الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتدلُّ مادة: (نبه) على ارتفاعٍ وسموِّ، كما بيّنه ابنُ فارسٍ
(1)
.
يُقالُ: رجلٌ نَبِيهٌ، ونَبهٌ - مثلثة الباء -: إذا كان معروفًا شريفًا
(2)
، ويُقال: نَبِه للأمرِ نَبَهًا - من باب: تَعِب - فهو نُبْه.
ويتعدّى الفعلُ (نبه) بالهمزِ، والتضعيفِ
(3)
.
والنُبه: القيامُ، والانتباه مِن النومِ، يقال: نَبَّهَه، وأَنْبَهه مِن النومِ، فَتَنَبّه، وانْتَبَه
(4)
.
يقولُ ابنُ منظورٍ: "انتبه مِن نومٍ: استيقظَ، والتنبيه مِثْلُه"
(5)
.
ويُقالُ: نَبِهتُ للأمرِ، إذا فطنتُ، وهو الأمرُ تنساه، ثُمَّ تَتَنَبّه له
(6)
. ونَبَّهَه مِن الغفلةِ، فانْتَبَه، وتَنَبَّه: أيْقَظَه
(7)
. ونَبَهْتُه على الشيءِ: أوقفتُه عليه، فَتَنَبّه عليه
(8)
.
ثانيًا: التعريف الاصطلاحي للتنبيه:
وَرَدَ مصطلحُ: (التنبيه) في نقلِ المذهبِ عند علماءِ الحنابلةِ على وجهِ الخصوصِ
(9)
، فلم أقفْ له على ذكرٍ عند غيرِهم مِن المذاهبِ، فيما رجعتُ إليه مِن مصادر.
والمرادُ بالتنبيه عند الحنابلةِ: قولُ الإمامِ أحمدَ الذي لم يُنْسبْ إليه
(1)
انظر: مقاييس اللغة، مادة:(نبه)، (5/ 384).
(2)
انظر: تهذيب اللغة، مادة:(نبه)، (6/ 327)، ومقاييس اللغة، مادة:(نبه)، (5/ 384)، ولسان العرب، مادة:(نبه)، (13/ 547)، والقاموس المحيط، مادة:(نبه)، (ص/ 1619).
(3)
انظر: المصباح المنير للفيومي، مادة:(نبه)، (ص/ 483).
(4)
انظر: تهذيب اللغة، مادة:(نبه)، (6/ 327)، ولسان العرب، مادة:(نبه)، (13/ 547).
(5)
لسان العرب، مادة:(نبه)، (13/ 546). وانظر: تهذيب اللغة، مادة:(نبه)، (6/ 327)، والصحاح، مادة:(نبه)، (6/ 22522).
(6)
انظر: المصادر السابقة.
(7)
انظر: المصادر السابقة.
(8)
انظر: المصادر السابقة.
(9)
انظر: التخريج عند الفقهاء والأصوليين للدكتور يعقوب الباحسين (ص/ 347).
بعبارةٍ صريحةٍ دالةٍ عليه، بلْ يُفْهَمُ منه أنَّه قولُه، ممَّا تُوحي إليه العبارةُ، ويدلُّ عليه السياقُ
(1)
.
وعرفه الدكتورُ ناصر الميمان بأنَّه قولُ الإمامِ الذي لم ينسبْ إليه بعبارةٍ صريحةٍ دالةٍ عليه، بل يفهم فهمًا ممَّا توحي إليه العبارةُ، ويدلُ عليه السياقُ
(2)
.
وذلك مثلُ سياقِ الإمام حديثًا يدلُّ على حكمٍ ما، يسوقُه ويُحسّنه
(3)
.
ويعبِّرُ علماءُ الحنابلةِ في مدوّناتِهم عن التنبيه بقولِهم: أَومأَ إليه، أو: أشارَ إليه، أو: دلَّ كلامُه عليه، أو: توقّف فيه، ونحو ذلك
(4)
.
يقولُ الشيخُ محمدٌ أبو زهرة: "وهي - أيْ: التنبيهات - في حكمِ المنصوصِ عليه، وإنْ لم يكنْ منصوصًا عليه بصريحِ اللفظِ، أو بدلالةِ العبارةِ، بلْ بلازمِ النصِّ، أو بالإشارةِ"
(5)
.
أمثلة للمراد بالتنبيه عند الحنابلة:
المثال الأول: يقولُ الموفقُ بنُ قدامة: "وإنْ كَثُر ذلك - أيْ: سكوت المصلي أثناءَ قراءةِ الفاتحة - اسْتأنفَ قراءتَها، إلا أنْ يكونَ السكوتُ مأمورًا به، كالمأمومِ يَشرعُ في قراءةِ الفاتحةِ، ثمَّ يَسْمعُ قراءةَ الإمام، فينصتُ له، فإذا سَكَت الإمامُ أتمَّ قراءتها، وأجزأتُه، أَوما إليه أحمدُ"
(6)
.
المثال الثاني: يقولُ المرداويُّ: "قولُ التابعي: أُمِرنا، أو: نُهِينا، أو: مِن السنةِ، كقولِ الصحابي ذلك عند أصحابِنا، وأومأَ إليه أحمدُ في: "من السنة"، لكنَّه كالمرسلِ"
(7)
.
(1)
انظر: المصدر السابق، وابن حنبل - حياته وعصره لمحمد أبو زهرة (ص/ 336).
(2)
انظر: مقدمة تحقيق التوضيح للشويكي (1/ 113).
(3)
انظر: ابن حنبل - حياته وعصره لمحمد أبو زهرة (ص/ 336).
(4)
انظر: المسودة (2/ 946)، والإنصاف (12/ 241).
(5)
ابن حنبل - حياته وعصره (ص/ 336).
(6)
المغني (2/ 156).
(7)
التحبير (5/ 2027).