‌أولا: التعريف اللغوي للظاهر: - التمذهب – دراسة نظرية نقدية - جـ ١

أمثلة الأشهر عند الحنابلة:

المثال الأول: يقولُ ابنُ قدامةَ: "فأمَّا ما يمكن نَزْحُه، إذا بلغَ قلتين، فلا يَتَنَجَّسُ بشيءٍ مِن النجاساتِ، إلا ببولِ الآدميين، أو عذرتِهم المائعةِ، فإنَّ فيه روايتين عنْ أحمدَ، أشهرهما: أنَّه يَتَنَجَّسُ بذلك"

(1)

.

المثال الثاني: يقولُ المرداويُّ: "يُكرَه النداءُ بالصلاةِ بعد الأذانِ، والأشهرُ في المذهبِ: كراهةُ نداءِ الأمراء بعد الأذانِ، وهو قولُه: "الصلاةَ يا أميرَ المؤمنين"، ونحوه"

(2)

.

المثال الثالث: يقولُ أبو بكر الجراعيُّ: "تباحُ - أي: الضبَّة - مِنْ فضةٍ، إنْ قَلَّتْ، لحاجةٍ، وإنْ كَثُرتْ أو قَلَّتْ لغيرِها: فوجهانِ: الأشهرُ في الأُوْلى: التحريم، وهو الأَوْلى في الثانيةِ"

(3)

.

المثال الرابع: يقولُ أبو بكرٍ الجراعي: "لمسُ أنثى مطلقًا - أي: لا ينقض الطهارة - على الأشهرِ"

(4)

.

‌

‌الفرع الثالث عشر: ظاهر المذهب

‌

‌أولًا: التعريف اللغوي للظاهر:

الظاهرُ: اسم فاعلٍ مِن الفعلِ ظَهَرَ، يُقالُ: ظَهَرَ الشيءُ يَظْهَرُ ظَهْرًا وظُهُوْرًا

(5)

، فهو ظاهرٌ

(6)

، وظَهِرَ الرجلُ يَظْهَرُ ظَهَرًا

(7)

.

وتدلُّ مادة: (ظهر) على القوّةِ والبروزِ. يقولُ ابنُ فارس: "الظاءُ والهاءُ والراءُ أصلٌ صحيحٌ واحدٌ يدلُّ على قوّةٍ وبروزٍ، مِنْ ذلك: ظَهَرَ الشيءُ يَظْهَرُ ظُهُوْرًا، فهو ظَاهِرٌ، إذا انكشفَ وبَرَزَ"

(1)

.

ومِنْ هذا المعنى: تسميةُ وقتِ الظُهْرِ والظَهِيْرَةِ؛ لأنَّه أظهرُ الأوقاتِ وأضوؤها

(2)

، ويقالُ: هذا أمرٌ ظاهرٌ عنك عارُه، أيْ: زائلٌ، كأنَّه إذا زالَ فقد صارَ وراءَ ظهرِك

(3)

.

والظُهُورُ: بُدُو الشيءِ الخَفِيِّ، والظَفَرُ بالشيءِ، والاطلاع عليه

(4)

.

والظاهرُ: خلافُ الباطنِ

(5)

، وظَهَرَ الشيءُ ظُهُورًا، أيْ: تَبَيّنَ

(6)

، وظَهَرْتُ على الرجلِ، أيْ: غلبتُه

(7)

، وظَهَرْتُ البيتَ، أيْ: علوتُه

(8)

.

وظَهْرُ الإنسانِ: خلافُ بطنِه؛ لأنَّه يجمعُ البروزَ والقوةَ

(9)

، ومنه قولُهم: لا تجعلْ حاجتي بظهرٍ، أي: لا تنْسَها

(10)

.