الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الجزء الثامن]
[طوائف الفقراء الصوفية]
مقدمة المحقق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، حمدا يوافي نعمه، ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. فلك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا.
اللهم صلّ وسلم على سيدنا محمد في الأولين، وصلّ وسلّم على سيدنا محمد في الآخرين، وصلّ وسلم على سيدنا محمد في الملأ الأعلى إلى يوم الدين، وصلّ وسلم على سيدنا محمد حتى ترث الأرض ومن عليها وأنت خير الوارثين.
ورضي الله تعالى عن صحابة رسول الله أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فبين أيدينا اليوم كتاب عظيم، لمؤلف عظيم، ذو موضوع عظيم «1»
أما كونه الكتاب كتابا عظيما: فلأنه جزء من موسوعة ضمت بين جنباتها وما بين دفات أجزائها موضوعات شتى في مختلف العلوم والفنون، فقد ضمت هذه الموسوعة الشاملة تراجم لأكثر علماء هذه الأمة على مرّ سبعمائة سنة أو يزيد، فضلا عن التعريف بأماكن كثير
من البلاد والمسالك والممالك، وتاريخ الأمم، وحضارات الدول، وما حلّ بها، وتاريخ بنائها، والأحداث التي عصفت بها، ثم تراجم عظماء من أبنائها سواء كانوا علماء، أو قرّاء، أو فقهاء، أو محدّثين، أو فلاسفة وحكماء، أو أطباء، أو مؤرخين، أو شعراء، أو كتاب إنشاء، أو ساسة وخلفاء، سواء كان ذلك في شرق الأرض أو غربها، جمع ابن فضل الله- رحمه الله تعالى مؤلف هذه المعلمة- ما وصلت إليه يده من سير أولئك الرجال، وتصرّف بنصوصها على طريقته، حتى قدم لنا هذه الموسوعة الشاملة الكاملة في مختلف العلوم والفنون لتكون أول موسوعة تاريخية جغرافية علمية شاملة من حيث تنوع موضوعاتها، وتشعّب عناوينها وتفريعاتها، حتى إن الإنسان ليعجب وهو يتناول تلك الموسوعة: كم أمضى صاحبها في تصنيفها من وقت؟، لا سيما وأنه قد كان من أرباب المناصب وكتّاب الدواوين- دواوين الإنشاء- في زمانه. لنلمس سعة اطلاعه، وعظم تجربته، وخبرته في كافة المواضيع المطروقة في هذه المعلمة التاريخية الجغرافية الأدبية الشعرية العلمية. وستجد- يا أخي القارئ الكريم- صدق ذلك أثناء تصفحك لأجزاء هذه الموسوعة بعد الانتهاء منها إن شاء الله تعالى في المستقبل القريب.
وأما عظمة هذا الكتاب من حيث مؤلفه: فلأن مؤلفه العالم الأديب المدقق والمحقق الأريب أحمد بن يحيى بن فضل الله القرشي العدوي العمري، شهاب الدين، المؤرّخ الحجّة في معرفة المسالك والممالك، وخطوط الأقاليم والبلدان، وإمام الترسّل والإنشاء، والعارف بأخبار رجال عصره وتراجمهم، وكان غزير المعرفة بالتاريخ ولا سيما تاريخ ملوك المغول من عهد جنكيز خان إلى عصره. وقد ولد رحمه الله تعالى سنة 700 هجرية، وتوفي في دمشق سنة 749 هجرية.
وتظهر لنا عظمة هذا الرجل إذا علمنا قصر عمره وما ترك من آثار جليلة لا زالت المكتبة العربية الإسلامية تفتخر بها، ولا زال كثير منها مخطوطا ومن هذه المخطوطات هذه الموسوعة الجليلة الموسومة ب:" مسالك الأبصار في ممالك الأمصار" والتي بلغ مجموع مجلداتها سبعة
وعشرين مجلدا ضخما، قال عنها ابن شاكر الكتبي في فوات الوفيات:" كتاب حافل ما أعلم أن لأحد مثله". وللأسف الشديد أن هذه الموسوعة ما زالت مخطوطة في خزائن الكتب إلى أيام الناس هذه، حتى وفق الله العلامة الدكتور فؤاد سيزكين الذي نشط في نشر مصورات نفائس مخطوطاتنا العربية والإسلامية وذلك ضمن إطار معهد فرانكفورت- ألمانيا- ومن هذه النفائس مصورة مسالك الأبصار والتي اعتمدناها في هذا التحقيق فنفض عنها غبار السنين وقدّمها هدية للمثقف العربي، بعد أن كانت ممزقة الأشلاء يأتي كل من هب ودب ليستلّ منها بحثا لينال به رسالة علمية أكاديمية سواء رسالة ما جستير أو غير ذلك.
