الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العبشّمىّ ويسمى جرو [1] البطحاء، وهو صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنته زينب، وأمّه هالة بنت خويلد، أخت خديجة أمّ المؤمنين، وأوصى إلى الزّبير بن العّوام، وتزوّج علىّ ابنته.
وحجّ بالنّاس فى هذه السّنة أبو بكر الصّديق رضى الله عنه، واستخلف على المدينة عثمان بن عفّان رضى الله عنه. وقيل: بل حجّ عمر بن الخطّاب رضى الله تعالى عنه. والله تعالى أعلم بالصّواب.
ذكر وفاة أبى بكر الصديق رضى الله عنه ومدة خلافتة
قد اختلف فى وقت وفاته رضى الله عنه؛ فقال ابن اسحاق:
فى يوم الجمعة لتسع [2] من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة.
وقال غيره: إنّه مات عشىّ يوم الاثنين. وقيل: ليلة الثلاثاء.
وقيل: عشىّ يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة.
قال ابن عبد البر: هذا قول أكثرهم [3] .
وقيل: مكث فى خلافته سنتين وثلاثة أشهر وسبع ليال.
وقال ابن اسحاق: سنتين وثلاثة أشهر إلا خمس ليال.
وقيل: سنتين وثلاثة أشهر واثنتى عشرة ليلة.
وقال غيره: وعشرة أيام.
وقال آخرون: وعشرين يوما.
واختلف أيضا فى السّبب الذى مات منه، فذكر الواقدىّ:
أنّه اغتسل فى يوم بارد، فحمّ. ومرض خمسة عشر يوما.
وقال الزبير بن بكّار: كان به طرف من السّل. وروى عن سلّام ابن [أبى][1] مطيع: أنه سمّ، وأن اليهود سمّته فى حريرة، وهى الحسو، فأكل هو والحارث بن كلدة، فكفّ الحارث، وقال لأبى بكر: أكلنا طعاما مسموما، سمّ سنة، فمات بعد سنة.
وقيل: أصل مرضه الغمّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وانتهت سنّه رضى الله عنه عند وفاته إلى سنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثلاثا وستين سنة.
قال أبو عمر بن عبد البر: لا يختلفون فى أن سنّه انتهت إلى ذلك، إلّا ما لا يصح [2] .
وقد كان آخر ما تكلّم به: توفّنى مسلما، وألحقنى بالصالحين.
وغسّلته زوجته أسماء بنت عميس بوصيّة منه وابنه عبد الرحمن، وأوصى أن يكفّن فى ثوبيه، ويشترى معهما ثوب ثالث، وقال:
الحىّ أحوج إلى الجديد من الميّت، إنّما هو للمهملة [3] والصّديد.
وصلّى عليه عمر بن الخطاب فى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكبّر أربعا، وحمل على السّرير الذى حمل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو سرير عائشة رضى الله عنها، وكان من خشبتى ساج منسوجا باللّيف فى ميراث عائشة، بأربعة آلاف درهم اشتراه مولى لمعاوية، وجعله للمسلمين. ودخل قبره ابنه عبد الرحمن وعمر بن الخطاب وعثمان وطلحة، وجعل رأسه عند كتفى النّبى صلى الله عليه وسلم، وألصقوا لحده بلحده، ودفن رضى الله عنه ليلا.
[1] تكملة من ص.
[2]
الاستيعاب 977.
[3]
المهملة: القيح.