الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنهم:
15- أحمد بن خضرويه البلخيّ
«13»
من كبار مشايخ خراسان. رسا رسوّ أبّان، وأظهر العجائب وأبان، أرضى الخليل، ورضي بالقليل، ورمى بباع ممتد، وساعد مشتد، حتى تردّى رداء الصلاح، وورد حيث يتفجّر معين الصباح، فوطيء العلا وأكنافها، وكان منهج نسّاك، وجدّ إنفاق وإمساك، على أنه أفاض المواهب، وأغاض البحور والعصور الذواهب، وكان على هذا مقتصدا، وللموت ساعة فساعة مترصدا.
صحب أبا تراب النخشبي. وقدم نيسابور، وزار أبا حفص «1» ، وخرج إلى بسطام في
زيارة أبي يزيد البسطامي، وكان كبيرا في الفتوة. «1»
قال أبو حفص:" ما رأيت أحدا أكبر همّة ولا أصدق حالا من أحمد بن خضرويه."«2»
وكان أبو يزيد يقول:" أستاذنا أحمد".
وقال محمد بن حامد «3» :" كنت جالسا عند أحمد بن خضرويه وهو في النزع، وكان قد أتى عليه خمس وتسعون سنة، فسأله بعض أصحابه عن مسألة، فدمعت عيناه، وقال:" يا بني! باب كنت أدقّه منذ خمس وتسعين سنة، وهو ذا يفتح لي الساعة، لا أدري أبا السعادة يفتح أم بالشقاوة؟ أنّى لي أوان الجواب؟. «4»
قال: وكان عليه سبعمائة دينار، وغرماؤه عنده، فنظر إليهم، وقال: اللهم إنك جعلت الرهون وثيقة لأرباب الأموال، وأنت تأخذ عنهم وثيقتهم، فأدّ عني". قال: فدقّ داقّ الباب، وقال: أين غرماء أحمد؟. فقضى عنه، ثم خرجت روحه. «5»
وقال أحمد بن خضرويه:" لا نوم أثقل من الغفلة، ولا رقّ أملك من الشهوة، ولولا ثقل الغفلة عليك لما ظفرت بك الشهوة"«6»