الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني: أسباب رفع البلاء بعد وقوعه:
وفيه أربعة مباحث هي:
المبحث الأول: الحبة السوداء
.
المبحث الثاني: الشفاء في ثلاث.
المبحث الثالث: الصبر.
المبحث الرابع: ماء زمزم.
صفحة فارغة
تمهيد:
إذا أصاب المسلم البلاء فله رفعه بالأسباب المشروعة والتداوي بعد وقوعه – بإذن الله - ويستيقن أن الله تعالى هو الشافي، يقول تعالى عن نبيه إبراهيم أنه قال:{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} (1)، وقد أباح الله عز وجل التداوي بأنواع الأدوية لكن بشرط أن تكون حلالا، قال صلى الله عليه وسلم:«تداووا عباد الله فإن الله سبحانه لم يضع داء إلا وضع معه شفاء إلا الهرم (2)» ومن أعظم التداوي والاستشفاء من الأمور الحسية والمعنوية القرآن الكريم، قال تعالى:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} (3)، وقال تعالى:{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ} (4).
فهذه الآية تبين أن القرآن سبب للشفاء من مرض الشبهات والكفر والشرك والنفاق، وشفاء للمرض العضوي من سل أو غيره
(1) سورة الشعراء الآية 80
(2)
أخرجه أبو داود: 4/ 3، والنسائي في الكبرى 4/ 134، وقال الألباني في صحيح ابن ماجه 2/ 252: حسن صحيح. وأخرج البخاري بلفظ: " ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء " 5/ 2151.
(3)
سورة يونس الآية 57
(4)
سورة التوبة الآية 14
طرق التداوي بالحبة السوداء:
هناك طرق كثيرة للتداوي بالحبة السوداء، منها ما ذكر ابن أبي عتيق بقوله:«عليكم بهذه الحبيبة السوداء، فخذوا منها خمسا أو سبعا فاسحقوها ثم اقطروها في أنفه بقطرات زيت في هذا الجانب وفي هذا الجانب (1)» ومن هذه الطرق أيضا ما ذكر عن الصحابة وبعض التابعين، ومنه ما ذكر عن أهل الطب، يقول الإمام ابن حجر عن تداوي الصحابة وأهل الطب بها: وهذا الذي أشار إليه ابن أبي عتيق (2) ذكره الأطباء في علاج الزكام العارض معه عطاس كثير وقالوا: تقلى الحبة السوداء ثم تدق ناعما ثم تنقع في زيت ثم يقطر منه في الأنف ثلاث قطرات، وظاهر سياقه أنها موقوفة عليه (3) ويحتمل أن تكون عنده مرفوعة.
وعن عبد الله بن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن هذه الحبة السوداء فيها شفاء (4)» الحديث، وفي لفظ: «قيل وما الحبة السوداء، قال " الشونيز " قال: وكيف أصنع بها قال: " تأخذ إحدى وعشرين حبة
(1) أخرجه البخاري: 5/ 2153.
(2)
هو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.
(3)
أي: بن أبي عتيق.
(4)
أخرجه البخاري: 5/ 2154، ومسلم: 4/ 1736.