الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم] «1» أنشأ يقول:
ووا أسفا من فراق قوم
…
هم المصابيح والحصون
والمدن والمزن والرواسي
…
والحبر والأمن والسكون
لم تغير لنا الليالي
…
حتى توفتهم المنون
لم تغير لنا الليالي
…
وكل ماء لنا عيون
ثم غاب عنا، فكان ذلك آخر العهد منه] «2» .
ومنهم:
27- أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الحيريّ
«13»
المقيم بنيسابور.
عارف زجر نفسه ووعظها، ورأى نفسه في مرمى كل نظرة لحظها، فحلّ رموز آماله، والتمس كنوز القرآن في أمثاله، وصحب قوما اتخذوا نفوسا، وشهدوا في العلياء شموسا، في فيئه قطعوا أودية الأعمار هياما، وطاولوا ألوية الليل قياما، ولم يخدع أحدا منهم متاع الدنيا ولا استجرّه، ولا حام إلا على زهر الثريا ونهر المجرة، وأمسى وتربه يستهدى طيبا، ويندى عنبرا وعودا رطيبا.
كان من الري، وصحب شاه الكرماني، ويحيى بن معاذ. ثم ورد نيسابور مع شاه الكرماني، على أبي حفص الحداد «1» ، وأقام عنده، وتخرّج به، وزوّجه أبو حفص ابنته.
ومات سنة ثمان وتسعين ومائتين «2» ، وعاش بعد أبي حفص نيفا وثلاثين سنة.
ومن كلامه:" لا يكمل إيمان الرجل حتى يستوي في قلبه أربعة أشياء: المنع، والإعطاء، والعزّ، والذل."«3»
وقال:" الصحبة مع الله: بحسن الأدب، ودوام الهيبة، والمراقبة.
والصحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: باتباع سنته، ولزوم ظاهر العلم.
والصحبة مع أولياء الله تعالى: بالاحترام والخدمة.
والصحبة مع الأهل بحسن الخلق.
والصحبة مع الإخوان: بدوام البشر ما لم يكن إثما.
والصحبة مع الجهّال: بالدعاء لهم، والرحمة عليهم." «4»
وقال:" من أمّر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحكمة، ومن أمّر الهوى على نفسه قولا وفعلا نطق بالبدعة، قال الله تعالى: وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا
. «5»
وقال أبو عثمان:" صحبت أبا حفص وأنا شاب، فطردني مرة، وقال:" لا تجلس عندي! ". فقمت ولم أولّه ظهري، وانصرفت إلى ورائي، ووجهي إلى وجهه، حتى غبت عن عينيه، وجعلت على نفسي: أن أحفر على بابه حفرة لا أخرج منها إلا بأمره!. فلما رأى مني ذلك أدناني، وجعلني من خواص أصحابه. «1»
و] كان يقال": [في الدنيا ثلاثة لا رابع لهم:" أبو عثمان: بنيسابور، والجنيد: ببغداد، وأبو عبد الله بن الجلّاء: بالشام." «2»
وقال أبو عثمان:" منذ أربعين سنة ما أقامني الله تعالى في حالة فكرهته، ولا نقلني إلى غيره فسخطته". «3»
ولما تغير على أبي عثمان الحال «4» ، مزّق ابنه أبو بكر قميصا على نفسه، ففتح أبو عثمان عينيه، وقال:" خلاف السنة يا بني في الظاهر، علامة رياء في الباطن."«5»
وقال:" أصل العداوة من ثلاثة أشياء:-
" من الطمع في المال، والطمع في إكرام الناس، والطمع في قبول الناس."«6»
وقال:" صلاح القلب في أربع خصال:
" في التواضع لله، والفقر إلى الله؛ والخوف من الله، والرجاء في الله". «7»
وقال:" الخوف من الله يوصلك إلى الله، والكبر والعجب في نفسك يقطعك عن الله، واحتقار الناس في نفسك مرض عظيم لا يداوى."«1»
وقال:" من جلّ مقداره في نفسه جلّ أقدار الناس عنده؛ ومن صغر مقداره في نفسه صغر أقدار الناس عنده". «2»
وقال:" تعزّزوا بعزّ الله كي لا تذلوا."«3»
وقال:" العاقل من تأهّب للمخاوف قبل وقوعها."«4»
وقال:" التفويض ردّ ما جهلت علمه إلى عالمه، والتفويض مقدّمة الرضا؛ والرضا باب الله الأعظم". «5»
وقال:" الفراسة ظنّ وافق الصواب، والظن يخطئ ويصيب؛ فإذا تحقق في الفراسة، تحقق في حكمها، لأنه إذ ذاك يحكم بنور الله تعالى لا بنفسه."«6»
وسئل عن التوكل فقال:" هو الاكتفاء بالله تعالى مع الاعتماد عليه. والشكر: معرفة العجز عن الشكر.
وشكر العوام: على المطعم والمشرب والملبس.
وشكر الخواص: على ما يرد على قلوبهم من المعاني.
واليقين: قلة الاهتمام لغد."