الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال:" ما بلغ أحد إلى حالة شريفة إلا بملازمة الموافقة «1» ، ومعانقة الأدب، وأداء الفرائض، وصحبة الصالحين، وخدمة الفقراء الصادقين"«2» .
وقال:" الذاكر لله تعالى لا يقوم له- في ذكره- عوض؛ فإذا قام له العوض، خرج من ذكره"«3» .
وقال:" الدعوى رعونة، لا يحتمل القلب إمساكها، فيلقيها إلى اللسان، فتنطق بها ألسنة الحمقى، ولا يعرف الأعمى ما يبصره البصير من محاسنه وقبائحه"«4» .
وقال:" من أحب أن يطّلع الناس على عمله فهو مراء، ومن أحب أن يطّلع الناس على حاله فهو مدّع كذاب"«5»
وقال حمزة بن عبد الله العلوي: دخلت على أبي الخير، وكنت اعتقدت في نفسي أن أسلّم عليه وأخرج، ولا آكل عنده طعاما، فلما خرجت من عنده مشيت قليلا إذا به خلفي، وقد حمل طبقا عليه طعام، فقال: يا فتى! كل هذا، فقد خرجت الساعة من عقدك!.
ومنهم:
84- أبو عثمان سعيد بن سلّام المغربيّ
«13»
كان للمتقدم إليه حرسا، وللمتكلم لديه خرسا، فكانت عنده لا تنطق الألسنة، ولا تطلق بسيئة ولا حسنة، لمهابة ألقيت عليه، وإنابة ألقيت إليه، على بسطة للجليس، وغبطة للأنيس، وقرى، وبشاشة، وقرب كان حشو الحشاشة، وإطلاق يد في جود، وندى كرامة بأيسر موجود، إلا أنه كان يرجح الطود وقورا، وترى السحاب الجود محقورا. فكان كأن ضيغما «1» في أمانيه، أو أرقما «2» يساور بين نائيه.
وكان من القيروان «3» ، من قرية يقال لها:" كركنت"«4» أقام بالحرم مدة، وصحب أبا علي ابن الكاتب «5» ، وحبيبا المغربي «6» ، وأبا عمرو الزجاجي.
ولقي: النهرجوري، وأبا الحسن بن الصائغ الدينوري.
وكان أوحد المشايخ في طريقته، وزهده، وتقدّمه. وهو بقية المشايخ وتاريخهم، ولم ير مثله على علو الحال، وصون الوقت، وصحة الحكم بالفراسة، وقوة الهيبة. «7»
ورد" نيسابور"، ومات بها سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة. «8»
وأوصى أن يصلي عليه الإمام أبو بكر بن فورك. «9»
ومن كلامه:
" الاعتكاف: حفظ الجوارح تحت الأوامر"«1»
وقال:" التقوى: هي الوقوف مع الحدود، لا يقصّر فيها، ولا يتعدّاها «2» ، قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ
» .
وقال:" من آثر على التقوى شيئا حرم لذّة التقوى"«4» .
وقال:" من تحقّق في العبودية، طهّر سرّه بمشاهدة الغيوب، وأجابته القدرة إلى كل ما يريد."«5»
وقال:" من آثر صحبة الأغنياء على مجالسة الفقراء ابتلاه الله بموت القلب". «6»
وقال:" العاصي خير من المدّعي؛ لأن العاصي- أبدا- يطلب طريق توبته، والمدّعي يتخبّط في حبال دعواه"«7» .
وقال:" من مدّ يده إلى طعام الأغنياء- بشره وشهوة- لا يفلح أبدا، وليس يعذر فيه إلا المضطر"«8»
وقال:" لا تصحب إلا أمينا، أو معينا؛ فإن الأمين يحملك على الصدق، والمعين يعينك على الطاعة". «9»