الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جاءك ما ليس في كتاب الله ولم يسنه رسول الله، ولم يتكلم به أحد، فاختر أي الأمرين شئت، فإن شئت فتقدم واجتهد رأيك، وإن شئت فأخره، ولا أرى التأخير إلا خيرا لك (1).
فكون الحكم ينتهي إلى مدرك من كتاب الله تعالى، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم هو ما يشغل ذهن عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - لعلمه أن أي حكم لا يكون بهذا الشكل إنما هو حكم بالباطل مرفوض؛ لأن الله تعالى أمر نبيه داود بأن يحكم بين الناس بما أنزل الله، وسماه حقا، فأي حكم بغير ما أنزل الله فهو باطل، قال الله تعالى:{يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} (2).
(1) أخبار القضاء لوكيع جـ2 ص 189 ـ 190.
(2)
سورة ص الآية 26
6 -
إقرار الاجتهاد والقياس:
قال عمر في رسالته لأبي موسى: واعرف الأشباه والأمثال ثم قس الأمور بعضها ببعض، فانظر أقربها إلى الله وأشبهها بالحق فاتبعه واعمد إليه ".
للوصول إلى الحق أذن الله للقاضي بالاجتهاد في تطبيق النصوص على الحوادث وجعل له أجرا عظيما على هذا الاجتهاد، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر (1)» . وقال الله تعالى:
(1) رواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه عن عمرو بن العاص، ورواه الترمذي والنسائي عن أبي هريرة ـ صحيح البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ ـ فتح الباري جـ 13 ص 318. وصحيح مسلم ـ كتاب الأقضية صحيح مسلم بشرح النووي جـ 12 ص 13. وسنن أبي داود كتاب الأقضية باب في القاضي يخطئ جـ 2 ص 286، سنن ابن ماجه كتاب الأحكام باب الحاكم يجتهد فيصيب الحق جـ 2 ص 776 دار إحياء التراث العربي. سنن الترمذي كتاب الأحكام باب ما جاء في القاضي يصيب ويخطئ جـ 3 ص 615 دار إحياء التراث العربي ببيروت. سنن النسائي كتاب آداب القاضي باب الإصابة في الحكم جـ 8 ص 224 طبع دار الفكر العربي ببيروت.