مسعود لا تعاد وانعم الله قيل له ومن يعادي نعم الله قال الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله يقول الله تعالى في بعض الكتب المنزلة الحسود عدو نعمتي ومتسخط لقضائي غير راض بنعمتي ولم أسمع بأحسد من حمزة ابن بيص في قوله وقد مر بواد مملوءاً بلا وشاء وزرعاً ورعاء
الزارعون وليس لي زرع بها
…
والحالبون وليس لي ما أحلب
فلعل ذاك الزرع يؤذي أهله
…
ولعلّ ذاك الشاء يوماً تجرب
ولعلّ طاعوناً يصيب علوجها
…
ويصيب ساكنها الزمان فتخرب
قال المرزباني صاحب الاتفاق فلم يكن إلا أيام قلائل حتى أصابهم جميع ما تمنى لهم وأظرف من هذا ما حكى أن ثلاثة من الحساد اجتمعوا فقال أحدهم لأحد صاحبيه ما بلغ من حسدك قال ما اشتهيت أن أفعل بأحد خيراً قط لئلا أرى اثر ذلك عليه فقال له أنت رجل صالح لكني ما اشتهيت أن يفعل بأحد خير قط لئلا تشير الأصابع بالشكر إليه فقال الثالث ما في الأرض خير منكما لكني ما اشتهيت أن يفعل بي أحد خيراً قط قالا ولم قال لأني أحسد نفسي على ذلك فقالا له أنت ألأمنا جسداً وأكثرنا حسداً وقالوا الحسود عدو مهين لا يدرك وتره إلا بالتمني شاعر
إياك والحسد الذي هو آفة
…
فتوقه وتوق غرّة من حسد
إنّ الحسود وإن أراك مودّة
…
بالقول فهو لك العدوّ المجتهد
وقال علي رضي الله عنه لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله وقيل للعتابي في مرض أصابه ما تشتهي قال أكباد الحساد وأعين الرقباء وألسن الوشاة وقال بعضهم لولده إياك والحسد فإنه يبين عليك ولا يبين على عدوك وكان يقال الحريص محروم والبخيل مذموم والحاسد مغموم ذم أبو بكر الخوارزمي حاسداً فقال وأما فلان فمعجون من طينة الحسد والمنافسة ومضروب في قالب الضيق والمناقشة يحمي من رزق الله مباحاً ويحرم ما ليس فيه جناحاً ويتحجر من رحمته جماً واسعاً ويغار على البحر ممن يسبح فيه وعلى البدر ممن يستضئ به وعلى الشمس ممن طلعت عليه وعلى نسيم الهواء ممن وصل إليه لو ملك السماء لنهاها عن الأمطار ولو أطاعته الأرض لمنعها من تغذية النبات والأشجار ولو سخرت له الأشجار لحال بينها وبين الأثمار كان كل رغيف يعطي من قوته وقوت عياله وكان كل درهم ينفق من ماله ومال أطفاله على إنه يبخل على نفسه بالهواء ويحاسب أعضاءه على الغداء والعشاء وقال شاعر
لا مات حسادك بل خلدوا
…
حتى يروا منك الذي يكمد
ولا خلاك الدهر من حاسد
…
فإنّ خير الناس من يحسد
أبو تمام
إن يحسدوني فإني لا ألومهم
…
قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا
فدام لي ولهم ما بي وما بهم
…
ومات أطولنا هما بما يجد
وله
وإذا أراد الله نشر فضيلة
…
طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت
…
ما كان يعرف طيب عرف العود
والمشهور
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه
…
فالناس أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها
…
حسداً وبغياً إنه لدميم
ابن المعتز
ومن عجب الأيام بغي معاشر
…
غضاب على سبقي إذا أنا جاريت
يغيظهم فضلي عليهم ونقصهم
…
كأني قاسمت الحظوظ فأحظيت
آخر
إني حسدت فزاد الله في حسدي
…
لا عاش من كان يوماً غير محسود
لا يحسد المرء إلا من فضائله
…
بالعلم والحلم أو بالفضل والجود
ومما يؤمر الكريم باجتنابه
…
جار سوء ملاصق لجنابه
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول أعوذ بالله من جار سوء في دار مقامه فإن البادي يتحول وكان عمر رضي الله عنه يقول
ثلاث كلهن فواقر صديق إن أسديت إليه عارفة لم يشكرها وإن سمع كلمة لم يغفرها وجار إن رأى حسنة أخفاها وإن عثر على سيئة أفشاها وامرأة إن أقمت عندها آذنك وإن غبت عنها خانتك وكان يقال من جهد البلاء جار سوء معك في در مقامة يلبس لك من البغضاء لأمة لا ينجع فيه عتب ولا يرعوي لملامة ومن دعاء الأعمش اللهم إني أعوذ بك من جار تراني عيناه وترعاني أذناه إن رأى خيراً دفنه وإن سمع شراً أعلنه وقال لقمان لابنه يا بني حملت الحجارة والحديد فلم أر شيأً أثقل من جار سوء في دار مقامة شاعر وقد عرض داره للبيع كراهة في جاره
ألا من يشتري داراً برخص
…
كراهة بعض جيرتها تباع
ولآخر
يلومونني إن بعت بالرخص منزلي
…
ولم يعلموا جاراً هناك ينغص
فقلت لهم كفوا الملام فإنما
…
بجيرتها تغلوا الديار وترخص
وقال رجل لسعيد بن العاص والله إني لا أحبك قال ولم لا تحبني ولست لي بجار ولا ابن عم ويقال في التوراة أحسد الناس للعالم وأبغاهم عليه أقاربه وجيرانه وقالوا ألأم الناس سعيد لا تسعد به جيرانه ولا تسلم منه اخوانه استعرض أبو مسلم الخراساني فرساً أهدى له فقال لأصحابه لم يصلح هذا فكل قال شيأً فبعضهم قال يصلح لأن ينفي به العار بأخذ الوتر والثار وآخر يقول يصلح لمنازلة الأقيال ومناضلة الأبطال وآخر يقول يصان عن أن يذال بالأحداق ليوم يحرز به قصب السباق فقال أبو مسلم كلكم أخطأت استه الحفرة وزاف نقده عند الامتحان والخبرة فقالوا ولماذا يصلح أيها الأمير فقال لمن يجد في الهرب والفرار من جار سوء يعدم بمساكنته السكون والفرار وقيل لأبي الأسود الدؤلي لم بعت دارك فقال ما بعت داري وإنما بعت جواري أنشدني أفضل الأماثل وأنبل الأفاضل ذو العلم والعلم والسان والقلم انسان عين العيان وزين أرباب البيان الأمير ناصر الدين حسن عرف بابن النقيب الكناني لنفسه يذم جاراً له
لي جار شخصه
…
أكسير أوصاف المعايب