الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أيضا يجب بذل كل تعاون في إقامة التدريب المستمر لرفع مستوى المعلم بصفة عامة، ولإعداده بصفة خاصة ليعمل في ضوء الجديد الذي ننشده للتعليم، وذلك لكي يتسنى له الفهم الصحيح، ولكي يتمكن من المعرفة المطلوبة التي تيسر له رفع مستواه العلمي والثقافي والمسلكي بالقدر الكافي المتطور، الذي يستطيع أن يغذي النشء بأسلوب يساير روح العصر ويتفق معه، فالمعلم هو الأداة الحقة التي ينفذ بها المنهج المقترح، وإعداده بالمفهوم الجديد لنهجنا هو الخطوة الأولى لضمان تنفيذه بنجاح، وأن لا تقتصر دراسة من يتخصصون في مواد الدين على هذه المواد وحدها، بل يجب أن تمتد هذه الدراسة إلى الإحاطة بالعلوم الحديثة وهضمها، إذ بذلك يمكننا تطبيق واقعية الارتباط القائم بين مفاهيم إسلامنا، وهذه العلوم الحديثة، وبذلك يصبح المتخصصون في هذه المواد قادرين أن يحكموا على كل مفهوم حديث بما يتبين لهم نتيجة لهذه الدراسة بعد تفكير تحليلي وبحث منطقي، كما أن يكون في توجيه إعداد مدرسي المواد الحديثة قدر يمكنهم من تفهم مواد الدين؛ لكي يستشعروا قدرة الله في ظواهر الكون والحياة، وأن يعرفوا أن العلم يقود للإيمان وأن يغرسوا هذا المفهوم في طلابهم كي يتعودوه وينشأوا عليه ويعملوا وفقا لمنهجهم.
(5)
إزالة الازدواج التعليمي:
إن عملية تقسيم التربية إلى دينية ودنيوية قد انتقلت عدواه إلى بلاد المسلمين من النظم التربوية العلمانية، فالإسلام إضافة إلى اهتمامه الزائد بالتخصص في الدراسات الإسلامية إلا أنه في تاريخه الطويل لم يعرف هذا الازدواج التعليمي، ولم يهمل أي جانب من جوانب المعرفة الإنسانية، وهذا هو سر ما نراه من معرفة تامة بعلوم الدين لدى علماء الطبيعة والكيمياء والطب والجغرافيا وتاريخ المسلمين.
والفصل بين المعارف إلى دينية ودنيوية قد عزل العلوم الدينية عن ركب الحياة ومشاكلها وتطورها، مما زهد الناس فيها ودعاهم إلى هجرها، كما عزل العلوم الدنيوية عن الحكمة وجعلها تدور في الأطر المادية للأشياء فقط. إنه لا يمكن