الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وولد له تسعة وأربعون ولدا، سبعة وعشرون ذكرانا، والباقون إناثا.
وقال: إذا ولد لي ولد أخذته على يدي وقلت: هذا ميّت فأخرجه من قلبي، فإذا مات لم يؤثّر عندي موته شيئا «1» .
ومنهم:
50- قضيب البان
«13»
قال ابن عدي: سمعت شيخي أبا يوسف يقول: ما دفن ولي لله تعالى في زمان قضيب البان إلا وكان قضيب البان هو الذي يحفر قبره بيده.
وكان اجتمع به في جنازة أحدهم وأخبره بذلك.
قال أبو يوسف: وما سئل قضيب البان عن مسألة من لدن آدم عليه السلام إلى زمانه إلا مسح وجهه ثم نظر في كفه، وأخبر بجوابها. وبتاريخها.
قلت: ويحكى أن ابن يونس الفقيه، كان يستنقص بقضيب البان ويقول: عجبا لمن يعتقد فيه خيرا، وهو لا يتوقى النجاسات!، ويطلق لسانه فيه، فبينما ابن يونس يوما وهو على باب مدرسته، وقد جلس لانتظار الفقهاء، ليدخل بهم، ويذكر الدرس، وإذا بقضيب البان قد جاء، وجلس تلقاء وجهه، وأخذ هدمة له، وقعد يخيطها، ثم طلع إلى ابن يونس، وقال: يا قاضي! خيّطتك!، يا قاضي خيّطتك!. وجعل يكررها؛ فجاءت الفقهاء وجلس ابن يونس لذكر الدرس فلم يفتح عليه بكلمة، حتى ولا التحميد، وخرس!. فذكر كلمة قضيب البان، ونهض إليه، فقال: يا سيدي! أنا أستغفر الله، فضحك، وفتق بعض ما كان خيّط في تلك الهدمة!. ثم جعل يقول: فتقت لسانك يا قاضي! فتقت لسانك يا قاضي!.
فقام ابن يونس ودخل المدرسة، وجلس للدرس، ففتح عليه بكل عجب، وأتى بكل بديع، حتى قيل: إنه لم يذكر درسا في عمره أكثر تحريرا، وتحقيقا، ونقلا، وفائدة من ذلك اليوم.
قالوا: فكان ابن يونس إذا رآه بعدها قبّل يده، وقال: هذا ولي الله.
وحدثني علي بن عبد الله المعروف بالبديع أنه سمع محمد بن يونس بن محمد بن مالك القاضي بالموصل يحكي عن أبيه أن أحد المؤذنين بجامع الموصل حدّثه قال: خرجت يوما خارج البلد، فرأيت قضيب البان ماشيا في همّة، فقلت: والله لأتبعنه اليوم، فمشيت وراءه نحو ساعة، وأنا لاه، ثم نظرت فأنكرت الطريق التي نحن بها، والأرض التي نحن فيها، وإذا نحن في أرض لا أعرفها، وإذا أمامنا نهر يصغر دجلة عنده، وحوله أشجار ليست بأرضنا، فبهتّ، وخررت، ولم أجسر على خطابه، فأتى قضيب البان النهر، فجلس، وجلست ناحية منه، فنزع ثابه ونزل النهر، فاغتسل ثم خرج، فقام يصلي، واشتدّت عليّ الهاجرة، ولم يكن ذلك زمان حر، فأتيت شجرة ذات ظل، فنمت، فلما قمت لم أر قضيب البان!، ولا من أسترشد به، فبينما أنا في ذلك، وإذا براع يرعى معزى، فقمت إليه، فحدّثته، فإذا هو أعجميّ لا يعرف العربية، فصبرت، واستعنت، فأقبل رجل كهل، فقمت إليه وسألته عن ذلك الموضع؟ فقال: بأرض الهند! في مكان كذا، وهو نهر كذا!.
فقلت له: فكم بيني وبين الموصل؟.
فقال: وأين الموصل؟. وذكر شهرا!.
فصحت صيحة كاد ينفطر معها قلبي، فقال لي الشيخ: ويحك! مالك؟. فحكيت له حالي، وأنني خرجت في يومي هذا من الموصل، لأتقضى، فرأيت مولّها عندنا ماشيا، فتبعته، لأبصر أين يذهب؟، فأتى بي إلى هنا، ونزل فاغتسل، وقام يصلي إلى تلك الشجرة، واشتدّ عليّ الحر فنمت، فلما قمت لم أجده، فقال: اعلم أنّي مارّ، في هذه الأرض، ولست منها، وسأل الراعي، قال: فحدّث الراعي بالهندية، وكان رجلا هنديا، فقال له: هذا رجل يأتي كل يوم إلى هنا، فيغتسل ويقوم هنا، فيتعبّد عبادات يدين بها، مما لا نعرفه نحن، ثم يذهب كما يأتي!.
قال: فبتّ بأصعب ليلة مرّت بي، فلما كان في اليوم الثاني، جاء قضيب البان ففعل مثل ما فعله، وألقي عليّ النوم، فجعلت أغالبه، فلما قضى صلاته، قمت إليه، وشكوت