الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله: "وعن أم قيس بنت محصن" أقول: لفظه في: "الجامع"(1) وعن هلال (2) ابن يساف بفتح المثناة التحتية فسين مهملة، ففاء آخره.
وهلال: هو أبو الحسن مولى [أشجع](3) أدرك علي بن أبي طالب عليه السلام، روى عن سلمة بن قيس، وسمع أبا مسعود الأنصاري، وسمع منه جماعة. ولفظه عنه قال: قدمت الرقة فقال لي بعض أصحابي: هل في رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: غنيمة فدفعنا إلى رابضة، فقلت: لصاحبي نبدأ فننظر إلى دله، فإذا عليه قلنسوة لاطئة ذات أذنين، وبرنس خز أغبر وإذا هو يعتمد على عصا في صلاته، فقلنا له بعد أن سلمنا، فقال: حدثتني أم قيس بنت محصن فذكره. وقوله صلى الله عليه وسلم: "اتخذه في مصلاه في منزله" لا في مسجده وإلا [لكان](4)[449 ب] أمراً معروفاً لا يختص [برواية](5) صحابية، ثم الاعتماد ولعله كان عند القيام من سجوده وركوعه، ويحتمل أنه يعتمد عليه حال قيامه لطول قراءته.
قوله:
القراءة
1 -
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَفْتَتِحُ قِرَاءَتَهُ بِبِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحْيِمِ". أخرجه الترمذي (6). [ضعيف]
(1)(5/ 323) رقم (3417).
(2)
ذكره ابن الأثير في "تتمة جامع الأصول"(2/ 990 - قسم التراجم).
(3)
في (ب) النخعي، وما أثبتناه من (أ) وتتمة جامع الأصول.
(4)
في (ب) فكان.
(5)
في (أ) بروايته.
(6)
في "السنن" رقم (245) وهو حديث ضعيف.
القراءة
أي: في الصلاة، وترجمه ابن الأثير (1) الفرع الثالث في القراءة، ثم جعلها خمسة أنواع.
الأول: في البسملة.
قوله في حديث ابن عباس: "يفتتح صلاته" أي: قراءته فيها ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أي: في فاتحة الكتاب سيأتي ما يعارضه.
قوله: "أخرجه الترمذي" قلت: وقال (2): ليس إسناده بذاك، وقد قال: بهذا عدة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، ومن بعدهم من التابعين، رأوا الجهر ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وبه يقول الشافعي (3). انتهى.
وجاء ذكره البيهقي في "السنن الكبرى"(4) من طريقين، وقال: له شواهد عن ابن عباس ذكرناها في الخلافيات (5)، وأخرج (6) عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر في الصلاة ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فترك الناس ذلك. انتهى.
وكأنه يشير أبو هريرة إلى ما أخرجه البيهقي (7)، عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة، عن أبيه أن معاوية قدم المدينة فصلى بهم، ولم يقرأ ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ولم يكبر إذا خفض، وإذا رفع، فناداه المهاجرون حين سلم والأنصار. أي: معاوية سرقت صلاتك، أين بسم الله
(1) في "الجامع"(5/ 324).
(2)
أي: الترمذي في "السنن"(2/ 14 - 15).
(3)
انظر: "المجموع شرح المهذب"(3/ 298).
(4)
(2/ 58 - 59).
(5)
انظر "مختصر الخلافيات"(2/ 54).
(6)
البيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 59).
(7)
في "السنن الكبرى"(2/ 58 - 59).
الرحمن الرحيم، وأين التكبير [450 ب] إذا خفضت، وإذا رفعت؟ فصلى بهم صلاة أخرى فقال ذلك فيها الذي عابوا عليه. وذكر من طريق أخرى مثله. وقال: مثل معناه. انتهى.
وقد عارضه حديث أنس الثاني:
2 -
وعن أنس رضي الله عنه قال: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَأَبِى بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْماَنَ رضي الله عنهم، فَلَم أَسْمَعْ مِنْهُمْ يَقْرَأُ بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. أخرجه الستة (1). [صحيح]
قوله: "أنه صلى الله عليه وسلم، ومع الخلفاء الثلاثة، وأنه لم يسمع أحداً يقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وقد أخرجه الستة" فهو أرجح سنداً من حديث ابن عباس، قال الترمذي (2): بعد إخراجه.
