الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بذلك إلى الظاهر، ثم أضيف إلى الشيخ خضر أقوال أخر، ورتبت له ذنوب لم تكن، وكان منه ما كان.
ورأيت أنا في أوراق عمي- رحمه الله نسخة المطالعة التي كتبت في ذلك، وفيها عظائم، ومما قيل فيها، وهذه المرأة باقية في عصمة الصاحب تاج الدين، لأنهم لم يكونوا علموا بإيقاع الطلاق عليها.
ومنهم:
69- يوسف بن نجاح بن موهوب، أبو الحجّاج الزّبيريّ المعروف بالفقّاعيّ
«13»
علا بعز الطاعة، وغالب رأي النفس فأطاعه، وأزمع على الرحيل فجمع له أهبته، وأجمع له وثبته، واستعدّ ليوم العرض، وأعدّ لجنّة عرضها السماوات والأرض، وملاحظة الحق تعينه، وتحقق له ما يستبينه، فتقدّم ولم يتأخّر، وقدّم لله لا لمفخر، وركض به عمله محضرا، وسره يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً
«1» ، فلم ير أضاليل الدنيا إلا مهوما، ولا رئي على غروراتها محوّما.
أصله من قرية من قرى" نابلس" تعرف ب" عقربا" وله بها زاوية، وكان يتردد إليها في كثير من الأوقات، بعد أن قدم دمشق. «2»
وله زاوية ورباط بالقرب من الجامع الأفرمي بناهما له الأمير جمال الدين موسى بن يغمور. وكان كثير العبادة والزهد، حسن التربية، كريم الأخلاق، لطيف الحركات، كثير التواضع، ليّن الكلمة، من المشايخ المشهورين بالعرفان، ولكثير من الناس فيه عقيدة صالحة.
توفي ليلة الأربعاء [بجامع الجبل]«1» سابع عشرين شوال، سنة تسع وسبعين وستمائة.
ودفن بتربته جوار الزاوية، بعد أن صلّي عليه بالجامع المظفّري، بسفح قاسيون، وقد نيف على الثمانين.
حكى ابن اليونيني: عن الشيخ تاج الدين عبد الرحمن الفزاري «2» قال: اجتمعت به فسمعته يقول: الطالب للمشيخة جاهل بحقيقة الأمر، مستور عليه، إن أهل الله تعالى [يكرمون]«3» بها، فيسألون الله تعالى الإقالة.
قال: وسمعته يقول: ليس أبناء المشايخ كغيرهم، فإن الحاصل للطالب المريد من غيرهم أكثر وأجل، فإن أولاد المشايخ عندهم إدلال بآبائهم، فلا تزال نفوسهم مرتفعة، وغيرهم يطلب الذل والانكسار، وإنما حصل الناس على الخير بهما.
قال: وسمعته يقول: لقد جرى لهؤلاء الذين عندي وقت اجتهدت على إدخال أولادي فيه بكل طريق فلم أقدر.
قال: وسمعته يقول: إنما نهى الشيخ الشخص عن صحبة غيره، إذا كان مريدا مشتغلا قد سلّكه، وعرف مزاجه، لأنه ربما لاذ بجاهل لحاله ففسد عليه أمره. ومثال هذا: كالمريض الذي له طبيب قد خبر علته، وعرف دواءها، وعالجها مدة، لو شاركه في تعليله طبيب آخر ربما أدّى إلى هلاك المريض «4» قال: وسمعته يقول: كان شخص يرعى الغنم مدة طويلة لم يأخذ الذئب له شيئا قط، فلما كان بعد تلك المدة، أخذ الذئب منه شاة، فقلت له: قد أحدثت شيئا!. فأنكر، فكشفت عن حاله، فإذا به قد أكل طعاما مسروقا من بعض صبيان الرعي، فقلت له: بهذا أخذ الذئب منك ما أخذ «5» .