الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والمشهور من مذهبنا جواز قطعها إذا لم يرج مصيرها للمسلمين، وكان قطعها يضر العدو ويؤذيه. (1)
(1) إكمال المعلم، 6/ 51، روضة الطالبين، 7/ 445.
المطلب الثاني: الثبات أثناء القتال:
وقد دل القرآن الكريم على هذا الأمر لأهميته، كما قال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (1).
والثبات يكون أكثر ضرورة حين يشعر الجيش بقوة خصمه أو تحدث مفاجآت، فيكون الثبات من أهم أسباب النصر.
(1) سورة الأنفال الآية 45
المطلب الثالث: الحفاظ على العتاد:
ومن أسباب الحفاظ على العتاد عدم استخدامه بصورة واسعة مكثفة وعشوائية بدون التأكد من تحقيق وإصابة هدفه.
وقد وصف الله تعالى المؤمنين يوم بدر بقوله تعالى {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (1) أي قليلو العدد والعدة بالنسبة إلى كثرة عدد وعتاد أعدائهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدرك هذا الأمر فأمر أصحابه بأخذ التدابير والاحتياطات اللازمة كما رواه البخاري وغيره عن أبي أسيد مالك بن ربيعة الخزرجي الساعدي قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر: «إذا أكثبوكم - يعنى أكثروكم - فارموهم، واستبقوا نبلكم (2)» ومعنى
(1) سورة آل عمران الآية 123
(2)
البخاري، 7/ 306 (ح3984)، و6/ 91 (ح2900).
«إذا أكثبوكم (1)» أي: إذا قربوا ودنوا منكم، وهذا هو المعتمد (2)
وفي رواية أبي داود «يعني غشوكم (3)» وهو أشبه بالمراد، ويؤيده ما وقع عند ابن إسحاق: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه ألا يحملوا على المشركين حتى يأمرهم، وقال:(إذا أكثبوكم فانضحوهم عنكم بالنبل)(4) وكثب بفتحتين وهو القرب. وقال ابن فارس: أكثب الصيد: إذا أمكن من نفسه. فالمعنى إذا قربوا منكم فأمكنوكم من أنفسهم فارموهم (5) وقوله: (واستبقوا نبلكم) فعل أمر بالاستبقاء، وهو طلب الإبقاء إلى أن تحصل المصادمة، فارموهم ببعض نبلكم لا بجميعها. والذي يظهر أن المراد بالأمر بتأخير الرمي حتى يقربوا منهم، أي أنهم إذا كانوا بعيدا لا تصيبهم السهام غالبا، وإن أصابت فلا تؤثر التأثير المقصود، فالمعنى استبقوا نبلكم في الحالة التي إذا رميتم بها لا تصيب غالبا ولا تؤثر، وإذا صاروا إلى الحالة التي يمكن فيها الإصابة والتأثير غالبا فارموا (6) وفي لفظ الحديث عند البخاري في الجهاد: قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر حين صففنا لقريش وصفوا لنا: «إذا أكثبوكم فعليكم بالنبل (7)»
(1) البخاري، 7/ 306 (ح3984)، و6/ 91 (ح2900).
(2)
النهاية، 4/ 151، لسان العرب، 1/ 702، الفتح، 7/ 306.
(3)
سنن أبي داود بشرح الخطابي، 3/ 118 (ح2663)، الدلائل للبيهقي، 3/ 70.
(4)
سيرة ابن هشام، 1/ 625.
(5)
مجمل اللغة، 2/ 779.
(6)
الفتح، 7/ 306 - 307.
(7)
البخاري، 6/ 91 (ح2900).