وبلفظ: أن من ذكره كانوا يفتتحون القراءة: بالحمد لله رب العالمين، قال أبو عيسى (3): هذا حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والتابعين ومن بعدهم، كانوا يستفتحوا القراءة بالحمد لله رب العالمين.
قال الشافعي (4): إنما معنى هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر، وعمر، وعثمان، كانوا يفتتحون القراءة بالحمد الله رب العالمين معناه؛ أنهم كانوا يبدأون بقراءة فاتحة الكتاب قبل السورة وليس معناه أنهم كانوا لا يقرؤون بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وكان الشافعي يرى أن يبدأ ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يجهر بها. انتهى بلفظه.
إلا أنه لا يتم ما قاله الشافعي فيما يأتي من حديث عبد الله بن مغفل.
(1) أخرجه البخاري، رقم (743)، ومسلم رقم (399)، وأبو داود رقم (782)، والترمذي رقم (246)، والنسائي في "المجتبى"(2/ 135)، وفي "السنن الكبرى"(1/ 470 رقم 981)، ومالك في "الموطأ"(1/ 81)، وهو حديث صحيح.
(2)
في "السنن"(2/ 15 - 16).
(3)
في "السنن"(2/ 15 - 16).
(4)
انظر: الأمر (2/ 247)"المجموع شرح المهذب"(3/ 305).
3 -
وعن ابن عبد الله بن مغفل قال: سمِعَنِي أَبي وأَنَا أَقْرأَ بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَقَالَ لِي أَيْ بُنَيِّ مُحْدَثٌ: إِيَّاكَ وَالحَدَثَ، قَالَ: وَلَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم[كَانَ](1) أَبْغَضَ إِلَيْهِ الحَدَثُ مِنْهُ، قَالَ: وَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَمَعَ عُمَرَ، وَمَعَ عُثْمَانَ، رضي الله عنهم، فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْ يَقُولُهَا، فَلَا تَقُلْهَا، إِذَا أَنْتَ صَلَّيْتَ فَقُلِ: الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ. [ضعيف] أخرجه الترمذي (2) وهذا لفظه، والنسائي (3).
"الحَدَثُ" الأمر الحادث الذي لم تأت به سنة.
وهو قوله: "وعن عبد الله بن مغفل"(4) هو بالغين المعجمة، بن عبد غنم المزني، نسب إلى أمه مزينة (5)[437/ أ] بنت كلب بن وبرة، وعبد الله من أصحاب الشجرة، وكان من البكائين، يكنى أبا سعيد، وقيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو زياد، قال: سمعني أبي وأنا أقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أي: في صلاته، فقال:"أي: بني محدث" أي: الجهر بها [أو قراءتها](6) ثم أخبر أنه صلى خلف رسول صلى الله عليه وسلم[451 ب] وخلف الخلفاء الثلاثة، فلم يسمع أحداً منهم يقولها، الظاهر يجهر بها.
(1) سقطت من (أ، ب) وأثبتناها من "سنن الترمذي".
(2)
في "السنن" رقم (244).
(3)
في "المجتبى"(2/ 135)، وفي "السنن الكبرى" رقم (982)، وأخرجه أحمد (4/ 85)، وابن ماجه رقم (982). وهو حديث ضعيف. والله أعلم.
(4)
ذكره ابن الأثير في "تتمة جامع الأصول"(2/ 584 - قسم التراجم).
(5)
كذا في "المخطوط"(أ. ب) والذي في "تتمة جامع الأصول": ومزينة أمهم.
(6)
زياد من (أ).
قوله: "أخرجه الترمذي، وهذا لفظه" أقول: سقط من لفظه على المصنف قوله: بعد إياك والحدث، فال: ولم أر أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أبغض إليه الحدث في الإسلام، يعني منه. انتهى بلفظ الترمذي.
وقال بعد إخراجه (1): قال أبو عيسى: حديث عبد الله بن مغفل حديث حسن (2)، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وَعَدّ منهم الخلفاء الأربعة.
ثم قال: وغيرهم، ومن بعدهم من التابعين، وبه يقول سفيان الثوري: وابن المبارك، وأحمد، وإسحاق، لا يرون أن يجهر ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وقالوا: ويقولها في نفسه. انتهى كلامه.
والأحاديث في الباب من الطرفين كثيرة، فتعارضه كما رأيت تعارض حديث ابن عباس وابن مغفل.
