الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الأول: تعريف التمذهب في اللغة
التمذهبُ: مصدرٌ مِن الفعلِ تمذهب
(1)
، ولكونِ التمذهب مرتبطًا - لفظًا ومعنى - بالمذهب، فسأعرضُ أولًا
تعريفَ المذهبِ في اللغَةِ
، ثمَّ أذكرُ بعده المعنى اللغوي للتمذهبِ.
تعريف المذهب في اللغة:
المَذْهب: على وزنِ (مَفْعَل)، وتأتي لفظةُ:(مَذْهب) مصدرًا، واسمَ مكانٍ، واسمَ زمانٍ
(2)
، يُقالُ: ذَهَبَ يَذْهَبُ ذَهَابًا، ومَذْهَبًا، وهنا مذهبُه، أيْ: موضع ذهابِه، وحان مذهبُه، أيْ: زمان ذهابه
(3)
.
والمَذْهبُ مشتق مِنْ ذَهَبَ
(4)
.
ولمادةِ (ذهب) معنيانِ في اللغةِ:
المعنى الأول: الحسنُ والنضارةُ
(5)
. يقول ابنُ فارسٍ
(6)
: "الذال
(1)
انظر: محيط المحيط للبستاني، مادة:(ذهب)، (ص/ 312).
(2)
انظر: تهذيب اللغة، مادة:(ذهب)، (6/ 265)، والمحيط في اللغة لابن عباد، مادة:(ذهب)، (3/ 470)، ولسان العرب، مادة:(ذهب)، (1/ 393)، وشمس العلوم للحميري، مادة:(ذهب)، (6/ 2304)، والتوقيف على مهمات التعاريف للمناوي (ص/ 646).
(3)
انظر: المصادر السابقة.
(4)
انظر: لسان العرب، مادة:(ذهب)، (6/ 265)، والقاموس المحيط، مادة:(ذهب)، (ص / 111).
(5)
انظر: تهذيب اللغة، مادة:(ذهب)، (6/ 262)، ومقاييس اللغة، مادة:(ذهب)، (2/ 362).
(6)
هو: أحمد بن فارس بن زكريا بن محمد بن حبيب الرَّازي - نسبة للري - القزويني، =
والهاء والباء، أُصيلٌ، يدلُّ على حسنٍ ونضارةٍ"
(1)
.
ومن هذا المعنى:
أولًا: الذَهَبُ، المعدِنُ الثمينُ
(2)
. يُقالُ: ذَهِب - بالكسر - الرجلُ، إِذا رأى ذَهَبًا في المعدِن، فَبَرَقَ بصرُه مِنْ عِظَمِه في عينه
(3)
.
والمذَاهبُ: سيورٌ تموّه بالذَّهَبِ، وكلُّ شيءٍ موّه بالذهبِ، فهو مُذهب، والفاعل مُذْهِب
(4)
.
والإِذهابُ، والتذهيبُ واحدٌ، وهو: التمويه بالذهبِ
(5)
.
ثانيًا: الذِّهْبَة، وهي: المطرةُ. وقيل: المطرةُ الضعيفةُ. وقيل:
= أبو الحسين، ولد بقزوين سنة 329 هـ من أعيان علماء اللغة المحققين، جمع بين إِتقان العلماء، وظرف الكتاب والشعراء، ومذهبه في النحو على طريقة الكوفيين، كان رأسًا في اللغة والأدب، مناظرًا فقهيًا محدثًا علَّامة، كريم النفس جواد اليد، كان أول أمره شافعي المذهب، ولما تحول إِلى الري قال:"أخذتني الحمية للإِمام مالك أن يخلو مثل هذا البلد عن مذهبه"، فانتقل إِلى التمذهب بالمذهب المالكي، من مؤلفاته: مقاييس اللغة، والمجمل في اللغة، وحلية الفقهاء، وغريب إِعراب القرآن، توفي بالري سنة 395 هـ وقيل: سنة 390 هـ. انظر ترجمته في: ترتيب المدارك للقاضي عياض (7/ 84)، وإرشاد الأديب للحموي (1/ 410)، وإنباه الرواه للقفطي (1/ 127)، ووفيات الأعيان لابن خلكان (1/ 118)، وسير أعلام النُّبَلاء (17/ 103)، والوا في بالوفيات للصفدي (7/ 278)، والديباج المذهب لابن فرحون (1/ 163)، والبلغة للفيروزابادي (ص/ 61)، وبغية الوعاة للسيوطي (1/ 352).
