الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هاهنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرات " (1)
(1) أخرجه مسلم: 4/ 1986.
دفع التقوى للبلاء قبل وقوعه:
إن من تدبر جزاء وثواب التقوى في كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم علم بأنها سبب كل خير في الدنيا والآخرة، فإذا قرأت كتاب ربك من أوله إلى آخره وجدت التقوى مفتاح كل مسرة ومغلاق كل مضرة في الدنيا والآخرة، وهي سبب لدفع البلاء، ولا تأتي البلايا والمحن والعقوبات إلا بسبب الإهمال أو الإخلال بالتقوى وإضاعتها، أو إضاعة جزء منها، التقوى لها فوائد عديدة في الدنيا والآخرة، ومن فوائدها وثمارها في الدنيا جلب الخير ودفع البلاء – بإذن الله – فهي سبب لحصول الرحمة واندفاع النقمة، يقول الله تعالى:{وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (1) وهي سبب للفلاح والنجاح ودفع الفشل والانحطاط، يقول سبحانه:{فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (2) ومن فضائل التقوى أيضا الأمن من الخوف والحزن، يقول الله تعالى:{فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (3)، والتقوى سبب للتيسير واليسر على المتقي لربه، يقول الله تعالى:
(1) سورة الحجرات الآية 10
(2)
سورة المائدة الآية 100
(3)
سورة الأعراف الآية 35
{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} (1){وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} (2){فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} (3) ويقول تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} (4)، وبالتقوى يندفع الفقر ويحل الرزق ذكر الله عز وجل ذلك في آيات منها: قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ} (5) فمن أقام الدين فقد اتقاه سبحانه، يقول الطبري: وأما معنى قوله: {لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} (6) فإنه يعني لأنزل الله عليهم من السماء قطرها فأنبتت به الأرض حبها ونباتها فأخرج ثمارها، وأما قوله:{وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} (7) فإنه يعني تعالى ذكره لأكلوا من بركة ما تحت أقدامهم من الأرض وذلك ما تخرجه الأرض من حبها ونباتها وثمارها وسائر ما يؤكل مما تخرجه الأرض (8) بلا كد ولا تعب ولا شقاء ولا عناء بل في سرور وحبور، وقال بعضهم: معناه لكانوا في خير كما يقول القائل: هو في الخير من قرنه إلى قدمه (9) وقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (10).
(1) سورة الليل الآية 5
(2)
سورة الليل الآية 6
(3)
سورة الليل الآية 7
(4)
سورة الطلاق الآية 4
(5)
سورة المائدة الآية 66
(6)
سورة المائدة الآية 66
(7)
سورة المائدة الآية 66
(8)
جامع البيان الطبري: 5/ 305.
(9)
انظر: جامع البيان الطبري: 5/ 305.
(10)
سورة الأعراف الآية 96
يقول ابن كثير: أي آمنت قلوبهم بما جاء به الرسل وصدقت به واتبعوه بفعل الطاعات وترك المحرمات لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض، أي قطر السماء ونبات الأرض، وقال تعالى:{وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (1) أي ولكن كذبوا رسلهم فعاقبناهم بالهلاك على ما كسبوا من المآثم والمحارم (2) وقوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} (3){وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (4) ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: إني لأعلم آية لو أخذ الناس بها لكفتهم {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} (5)(6)
يقول الشوكاني عند هذه الآية: {مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (7) قال من حيث لا يدري (8) وقال ابن
(1) سورة الأعراف الآية 96
(2)
تفسير القرآن العظيم ابن كثير: 2/ 234
(3)
سورة الطلاق الآية 2
(4)
سورة الطلاق الآية 3
(5)
سورة الطلاق الآية 2
(6)
أخرجه الدارمي: 2/ 392، وقال الألباني في ضعيف الجامع الصغير 6372: ضعيف.
(7)
سورة الطلاق الآية 3
(8)
فتح القدير الشوكاني: 5/ 243.