واحتمال حديث أنس لما قاله الشافعي: إلا أن في بعض ألفاظه [ولم](3) أسمع أحداً منهم يقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وهو اللفظ الذي ساقه المصنف، واللفظان في رواية أنس ذكرهما ابن الأثير (4)، وحينئذ لا يتم ما قاله الشافعي بتصريح لفظ أنس الثاني بعدم سماعه قراءة التسمية من أحد من الأربعة رسول الله صلى الله عليه وسلم والثلاثة الخلفاء.
(1) أي الترمذي في "السنن"(2/ 13).
(2)
قال النووي في الخلاصة: (1/ 369) متعقباً الترمذي: "ولكن أنكره عليه الحفاظ، وقالوا هو حديث ضعيف؛ لأن مداره على ابن عبد الله بن مغفل وهو مجهول، وممن صرح بهذا ابن خزيمة وابن عبد البر، والخطيب البغدادي، وآخرون، ونسب الترمذي فيه إلى التساهل".
انظر: "التقريب" رقم (8476) ترجمة ابن عبد الله بن مغفل.
(3)
في (أ) فلم.
(4)
في "جامع الأصول"(5/ 324 - 325).
وإذا عرفت هذا فالأقرب والله أعلم في الجمع بين الأحاديث، أنه وقع منه صلى الله عليه وسلم الجهر بها تارة، والإخفاء تارة، والصلوات متكررة كل يوم، فكلٌ نقل ما سمع، وأن الأمرين جائزان، واقتصار الخلفاء على أحد الجائزين جائز لا ضير فيه، وبهذا جمع ابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد" (1) بين الروايات: فقال ما لفظه: "وكان يجهر ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ تارة ويخفيها أكثر مما [452 ب] جهر بها، ولا ريب أنه لم يكن يجهر بها دائماً في كل يوم خمس مرات أبدا، حضراً وسفراً، ويخفي ذلك على خلفائه الراشدين، وعلما جمهور أصحابه، وأهل بلده في الأعصار الفاضلة، هذا من أمحل المحال، حتى يحتاج إلى التشبث فيه بألفاظ مجملة، وأحاديث واهية، فصحيح تلك الأحاديث غير صريح، وصريحها غير صحيح. وهذا موضع يستدعى مجلداً ضخماً". انتهى كلامه.
قلت: إلا أن قوله: "خمس مرات" الأولى وثلاث مرات؛ لأن الكلام في الجهرية، وهي ثلاث صلوات في اليوم والليلة. وفي نسخة من "الهدي" ست مرات، وهي تناسب باعتبار الركعات الجهرية، ففي المغرب اثنتان ومثلهما في العشاء والفجر.
4 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا نَهَضَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ اسْتفْتَحَ الْقِرَاءَة بِالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَلَمْ يَسْكُت". أخرجه مسلم (2). [صحيح]
قوله في حديث أبي هريرة: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نهض في الركعة الثانية، استفتح القراءة بالحمد لله رب العالمين، ولم يسكت" أقول: إنما ذكر الثانية؛ لأنه في الأولى كان يسكت ليدعو بدعاء [الاستفتاح](3) فقد يقال: إنه يقرأ التسمية سراً عقب دعاء الافتتاح، فصرح أنه في الثانية لا يسكت، بل يفتتح القراءة بالحمد لله، وافتتاحه بها دال على أنه لا يقرأ التسمية
(1) في "زاد المعاد"(1/ 199).
(2)
في "صحيحه" رقم (599) وهو حديث صحيح.
(3)
في (أ): "الافتتاح".
سراً، إذ لو قرأها في الثانية سراً لسكت، قدر قراءتها، فكذلك في الأولى: إنما سكت لأجل دعاء الافتتاح لا غير. ويحتمل أنه يريد لم يسكت في الثانية كسكوته في الأولى، بل سكت دونه فلا ينافي أنه يقرأها في الثانية سراً.
