الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصدق"، فلم يخرج من بلخ بعده صدّيق «1» .
وقال:" عجبت لمن يقطع البوادي والمفاوز حتى يصل إلى بيته وحرمه، فيرى آثار النبوة، كيف لا يقطع نفسه وهواه، ليصل إلى قلبه فيرى آثار ربه عز وجل! ".
قال: فمات أربع نفر ممن سمعوا كلامه هذا. «2»
وأنشد في هذا المعنى «3» :
ومن البلاء وللبلاء علامة
…
ألا يرى لك عن هواك نزوع
العبد عبد النفس في شهواتها
…
والحر يشبع تارة ويجوع
ومنهم:
33- أبو عمرو الدّمشقيّ
«13»
أحد مشايخ الشام، بل واحدها.
زاهد كره الدنيا ولجاجها، وضاقت عليه سعة فجاجها. بطل من أبطال الرجال، ورجل يكشف له الحجاب والحجال، صدق في مقاله فأسمع، وسبق في مجاله فلم يكن في اللحاق به مطمع، وكان ذا قدم يقوم عليها الليل، وكرم لا تحمل النجوم منه إلا غثاء السيل، وفضل يعرف منه في لحن القول إذا قال، وفي أثناء الطول وكم استطال، ومدّ معه ذيل الفجر فما طال، إلى تحقيق للتحقيق، وطريق أهل الطريق، وعلم كان منه ناهلا، وعلم أن الله لم يتخذ
وليا جاهلا «1» .
صحب أبا عبد الله الجلاء، وأصحاب ذي النون المصري. وهو من أفتى المشايخ. ردّ على من تكلم في تقدّم «2» الأرواح والشواهد.
مات سنة عشرين وثلاثمائة. «3»
قال رضي الله عنه:" كما فرض الله على الأنبياء- عليهم السلام إظهار الآيات والمعجزات، كذلك فرض على الأولياء كتمان الكرامات، حتى لا يفتتن الخلق بها."«4»
وقال:" خواص خصال العارفين أربعة أشياء: السياسة، والرياضة، والحراسة، والرعاية.
فالسياسة، والرياضة: ظاهران؛ والحراسة، والرعاية: باطنان. فبالسياسة يصل العبد إلى التطهير. وبالرياضة: يصل إلى التحقيق. والسياسة: حفظ النفس، ومعرفتها. والرياضة:
مخالفة النفس ومعاداتها. والحراسة: معاينة برّ الله في الضمائر، والرعاية: مراعاة حقوق المولى بالسرائر.
وميراث السياسة: القيام على الوفاء بالعبودية. وميراث الرياضة: الرضا عند الحكم.
وميراث الحراسة: الصفوة والمشاهدة، وميراث الرعاية: المحبة والهيبة.
ثم الوفاء متصل بالصفاء، والرضا متصل بالمحبة، علمه من علمه، وجهله من جهله." «5»