الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقول ابن كثير: " شفاء للناس أي في العسل شفاء للناس أي من أدواء تعرض لهم، قال بعض من تكلم: لو قال فيه الشفاء للناس لكان دواء لكل داء، ولكن قال: فيه شفاء للناس، أي يصلح لكل أحد من أدواء باردة فإنه حار والشيء يداوى بضده " ومنافع العسل لا تكاد تحصى فمن أراد الاستزادة فليرجع للكتب التي كتبت وألفت عنه وحوله.
ثانيا الحجامة:
الحجامة تشفي جميع الأمراض يقينا بإذن الله، كضغط الدم، والسكر، والسرطان، وأمراض القلب، والدم والكلية والرئة والجلطات والعقم
…
إلخ؛ فلقد اكتشفت الأبحاث الطبية هذا العلاج الأكيد للأمراض المستعصية، فقد أجرى الحجامة فريق طبي مكون من 15 طبيبا من كلية الطب بجامعة دمشق لأكثر من 300 شخص اعتمد فيها على أخذ عينات من الدم الوريدي قبل وبعد الحجامة، وبعد إخضاع هذه العينات لدراسات مخبرية كاملة تم التوصل إلى نتائج مذهلة، لوحظ فيها اعتدال في ضغط الدم والنبض وانخفاض في كمية السكر في الدم، وارتفاع عدد الكريات الحمر بشكل طبيعي، وارتفاع في عدد الكريات البيض، وزيادة عدد الصفيحات الدموية، كما لوحظ اعتدال شوارد الحديد بالدم، واعتدال السعة الرابطة بين الحجامة وانخفاض كمية الشحوم الثلاثية في الدم،
وانخفاض الكوليسترول عند الأشخاص المصابين بارتفاعه فكيف لا تكون هذه النتائج لهذا العلاج.
وقد حث المصطفى على الحجامة وبين أنها من الأدوية النافعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«الشفاء في ثلاثة: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنهى أمتي عن الكي (1)» وفي هذه الرواية حصر هذه الأدوية بالمنفعة دون غيرها فدل على فائدتها العظيمة.
يقول الخطابي: انتظم هذا الحديث على جملة ما يتداوى به الناس، وذلك الحجم يستفرغ به الدم وهو أعظم الأخلاط والحجم أنجحها شفاء عند هيجان الدم
…
(2) وقال صلى الله عليه وسلم: «إن في الحجم شفاء (3)» وقال صلى الله عليه وسلم: «إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط
(1) أخرجه البخاري 5/ 2151، مسلم 5/ 2152.
(2)
فتح الباري ابن حجر 10/ 139، وانظر المفهم شرح صحيح مسلم مخطوطة القرطبي 89/أ.
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: 5/ 58: وصححه الألباني في صحيح الجامع: 2128.
البحري (2)» وقال: «لا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة (4)» ، وفي رواية قال:«إن أفضل ما تداويتم به الحجامة أو هو من أمثل دوائكم (5)» وفي رواية: «خير ما تداويتم به الحجامة (6)» وقال: أخبرني جبريل: «أن الحجم أنفع ما تداوى به الناس (7)» ويتبين من الأحاديث السابقة أن الحث على الحجامة أتى على ألفاظ منها خير، أنفع، أفضل، ويدل ورودها مترادفة على عظيم نفعها. لكن هل يوجد موانع للحجامة؟ لا يوجد إطلاقا؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:«إن في الحجم شفاء (8)»
(1) صحيح البخاري الطب (5696)، صحيح مسلم المساقاة (1577)، سنن الترمذي البيوع (1278)، مسند أحمد (3/ 182).
(2)
(1)
(3)
صحيح البخاري الطب (5696)، صحيح مسلم المساقاة (1577)، مسند أحمد (3/ 107).
(4)
(3) وعليكم بالقسط
(5)
أخرجه مسلم: 3/ 1204، وفي رواية:" إن أفضل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري، ولا تعذبوا صبيانكم بالغمز ".
(6)
أخرجه أحمد: 3/ 107، والنسائي في الكبرى: 4/ 376، وصححه الألباني في صحيح الجامع 3323
(7)
أخرجه النسائي في الكبرى: 4/ 376، والحاكم: 4/ 222، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وصححه الألباني في صحيح الجامع 218.
(8)
أخرجه ابن أبي شيبة: 5/ 58، وأورده الهندي في الكنز: 10/ 7، وصححه الألباني في صحيح الجامع 218.
