الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثبتت إمامته وعدالته وكثر مادحوه ومزكوه وندر جارحوه وكانت هناك قرينة دالة على سبب جرحه من تعصب مذهبي أو غيره، فإنا لا نلتفت إلى الجرح فيه ونعمل فيه بالعدالة، ولو فتحنا هذا الباب وأخذنا تقديم الجرح على إطلاقه لما سلم لنا أحد من الأئمة؛ إذ ما من إمام إلا وقد طعن فيه طاعنون وهلك فيه هالكون ا. هـ) (1).
وقد أسهب الحافظ ابن حجر في مقدمته فتح الباري في هذا الموضوع وبين أن تجريح بعض رجال الصحيحين لا يعبأ به على الإطلاق، فراجعه فإنه قيم (2).
وأخيرا نجد أن الإمام ابن الصلاح رحمه الله يوجه قول العباس بن عبد العظيم السابق الذكر توجيها جيدا، حيث حمل زيارة العباس لعبد الرزاق بعد اختلاطه (3).
قلت: ويمكن أن يكون سبب جرحه لعبد الرزاق بسبب تشيعه، وقد قدمنا بأن هذا لا يؤدي إلى ترك حديثه.
(1) قاعدة في الجرح والتعديل (ص 13) ت. عبد الفتاح أبو غدة.
(2)
مقدمة فتح الباري. الفصل التاسع (ص 384).
(3)
مقدمة ابن الصلاح (ص 597) ت. بنت الشاطئ وانظر الكواكب النيرات (273).
الخلاصة:
عبد الرزاق بن همام أحد الحفاظ الأثبات وثقه الأئمة كلهم ما عدا العباس بن عبد العظيم وزيد بن المبارك ولا يعتد بقولهما. ومن حدث عنه قبل المئتين فحديثه صحيح مثل الإمام أحمد والشيخين وأصحاب السنن، ومن حدث عنه بعد ما كف بصره واختلط فحديثه ضعيف مثل أحمد بن شبويه وغيره.
آثاره:
المصنف: وسوف نتحدث عنه بعد قليل.
التفسير: قال عنه سزكين: (هذا الكتاب في جوهره صورة معدلة لكتاب معمر بن راشد). وقال: (ولقد نقل الطبري في تفسيره كل تفسير مؤلفنا هذا برواية الحسن بن الحجر أبي علي بن أبي الربيع الجرجاني)(1).
قلت: كما يروي التفسير أيضا محمد بن حماد الطهراني عن عبد الرزاق وسلمة بن شبيب عن عبد الرزاق (2).
وبلغني أن الدكتور عبد الله أبو السعود بدر يعمل على تحقيق هذا الكتاب ولعله في اللمسات الأخيرة الآن.
كتاب الصلاة: قلت: ولعله جزء من المصنف اقتطعه أحد الرواة.
الأمالي في آثار الصحابة (3): ويتخذ هذا الكتاب أهميته من أنه يمكن أن يعطينا تصورا واضحا عن موقف عبد الرزاق من جميع الصحابة.
المسند: قال ابن كثير: (ثم دخلت سنة إحدى عشرة ومائتين وفيها توفي عبد الرزاق بن همام الصنعاني صاحب المصنف والمسند)(4).
السنن في الفقه.
المغازي: ولعله الكتاب الموجود في المصنف اقتطعه أحد الرواة.
تزكية الأرواح عن مواقع الإفلاح (5).
(1) تأريخ التراث (1/ 1 / 185).
(2)
فهرسة ما رواه عن شيوخه للأشبيلي (ص 54 - 56).
(3)
أورد هذا الكتاب والكتب التي قبله سزكين (1/ 1 / 185).
(4)
البداية والنهاية (10/ 265).
(5)
أورد هذا والكتابين الذين قبله في هداية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين (1/ 566).
المصنف:
تعريفه باصطلاح المحدثين: (هو الكتاب المرتب على الأبواب الفقهية والمشتمل على الأحاديث المرفوعة والموقوفة والمقطوعة. أي فيه الأحاديث النبوية وأقوال الصحابة وفتاوى التابعين وفتاوى أتباع التابعين أحيانا)(1).
(1) أصول التخريج للطحان (ص 134).
الحديث عن المصنف:
المصنف أحد الكتب الجليلة التي وصلت إلينا وصفه الإمام الذهبي بأنه " خزانة علم"(1) وصدق رحمه الله فالمصنف مليء بكنوز العلم والمعرفة. رتبه عبد الرزاق على الأبواب الفقهية فكان أولها كتاب الطهارة ثم كتاب الحيض ثم كتاب الصلاة وهكذا حتى وصل إلى كتاب الجامع وهو نهاية الكتاب، وتحت كل كتاب من هذه الكتب أبواب عديدة قد تزيد وقد تقل، وتحت كل باب مجموعة من الأحاديث المرفوعة والموقوفة والمقطوعة وغيرها ولم أهتد إلى الأسلوب الذي رتبها به، ولعله لم يتخذ أسلوبا معينا.
والمصنف من منشورات المجلس العلمي بالهند طبعه وأشرف على تحقيقه فضيلة الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي أحد علماء الهند، وصدرت الطبعة الأولى سنة (1392 هـ).
(1) الميزان (2/ 609).
عمل المحقق:
لم يقدم المحقق للكتاب ولم يذكر تعريفا لا بالمؤلف ولا بمؤلفه ولا بعمله في
تحقيق هذا الكتاب. لكنه وعد بأن يفرد المقدمة بمؤلف خاص يتحدث فيه عن هذه الأمور، ولكن هذا المؤلف لم يظهر حتى الآن.
وبنظرة عاجلة لأجزاء الكتاب يمكن استنتاج عمل المحقق بالنقاط الآتية:
(أ) عمل على تحقيق الكتاب على عدد من المخطوطات كلها ناقصة ما عدا واحدة فهي شبه كاملة، لكنه لم يصف لنا هذه المخطوطات ولا تأريخ كتابتها لكي نعرف مدى أصالتها؛ لأن المخطوطة التي تكتب في القرن الرابع أو الخامس وعليها سماعات من كبار المحدثين تختلف عن المخطوطة المكتوبة في القرن العاشر أو الحادي عشر وليس عليها سماعات.
(ب) حكم على بعض الأحاديث بالصحة أو الضعف: ولكن هذا قليل جدا بالنسبة لعدد أحاديث المصنف.
(جـ) يعزو بعض أحاديثه إلى بعض كتب السنة ويعتمد اعتمادا كبيرا على كنز العمال، وبشكل عام عزوه للأحاديث يعتبر ضعيفا.
(د) عمل على شرح الكلمات الغريبة ويترجم لبعض الرجال والبلدان والأماكن أحيانا.
(هـ) عمل على ترقيم أحاديث المصنف.
(و) وضع فهرسا موضوعيا لكل مجلد على حده.
قلت وهذه الملاحظات يمكن أن تنطبق على كل كتاب حققه الشيخ حبيب الرحمن.
ونتيجة لهذا الأسلوب من التحقيق وقعت كثير من الأخطاء والتصحيفات لذلك قال الدكتور سهيل زكار: " ولدى قراءتي لكثير من مواد المصنف لاحظت أن هذا الكتاب الجليل محشو بالأخطاء والتصحيفات وأن المحقق عجز عن قراءة نص الكتاب، ثم قرأت قسم المغازي أكثر من مرة فوجدت أن هذا القسم أصابه تشويه كامل بحيث تكاد لا تخلو جملة من جمله من تصحيف أو أكثر "(1).
(1) المغازي النبوية للإمام الزهري (ص 22) ت. سهيل زكار.