الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اليقين والزهد من قلبه." «1»
وقال:" من عمل بلا اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فباطل عمله."«2»
وقال:" ما ابتلى الله عبدا بشيء أشدّ من الغفلة والقسوة."«3»
توفي- رحمه الله تعالى- سنة ثلاثين ومائتين «4» .
ومنهم:
14- أبو عبد الرّحمن حاتم بن عنوان الأصم
«13»
ويقال: حاتم بن يوسف.
ويقال: حاتم بن عنوان بن يوسف [الأصم] . «1»
صاحب مقالات، وساحب ذيل في مقامات، وكان لأغطية الصدور كاشفا، ولتجلية البدور كاسفا، رفع له الحجاب، وصدع به الدجى فانجاب، وطالما غفر الزلل، وظفر بما لم يزل.
حكي أنه ستر، فستر الله عليه، وتصامم فسرّ الله مسمعيه، وكان له جميل صنع لم يزل إليه مصروفا، ومنع كان لا يراه من أنكره إلا معروفا، مع جود أضفى ذيله وأطاله.
وكان من قدماء مشايخ خراسان، من أهل بلخ.
صحب شقيق بن إبراهيم البلخي، وكان أستاذ أحمد بن خضرويه، وهو مولى للمثنى بن يحي المحاربي «2» ، وله ابن يقال له:" خشنام بن حاتم".
قيل: إنه لم يكن أصمّ، وإنما تصامم مرة؛ فسمي به.
جاءته امرأة تسأله عن مسألة، فاتّفق أن خرج منها في تلك الحالة صوت، فخجلت، فقال حاتم: ارفعي صوتك!، فأرى من نفسه أنه أصم!، فسرّت المرأة من ذلك وقالت في نفسها: إنه لم يسمع الصوت، فغلب عليه اسم الأصم. «3»
وقال:" من دخل في مذهبنا هذا فليجعل في نفسه أربع خصال من الموت:
موتا أبيض، وهو: الجوع.
وموتا أسود، وهو: احتمال الأذى من الخلق.
وموتا أحمر، وهو: العمل الخالص من الشوب في مخالفة الهوى.
وموتا أخضر، وهو: طرح الرقاع بعضها على بعض. «1»
وقال:" العجلة من الشيطان إلا في خمس:" إطعام الطعام إذا حضر ضيف، وتجهيز الميّت إذا مات، وتزويج البكر إذا أدركت، وقضاء الدين إذا وجب، والتوبة من الذنب إذا أذنب". «2»
وقال:" من أصبح وهو مستقيم في أربعة أشياء فهو يتقلّب في رضا الله تعالى:
أولها: الثقة بالله، ثم التوكل، ثم الإخلاص، ثم المعرفة؛ والأشياء كلها تتم بالمعرفة". «3»
[وقال:] الواثق من رزقه من لا يفرح بالغنى، ولا يهتم بالفقر، ولا يبالي أصبح في عسر أو يسر". «4»
وقال:" أصل الطاعة ثلاثة أشياء: الخوف، والرجاء، والحب."
وأصل المعصية ثلاثة أشياء: الكبر، والحرص والحسد" «5» . فما يأخذه المنافق يأخذه بالحرص، ويمنعه بالشك، وينفقه بالرياء. والمؤمن يأخذ بالخوف، ويمسك بالشدة، وينفق في الطاعة خالصا لله تعالى".
وقال:" الجهاد ثلاثة: جهاد في سرّك؛ مع الشيطان حتى تكسره؛ وجهاد في العلانية، في أداء الفرائض حتى تؤديها، كما أمر الله تعالى؛ وجهاد مع أعداء الله تعالى، في غزو الإسلام."«6»
و [قال:] " الشهوة ثلاثة:
شهوة في الأكل، وشهوة في الكلام، وشهوة في النظر.
فاحفظ الأكل بالثقة، واللسان بالصدق، والنظر بالعبرة".
وقال:" اطلب نفسك في أربعة أشياء: العمل الصالح بغير رياء، والأخذ بغير طمع، والعطاء بغير منّة، والإمساك بغير بخل". «1»
وقال:" ما من صباح إلا والشيطان يقول لي: ما تأكل؟. وما تلبس؟. وأين تسكن؟.
فأقول: آكل الموت، وألبس الكفن، وأسكن القبر". «2»
وقال:" الزم خدمة مولاك تأتك الدنيا راغمة، والجنة عاشقة". «3»
وقال:" تعهّد نفسك في ثلاثة مواضع:
إذا عملت فاذكر نظر الله إليك، وإذا تكلّمت فاذكر سمع الله إليك، وإذا سكنت فاذكر علم الله فيك".
وقال:" من ادّعى ثلاثا بغير ثلاث فهو كذّاب: من ادّعى حبّ الله، من غير ورع عن محارمه، فهو كذّاب. ومن ادّعى حبّ الجنة، من غير إنفاق ماله، فهو كذّاب. ومن ادّعى حبّ النبي صلى الله عليه وسلم، من غير محبّة الفقر، فهو كذّاب."«4»
وقيل له: على ماذا بنيت أمرك في هذا الأمر؟.
فقال: على أربع خصال:" علمت أن رزقي لا يأكله غيري، فاطمأنّت به نفسي.
وعلمت أن عملي لا يعمله غيري، فأنا مشغول به.
وعلمت أن الموت يأتيني، فأنا أبادره.
وعلمت أني لا أخلو من عين الله حيث كنت، فأنا مستحي منه." «1»
توفي- رحمه الله تعالى- سنة سبع وثلاثين ومائتين، عند رباط يقال له:" رأس سروند" على جبل فوق" واشجرد."«2»