الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويستفاد من الحديث أيضا مراقبته صلى الله عليه وسلم لعماله ونوابه وسؤالهم، والتأكد من معرفتهم وإدراكهم للقيام بما أرسلوا من أجله، وليس الأمر فقط هو تأميرهم وإرسالهم ليتصرفوا حسب اجتهادهم. وهذا يتفق مع ما رواه البخاري عن أنس رضي الله عنه «أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى خيبر فجاءها ليلا، وكان إذا جاء قوما بليل لا يغير عليهم حتى يصبح (1)» .
قال الحافظ: رحمه الله تعالى: في الحديث الأخذ بالأحوط في أمر الدعاء؛ لأنه كف عنهم في تلك الحالة مع احتمال ألا يكون ذلك على الحقيقة. (2)
(1) البخاري، 6/ 111 (ح2945).
(2)
الفتح/ 6/ 122.
المطلب الثالث: متى وفي حق من يشرع الجهاد
؟
لقد استمر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ملتزمين بالصبر والعفو والصفح، ولم يحاولوا مقاتلة المعتدين والظالمين إلا بعد أن جاء الإذن من الله تعالى، وذلك في قوله عز وجل:{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} (1).
وقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة والسبب والهدف من الأمر بقتال الناس كما قال صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام،
(1) سورة الحج الآية 39