ثم وفق الله سبحانه وتعالى المجمع الثقافي ليأخذ على عاتقه إخراج هذه المخطوطة العظيمة إلى النور، أداء للأمانة التي حملها منذ أن تولى طباعة كتب تراث هذه الأمة المجيدة. ولا شك أن في طبع هذه الموسوعة إضافة إلى رصيده الكبير في إخراج تراث الأمة على خير وجه ممكن، ينال به الأجر والمثوبة من الله، والذكر الحسن في دنيا الناس.
ومن مصنفات عالمنا الجليل ابن فضل الله العمري:" مختصر قلائد العقيان"، و" الشتويات"، عبارة عن مجموع رسائل، و" النبذة الكافية في معرفة الكتابة والقافية"، و" ممالك عبّاد الصليب"، و" الدائرة بين مكة والبلاد"، و" التعريف بالمصطلح الشريف"، وهو في مراسم الملك وما يتعلق به. ومن مؤلفاته أيضا:" فواضل السمر في فضائل آل عمر" وهو في أربع مجلّدات، و" نفحة الروض" في الأدب، و" دمعة الباكي" في الأدب، و" صبابة المشتاق" في المدائح النبوية، في أربع مجلدات، وله شعر في منتهى الرقة.
وأما عظمة موضوع هذا الجزء: فلأنه تناول في ثناياه تراجم لأشهر أولياء هذه الأمة المباركة، بدءا من عصر التابعين إلى زمن المصنف- رحمه الله، حيث ضم ترجمة لما يزيد عن مائة عالم عارف بالله تعالى، ذكر في ترجمتهم ما كانت عليه أحوالهم رضي الله
عنهم، وبعضا من أقوالهم، مما زاد الكتاب نورا على نور، فكان هذا الجزء كتاب علم لمن يريد العلم، وكتاب تصوف لمن أراد التصوف والتعرف على سير الرجال الصالحين العظماء من هذه الأمة المباركة، ففيه كثير من رجال" الرسالة القشيرية"، إن لم يكونوا كلهم، وكذلك ضمّ الكثير من رجال" طبقات الأولياء" لابن الملقن، وبعضا من تراجم رجال" طبقات الصوفية" للسلمي، ورجال من رجال" حلية الأولياء" ورجال طبقات الصوفية" للمناوي" وغيرهم كثير.
ولقد كان المصنف- رحمه الله تعالى- أمينا في نقله غاية الأمانة، فإذا ما ذكر عن كتاب نقلا ما قال:" وقال فلان في كتاب كذا"، وينقل النص أحيانا بتمامه، وأحيانا بتصرف بسيط، أو اختصار غير مخلّ، ولعل أمانته تلك ساعدت كثيرا في إخراج الكتاب على أحسن وجه، ضبطا للنصوص، وتوثيقا للمواد.
ولعلّ الفائدة الكبرى من هذا الكتاب أيضا إضافته لتراجم كثير من رجال عصره ممن لم يرد أغلبهم في كتب التراجم، إلا في هذا الكتاب.
وهناك أمر آخر أيضا ينبغي أن نشير إليه لبيان أهمية هذا الكتاب، وهو أن المصنف رحمه الله تعالى أضاف إلى مواد الكتاب مواد ذكر عنها أنها لا توجد في غيره، كما جاء- على سبيل المثال- في ترجمته لعمر بن الفارض- رضي الله عنه حيث نقل بعضا من قصائده وجد منها في ديوانه، وبعضها الآخر ذكر- هو نفسه- أنها ليست في ديوانه، وقد صدق في ذلك؛ فعند رجوعنا إلى ديوان ابن الفارض- بطبعاته المتعددة- لم نجد له تلك القصائد. فلله در ابن فضل الله على صنيعه ذاك!.
