الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقول الحريرىّ: ألجأنى حكم دهر قاسط، الى أن أنتجع أرض واسط «1» .
وقوله: وأودى الناطق والصامت، ورثى لنا الحاسد والشامت.
وأما المطرّف
- فهو أن يراعى الحرف الأخير فى كلمتى قرينتيه من غير مراعاة الوزن، كقوله تعالى: ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً
وقولهم: جنابه محطّ الرحال، ومخيّم الآمال.
وأما المتوازن
- فهو أن يراعى فى الكلمتين الأخيرتين من القرينتين الوزن مع اختلاف الحرف الأخير منهما، كقوله تعالى: وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ
وقولهم: اصبر على حرّ القتال، ومضض النّزال «2» ، وشدّة المصاع، ومداومة المراس؛ فإن راعى الوزن فى جميع كلمات القرائن أو أكثرها، وقابل الكلمة منها بما يعادلها وزنا كان أحسن، كقوله تعالى: وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ
، وقول الحريرىّ: اسودّ يومى الأبيض، وابيضّ فودى الأسود؛ ويسمّى هذا فى الشعر الموازنة، كقول البحترىّ:
فقف مسعدا فيهنّ إن كنت عاذرا
…
وسر مبعدا عنهنّ إن كنت عاذلا
قال: ومما هو شرط الحسن فى هذا المحافظة على التشابه، وهو اسم جامع للملاءمة والتناسب.
فالملاءمة: تأليف الألفاظ الموافية بعضها لبعض على ضرب من الاعتدال كقول لبيد:
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه
…
يعود رمادا بعد إذ هو ساطع
وما المال والأهلون إلا وديعة
…
ولا بدّ يوما أن تردّ الودائع
وبعضهم يعدّ التلفيق من باب الملاءمة، وهو أن تضمّ الى ذكر الشىء ما يليق به ويجرى مجراه، أى تجمع الأمور المناسبة، ويقال له: مراعاة النظير أيضا، كقول ابن سمعون للمهلّبىّ «1» :
أنت أيها الوزير إبراهيمىّ الجود، إسماعيلىّ الوعد، شعيبىّ التوفيق، يوسفىّ العفو، محمدىّ الخلق.
وكقول أبى الفوارس «2» الحمدانىّ:
أأخا «3» الفوارس لو رأيت مواقفى
…
والخيل من تحت الفوارس تنحط «4»
لقرأت منها ما تخطّ يد الوغى
…
والبيض تشكل والأسنّة تنقط