الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إن الملجأ الحقيقي الذي يحمي الحضارة العالمية جملة - والحضارات القديمة خاصة - هو في سعي الثقافات المختلفة إلى العودة إلى فواتها، وينابيعها الأصيلة، لتبحث فيها عن طريق الخلاص وليتكون من تفاعل هذه الثقافات فيما بينها بعد ذلك طريق جديد للإنسانية جمعاء، والثقافة الإسلامية التي جعلها الدين الإسلامي شاهده على الناس رحمة للعالمين، مدعوة خاصة إلى أن تعود إلى أصولها وينابيعها، حفاظا على ذاتها، وسعيا لهداية الإنسانية، بل أن ارتباطها بهويتها هو سبيلها إلى النجاح في معارك التحرير التي تخوضها، ولا سيما مع العدو الصهيوني، ومع القوى الطامعة في خيراتها.
إن الدعوة إلى الرجوع إلى الإسلام وأسلمة المعرفة ليست مجرد دعوة إلى تراث ماض يجب الحفاظ عليه، بل هي إلى مصدر حيوي دينامي متجدد متطور على مر العصور والأزمان، ويمتلك من المرونة في قواعده العامة المتعلقة بتنظيم الحياة ما يجعله صالحا لكل زمان ومكان، فضلا عن ذلك، فإن هذا الرجوع سيكون ربطا لحاضرنا بماضينا، وتأصيلا لفكرنا الفلسفي والتربوي، وتأكيدا لشخصيتنا الثقافية والتربوية، وتحصينا لعقول أبنائنا ضد أخطار الاستشراق ودسائس أعداء الإسلام (1).
(1) م - أ - قاضي - أسلمة المعارف الحديثة، مجلة المسلم المعاصر، العدد 35 ص 38، 1403 هـ.
الطرق والوسائل الواجب اتباعها نحو أسلمة المعرفة:
وضع منهاج للتعليم الإسلامي:
يعلم المطلعون على حقائق العلوم وفلسفة التعليم، أن للعلوم والكتب روحا وضميرا، كالكائنات الحية، وهو باطن هذه العلوم، والروح السارية في الكتب. فالعلوم التي أنشأها الإسلام، وصاغها في قالبه، قد سرت فيها روح الإيمان بالله، والتقوى والخشية لله، والفضيلة والإيمان بالآخرة والعلوم التي وضعها اليونان أو رتبوها اشتملت على خرافاتهم، وعلى روحهم الجاهلية، وكذلك العلوم التي دونتها أمم أوروبا الملحدة، والكتب التي ألفها أدباؤها وفلاسفتها، وقد سرى