(1)
مقاييس اللغة، مادة:(ذهب)، (2/ 362).
(2)
انظر: المصدر السابق، والمحيط في اللغة لابن عباد، مادة:(ذهب)، (3/ 468)، والصحاح، مادة:(ذهب)، (1/ 129).
(3)
انظر: المصادر السابقة، وتهذيب اللغة، مادة:(ذهب)، (6/ 264)، ولسان العرب، مادة:(ذهب)، (1/ 395)، وأساس البلاغة للزمخشري، مادة:(ذهب)، (ص/ 210).
(4)
انظر: المصادر السابقة.
(5)
انظر: مقاييس اللغة، مادة:(ذهب)، (2/ 362)، ولسان العرب، مادة:(ذهب)، (1/ 395).
الجَوْدُ
(1)
، والجَوْدُ: المطرُ الغزيرُ
(2)
؛ لأنَّ بالمطرِ تنضر الأرضُ والنباتُ.
وجمعُ ذِهبة ذِهَاب
(3)
، قالَ ذو الرُّمة
(4)
:
حواءُ فرحاءُ أشراطيةٌ وَكَفَتْ
…
منها الذهاب وحفتها البراعيمُ
(5)
يقولُ ابنُ فارسٍ عن المعنى الأولِ: "فهذا معظمُ البابِ"
(6)
.
الثاني: المضيُّ، أو السيرُ، أو المرورُ
(7)
. يُقالُ: ذَهَبَ يَذْهَبُ ذَهَابًا، وذُهُوبًا
(8)
.
وذَهَبَ فعلٌ لازمٌ، ويتعدى بالحرفِ، يُقالُ: ذَهَبَ فلانٌ مَذْهَبًا حَسَنًا،
(1)
انظر: المصدرين السابقين، وتهذيب اللغة، مادة:(ذهب)، (6/ 263)، والمحيط في اللغة لابن عباد، مادة:(ذهب)، (3/ 468)، والقاموس المحيط، مادة:(ذهب)، (ص/ 111).
(2)
انظر: القاموس المحيط، مادة:(جود)، (ص/ 351).
(3)
انظر: مقاييس اللغة، مادة:(ذهب)، (2/ 362)، ولسان العرب، مادة:(ذهب)، (1/ 395)، والقاموس المحيط، مادة:(ذهب)، (ص/ 111).
(4)
هو: غيلان بن عقبة بن بُهيس - وجاء في بعض المصادر: بهيش - بن مسعود بن حارثة المضري، أبو الحارث، المعروف بذي الرُّمة - الرُّمة: الحبل البالي، والرِّمة: العظم البالي - أحد فحول الشعراء، له مدائح في الأمير بلال بن أبي بردة، وكان أحد عشاق العرب المشهورين بذلك، توفي بأصبهان كهلًا سنة 117 هـ. انظر ترجمته في: طبقات فحول الشعراء للجمحي (2/ 534)، والشعر والشعراء لابن قتيبة (1/ 524)، ووفيات الأعيان لابن خلكان (4/ 11)، وسير أعلام النُّبَلاء (5/ 267)، وخزانة الأدب للبغدادي (1/ 106).
(5)
ديوان ذي الرمة (1/ 399). وذكر البيت: ابنُ فارس في: مقاييس اللغة (2/ 362)، وابنُ منظور في: لسان العرب (1/ 396).
يقول أبو نصر أحمد بن حاتم الباهلي في كتابه: شرحِ ديوان ذي الرمة (1/ 399 - 400): "والحوة: خفرة شديدة تضرِب إِلى السواد. فرحاء: فيها نَوْر، وزهر أبيض، كقرحة الفرس، وهو مَثَل، والقرحة: بياض في وجه الفرس. أشراطية: مطرت بنوء الشرطين، وكَفَت: قطرت، والذهاب: الأمطار فيها ضعف، حفتها: أحاطت بها، والبراعيم: أكمة الزهر قبل أن ينشق".
(6)
مقاييس اللغة، مادة:(ذهب)، (2/ 362).
(7)
انظر: الصحاح، مادة:(ذهب)، (1/ 130)، ومقاييس اللغة، مادة:(ذهب)، (2/ 362)، ولسان العرب، مادة:(ذهب)، (1/ 393).
(8)
انظر: المصادر السابقة.