ومن هنا فإنه لا يرد على ابن فضل الله ما يورده البعض من أنه لم يضف في كتابه هذا شيئا جديدا، بل أضاف أشياء لا توجد في غيره من الكتب- وستجد يا أخي القارئ الكريم مصداق قولنا عند اكتمال هذه الموسوعة طبعا وتحقيقا، في كل جزء منه ستجد
جديدا لا يوجد في غيره، وأدلّ دليل على ذلك أن كتاب" مسالك الأبصار" هذا يعتبر من المصادر التي رجع إليها كثير من العلماء والمصنفين الموسوعيين أمثال القلقشندي في كتابه" صبح الأعشى" وارجع إن شئت إلى فهرس" صبح الأعشى" للعلامة القلقشندي، وانظر كم استغرقت أرقام الإحالات إلى مسالك الأبصار هذا من صفحات.
ولا بد هنا من كلمة حول الموضوع الذي تناوله هذا الكتاب والذي تضمن ترجمة رجال التصوف وأقوالهم- رضي الله عنهم ذلك أنه خلف في هذه الأمة خلق أفرطوا في الإساءة إلى أهل تلك الطريقة الشريفة، وتنكبوا عنها، ونفّروا الناس منها، وإن أمة يلعن آخرها أولها إنما هي أمة لن يكتب لها نصر ولا عز ولا تستحق الفخار، وأي مصيبة أدهى من أن تشتم أمة خيارها، وأجلّاءها، ومعقد عزها، وبركة وجودها من سلفها الصالح؟!.
والحقيقة التي لا ريب فيها أن تلك الطريقة الشريفة- أعني التصوف- قد دخلها- كما يدخل غيرها من المدارس- من أساء إليه، وعكّر صفوه، ومن بدّله فإنما إثمه على الذين يبدّلونه، لكن أصل الطريق واضح، عمادها الكتاب والسنة، وأقوال الأئمة العارفين، والمربين الصادقين، من الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان.
فالصوفية الحقيقيون رهبان بالليل، فرسان بالنهار، قدوتهم وأسوتهم العليا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم صحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، فكانوا بهذه القدوة أهل الفداء، والتضحية، والجهاد في سبيل الله تعالى، وإقامة شريعته، وكانوا أهل الرباط في سبيله على مر العصور والأزمان والأجيال، فهم- رضي الله عنهم أهل العلم والجهاد، منذ القرون الأولى وحتى أيامنا هذه، وما أصحاب الثورات ضد الاستعمار الفرنسي، والانكليزي، والإيطالي وغيره من المستعمرين في بلاد الشرق والغرب، ببعيدين عنا؛ فها هو الشهيد السعيد عمر المختار، والشيخ عبد الكريم الخطابي، والشيخ عبد القادر الجزائري، والشيخ عز الدين القسام، وشيوخ الأزهر في القاهرة، وشيوخ جامع القرويين في
فاس، وعلماء جامع الزيتونة في تونس، وشيوخ المسجد الأموي في دمشق، جميعهم- رضي الله عنهم كانوا من شيوخ التصوف، وسيرتهم وجهادهم معروفان لكل ذي عقل.
كانوا رضي الله عنهم أهل الفتوة والزهد، قادوا حركات التحرر، وخاضوا الحروب ضد الاستعمار، كما خاضها من قبلهم ضد التتار والصليبيين وغيرهم من أعداء الإسلام حتى رفعوا راية الدين عالية في كل أصقاع العالم.
وفي وقتنا الحاضر في البوسنة والهرسك، والشيشان، وقبلها أفغانستان- أيام الاحتلال السوفيتي البائد- ما قاوم الأعداء كما قاومتهم الطرق الصوفية، وأهل الله المجاهدين العارفين المتقين. ولست في هذا مدعيا، وما أتيت بهذا من عندي إنما أذكر ما تناقلته وكالات الأنباء من تقارير إخبارية مصورة، قيّض الله لها من نشرها عبر الفضائيات ليراها كل ذي عين، ويسمع بها كل ذي أذن.