5 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى صَلاةً لم يَقْرَأْ فِيهَا بَفَاتِحَةِ الكِتَابِ فَهِيَ خِدَاجٌ ثَلَاثاً غَيْرُ تَمَامٍ، فَقُيِلَ لأَبيِ هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، إِنَّا نَكُونُ وَرَاءَ الإِمَامِ؟ فَقَالَ: اقْرَأْ بِهَا فِي نَفْسِكِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "قَالَ الله تَعَالَىَ: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْني وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْن، فَنِصْفُهَا لِي، وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ العَبْدُ: الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ؛ قَالَ الله: حَمِدَنِي عَبْدِي؛ وإِذَا قَالَ: الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ؛ قَالَ الله: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي؛ وإذَا قَالَ: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قَالَ الله: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: إيَّاكَ نَعْبُدُ وإيَّاكَ تَسْتَعِينُ؛ قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلعَبْدِي مَا سَألَ، وَإِذَا قَالَ: إهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ، غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ، وَلا الضَّالِّينَ، قَالَ: هَذَا لِعَبْديِ، وَلعَبْدِيِ مَا سَأَلَ". أخرجه الستة (1)، إلاّ البخاري. [صحيح]
6 -
وفي أخرى لأبي داود (2) قال: قَالَ لِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "اخْرُجْ فَنَادِ فِي المَدِينَةِ: أنَّهُ لَا صَلَاةَ إِلَّا بِقُرْآنٍ، وَلَوْ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ"، فَمَا زَادَ وَلَوْ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ فَمَا زَادَ. [صحيح لغيره]
(1) أخرجه مسلم رقم (395)، والنسائي في "المجتبى"(2/ 35)، وفي "الكبرى" رقم (983، 7958، 7959، 10915)، والترمذي رقم (2953) ، وأبو داود رقم (821)، وابن ماجه رقم (3784). وأخرجه أحمد (2/ 241)، والحميدي رقم (973، 974) والبخاري في "القراءة خلف الإمام" رقم (71، 79) ، وأبوعوانة (2/ 128)، البيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 38، 167) وفي "القراءة خلف الإمام" رقم (63، 64، 65) وابن حبان رقم (776، 1788، 1795) من طرق. وهو حديث صحيح، والله أعلم.
(2)
في "السنن" رقم (820). =
7 -
وفي رواية ذكرها رزين: أَنَّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا صَلَاةَ إلّا بِقِراءةٍ. فَمَا أعْلَنَ لَنَا رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَعلنَّا لَكُمْ، وَمَا أَخْفَى عَنَّا أَخْفَيْنَا عَنكُمْ، فَقَالَ لَهُ رَجُل: أَرَأَيْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَة إِنْ لَمْ أَزِدْ عَلَى أُمِّ القُرْآنِ؟ فَقَالَ: قَدْ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنِ انْتَهَيْتَ إِلَيْهَا أَجْزَأَتْكَ، وَإِنْ زِدْتَ عَلَيْهاَ فَهُوَ خَيْرٌ وَأَفْضَلُ".
"الخِدَاجُ"(1) الناقص.
"وَأَمُّ القُرْآن" سورة الفاتحة؛ لأنها أوله وعليها مبناه. وأمّ الشيء: أصله ومعظمه (2).
والمراد بقوله: "قسمْتُ الصَّلاة" أي: القراءة لتفسيره إياها في الحديث بها.
"وَالتَّمْجِيدُ" التعظيم والتشريف.
= وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" رقم (7) وابن الجارود في "المنتقى" رقم (186)، والدارقطني (1/ 321)، والحاكم (1/ 239)، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" رقم (41).
قال الحاكم: هذا حديث صحيح لا غبار عليه، فإن جعفر بن ميمون العبدي من ثقات البصريين، ويحيى بن سعيد لا يحدث إلا عن الثقات.
وقال الذهبي في "الميزان": (1/ 418 رقم 1539) جعفر بن ميمون البصري، "بياع الأنماط".
قال أحمد والنسائي: ليس بقوي، وقال ابن معين: ليس بذاك وقال مرة صالح الحديث، وقال الدارقطني: يعتبر به، وقال ابن عدي: لم أر أحاديثه منكرة، ومن ذلك يظهر تساهل الحاكم في توثيقه، وكذلك موافقة الذهبي له، وخلاصة القول أن الحديث صحيح لغيره، والله أعلم.
(1)
انظر: "النهاية في غريب الحديث"(1/ 473)، "غريب الحديث" للهروي (1/ 65).
وقال ابن الأثير في "غريب الجامع (5/ 329) الخداج: النقص، وتقديره: فهي ذات خداج، فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه، أو فهي مُخدَجةٌ فوضع المصدر موضع المفعول.
(2)
ذكره ابن الأثير في "غريب الجامع"(5/ 329).