الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وروي أن جماعة تذاكروا شيئا في القناعة عند أبي بكر الكتاني، وأبو علي الروذباري حاضر، فأنشأ أبو علي يقول:
حدّ القناعة محو الكلّ منك إذا
…
لاح المزيد بحدّ عند مطلع
فإن تحقق صفو الودّ مشتملا
…
على الإشارات لم يلو على طمع
وقال:" التفكر على أربعة أوجه:
ففكرة في آيات الله تعالى؛ وعلامتها: تولّد المحبة في الله عز وجل منها.
وفكرة في الوعد بثواب الله تعالى؛ وعلامتها: تولّد الرغبة فيه.
وفكرة في وعيد الله في العذاب؛ وعلامتها: تولّد الهيبة من الله تعالى.
وفكرة في جفاء النفس مع إحسان الله تعالى؛ وعلامتها: تولّد الحياء من الله تعالى. «1» .
وأنشد:
تشاغلتم عني فكلّي أفكر
…
لأنكم مني بما بي أخبر
فإن شئتم وصلي فذاك أريده
…
وإن شئتم هجري فذلك أوثر
فلست أرى إلا بحال يسرّكم
…
بذلك أزهو ما حييت وأفخر
ومنهم:
35- أبو بكر محمّد بن عليّ بن جعفر الكتّانيّ
«13»
ملك في زي بشر، وفلك لا ينكر نجومه ذو بصر، فرد رأى الدنيا تشيح عارضها، وتمد
بارضها، وسحبها محلولة الخيوط، وبروقها موصولة الخطوط، فخاف أن يصير القطر سيلا، والفجر ليلا، فحلّ بذروة لا يبلغ مرقاها، ولا يصل إليها المقصر إذا انبعث أشقاها، فسلم دينه، وأوتي كتابه بيمينه، وحق له الإعتاب، وغلبه المتاب، وسرّ بعمله وقال: إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ
. «1»
أصله من بغداد. صحب الجنيد، والنوري، وأبا سعيد الخراز. أقام بمكة، وجاور بها إلى أن مات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
وكان أحد الأئمة المشار إليهم في علوم الطريقة. «2»
وكان المرتعش يقول:" الكتاني سراج الحرم."«3»
ومن كلامه:-
" إن لله تعالى ريحا تسمى الصبيحة «4» ، مخزونة تحت العرش، تهبّ عند الأسحار، تحمل الأنين والاستغفار، إلى الملك الجبار". «5»
وقال:" إذا سألت الله التوفيق، فابتديء بالعمل". «6»
وروي: إنه نظر إلى شيخ كبير أبيض الرأس واللحية، يسأل الناس! فقال:" هذا رجل أضاع أمر الله في صغره، فضيّعه الله في كبره". «7»
وقال:" الشهوة زمام الشيطان؛ فمن أخذ بزمامه كان عبده"«8» .
وقال:" الغافلون يعيشون في حلم الله، والذاكرون يعيشون في رحمة الله، والصادقون يعيشون في قرب الله"«1» .
وقال:" من حكم المريد أن يكون فيه ثلاثة أشياء: نومه غلبة؛ وأكله فاقة؛ وكلامه ضرورة."«2»
وقال:" لولا أن ذكره فرض عليّ ما ذكرته، إجلالا له؛ مثلي يذكره ولم يغسل فاه بألف توبة متقبلة عند ذكره؟!."«3»
وأنشد- في المعنى-:
ما إن ذكرتك إلا همّ يغلبني
…
قلبي وسرّي وروحي عند ذكراكا
حتى كأن رقيبا منك يهتف بي:
…
إياك! ويحك والتذكار! إياكا! «4»
وقال:" كنت في طريق، في وسط السنة، فإذا أنا بهميان «5» ملآن يلمع دنانير، فهممت أن أحمله لأفرّقه بمكة على الفقراء، فهتف بي هاتف: إن أخذته سلبناك فقرك!.
قال: فتركته" «6» .
وقال: رأيت في الشام شابا لم أر أحسن منه، قلت: من أنت؟ قال: أنا التقوى. قلت:
فأين تسكن؟. قال: في كل قلب حزين!.
قال: ثم التفت فإذا امرأة سوداء، كأوحش ما يكون!. فقلت: من أنت؟. فقالت:
الضحك!. قلت: فأين تسكنين؟. قالت: في كل قلب فرح مرح.