فكانت مدارس السادة الصوفية الصادقين، العاملين بالكتاب والسنة، كانت مدارسهم مدارس تربية روحية، وتربية إيمانية، وتربية أخلاقية، وتربية سياسية، وتربية عسكرية جهادية، خاضوا بمريديهم معارك النضال، ضد الشيطان، وأتباعه من الإنس والجان، ولو لاهم لما وصل الإسلام إلى أقاصي العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، حملوا راية الإسلام بيد، وجاهدوا أعداء الله من الكفرة بيد، حتى دحروا الأعداء، وأشرقت بهم الدنيا، وعاش العالم فترة ذهبية ما عرفها إلّا تحت ظل الإسلام الذي أتوا به مبشرين، وبأخلاقه عاملين، وبدعوته هادين مهتدين. فرحمهم الله وأجزل لهم المثوبة والجزاء.
ثم أتى ناس- في أيامنا- فوقعوا في أعراض أولئك الرجال القادة، والمصلحين السادة، وادعوا شبههم- ولا نسبة في الشبه-، وتقوّلوا على سادة الأمة أقوالا شنيعة، فكانت مقالتهم وبالا عليهم في الدنيا والآخرة.
أما كونها وبالا في الدنيا: فقد حرموا بها خير السلف الصالح وبركتهم، وسرهم،
والاقتداء بالمتقين الخاشعين المهتدين المصلحين من عباد الله.
وأما في الآخرة: فاستمع- يا أخي الكريم! - إلى قول الله تعالى في حديثه القدسي الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه. وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه: فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني أعطيته، ولئن استعاذني لأعيذنه) رواه البخاريّ.
وقوله سبحانه في هذا الحديث:" آذنته" أي: أعلمته بأني محارب له. وأي حرب أشد من حرب الله تعالى، ومن يطيق حربه سبحانه وتعالى؟. وما أعلن سبحانه وتعالى الحرب إلا على طائفتين:
أما الحرب الأولى ففي قوله تعالى في حق آكلي الربا: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ
سورة البقرة- الآيتان 278- 279".
وأما الحرب الثانية: فكانت على آكلي لحوم الأولياء، الواقعين في أعراضهم، كما جاء في الحديث القدسي السابق. نعوذ بالله من الخذلان، ونسأله السلامة من العصيان، والعفو والعافية إنه كريم منان.
فحذار يا أخي المسلم الحبيب! من الوقوع في أعراض إخوانك من المسلمين عامة، فضلا عن أعراض الصالحين من عباد الله المخلصين، وأوليائه العارفين، فتقع في المحذور، وتندم حين لا ينفع الندم، فإن لحوم هذه الطائفة الشريفة مسمومة- كما قيل- لا ينالهم أحد إلا وأصابه الخزي في الحال والمال والمآل، ويخشى عليه من سوء الخاتمة والعياذ بالله، فسلّم تسلم، وإياك والاعتراض إلا على الكفر البواح، وإذا ورد عليك من كلامهم أو أحوالهم ما
أشكل عليك فهمه فأوّله ما أمكنك التأويل، إن كنت من أهل العلم والفهم والتأويل، وإلا فردّه إلى الله ورسوله وإلى أولي العلم من المخلصين والعلماء العاملين، الذين تربوا في مدارس الصالحين، وعاشوا في كنف الأولياء العارفين.
وتمثل قول الشاعر في ذلك؛ حيث قال:
فسلّم لأهل الله في كل مشكل
…
لديك، لديهم واضح بالأدلة
نفعنا الله ببركاتهم، وحشرنا معهم وفي زمرتهم مع سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه، ونستغفرك مما لا نعلمه، وصلى الله على سيدنا محمد كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون، إلى يوم الدين، آمين.
وكتبه/ بسام محمد بارود عفا عنه الكريم المنان الودود
أبو ظبي: 5/شعبان/ 1421 هجرية
الموافق ل 1/11/2000 م
صفحة العنوان
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد
فأما طوائف الفقراء، خلاصة ذوي القلوب، وخاصة المحبوب، فقد ذكرت منهم من أمكن إلى زماننا، إذ كانت الأرض لا تخلو من قائم لله بحجة، ومهيمن على أتباع شرائع رسله، وقليل ما هم، وتعرفهم بسيماهم، كما قال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه:" أشخاصهم مفقودة، وأمثلتهم في القلوب موجودة". فأما من سلك ضلالا سماه طريقة، وانتحل باطلا دعاه حقيقة، فعلى الدنيا العفاء.
وقد قال رجل القوم الجنيد رحمة الله عليه:" كل حقيقة لا تصدقها الشريعة فهي كفر".
وقد ذكرتهم من أهل الجانبين «1» جريا على العادة، وبالله التوفيق.