وما كان أحد يشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا في رأسه إلا قال: «احتجم ولا وجعا في رجليه إلا قال: اخضبهما - بالحناء» - " (1)
والحجامة تناسب حتى مرضى السكري والناعور " سيلان الدم " فلا يمنعون من الحجامة، وقد تستخدم الحجامة كوقاية وعلاج من الأمراض، والدليل حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مررت ليلة أسري بي بملء من الملائكة إلا قالوا: يا محمد مر أمتك بالحجامة (2)» وفي رواية: «عليك يا محمد بالحجامة (3)» ويقول صلى الله عليه وسلم: «واحتجموا لا يتبيغ بكم الدم فيقتلكم (5)» .
(1) أخرجه أبو داود: 4/ 4، وأحمد 6/ 462، وقال الألباني في الصحيحة 2059: صحيح.
(2)
أخرجه الترمذي: 4/ 390، وقال: هذا حديث حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح الجامع 5671، وصحيح ابن ماجه 2819.
(3)
أخرجه أبو داود: 4/ 4، والترمذي: 4/ 391، والحاكم: 4/ 233، وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه:2818.
(4)
أخرجه ابن ماجه: 2/ 1153، والحاكم: 4/ 235، وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
(5)
يتبيغ: يتهيج انظر مختار الصحاح الرازي: 28 (4)
مواضع الحجامة:
الهامة: فقد «احتجم النبي صلى الله عليه وسلم بطريق مكة وهو محرم وسط رأسه (1)»
الأخدعين: قال ابن منظور: إنهما عرقان في الرقبة خلف الأذنين.
وقال أيضا: إنهما عرقان في جانبي العنق (2)
الكاهل: ومكانه أعلى الظهر ما بين الكتفين (3)
فعن علي قال: «نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم بحجامة الأخدعين والكاهل (5)»
ظاهر القدمين، والموضع معروف لفعله صلى الله عليه وسلم (6)
(1) أخرجه مسلم: 2/ 862.
(2)
انظر لسان العرب ابن منظور: 8/ 66.
(3)
انظر مختار الصحاح الرازي: 242.
(4)
أخرجه أبو داود: 4/ 4، والترمذي: 4/ 390، وقال: هذا حديث حسن غريب. والحاكم: 4/ 234 وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
(5)
أخرجه ابن ماجه: 2/ 1152، وأورده الهندي في الكنز: 10/ 37، وقال الكناني في مصباح الزجاجة 4/ 62: هذا إسناد ضعيف. وله شاهد من حديث أنس رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي، وقال: حسن.
(6)
أخرجه ابن خزيمة في صحيحه: 4/ 187.
أوقات الحجامة:
في حال الصحة، تستحب في السابع عشر، أو التاسع عشر، أو الحادي والعشرين من الشهر العربي، والدليل حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم قال:«من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر، أو تسعة عشر، أو إحدى وعشرين، لا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله (1)» أما في حال المرض فتعمل في أي وقت؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا هاج بأحدكم الدم فليحتجم، فإن الدم إذا تبيغ بصاحبه يقتله (2)»
وكان الإمام أحمد – رحمه الله – يحتجم في أي وقت هاج به الدم، وفي أي ساعة كانت. ولا يعني ذلك أنها لا تعمل في الأيام المستحبة (17 و 19 و 21) من الشهر العربي، وإنما المقصود أنها تعمل مباشرة عند وجود المرض، كما دل عليه الحديث السابق ذكره:«إذا هاج بأحدكم الدم (3)» .. "، وتستحب أن تعمل في الأيام المستحبة أيضا، خصوصا إذا لم يزل المرض بالكلية. وتوجد الحجامة الآن في كثير من المراكز الصحية حيث النظافة والتعقيم والعناية الصحية، والأفضل أن يستخدم السعوط بعد الحجامة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم:«احتجم وأعطى الحجام أجره واستعط (4)» وأفضل السعوط القسط.
(1) أخرجه ابن ماجه: 2/ 1153، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه:2824.
(2)
أخرجه أبو يعلى في مسنده: 1/ 386، وصححه الألباني في الصحيحة:2747.
(3)
أخرجه أبو يعلى في مسنده: 1/ 386، وصححه الألباني في الصحيحة:2747.
(4)
أخرجه البخاري: 5/ 2154، ومسلم: 3/ 1205.