الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فى رياض رقّت حواشيها، وحلل تأنق واشيها؛ فلم أتجاوز فصلا إلّا إلى أخطر «1» منه فضلا، ولم أتخطّ «2» سطرا إلا الى أحسن منه نظما ونثرا.
وكتب أيضا: وصل كتابك فجعلت وصوله عيدا أؤرّخ به أيّام بهجتى، وأفتتح به مواقيت غبطتى؛ وعرفت من خبر سلامتك ما سألت الله الكريم أن يصله بالدوام، ويرفعه على أيدى الأيام.
وكتب أيضا: وصل كتابه- أيّده الله- يضحك عن أخلاقه الأرجة، ويتهلّل عن عشرته العطرة؛ ويخبر عن عافية الله لمن «3» رأيت شمل الحرّيّة به منتظما، وشعب المروءة له ملتئما؛ ويحمل من أنواع برّه ما أقصر عن ذكره، ولا أطمع فى شكره؛ ويؤدّى من لطيف اعتذاره فى أثناء عتبه، ما تزداد أسباب المودّة تمهيدا به؛ وفهمته، ورغبت إلى الله بأخلص طويّة، وأمحض نيّة «4» .
وقال أبو الفرج الببغاء من رسالة إلى عدّة الدّولة أبى تغلب
جاء منها: أصحّ دلائل الإقبال، وأصدق براهين السعادة- أطال الله بقاء سيّدنا- ما شهدت العقول بصحّته، ونطقت البصائر بحقيقته، ونعمة الله على الدّنيا والدّين بما أولاهما من اختيار سيّدنا لحراستهما بناظر فضله، وسترهما بظلّ عدله؛ مفصحة بتكامل الإقبال، مبشّرة بتصديق الامال
محروسة ضمن الشكر الوفىّ لها
…
على الزيادة نيل السّؤل والدّرك
تحقّق العصر أنّ الملك منذ نشا
…
له أبو تغلب اسم غير مشترك
واستخلف الفلك الدوّار همّته
…
فلوونى أغنت الدنيا عن الفلك
مأمون الهفوات، متناصر «1» الصفات؛ ربعىّ «2» النّفاسة، حمدانىّ السياسة، ناصرىّ الرياسة؛ عطاردى الذّكاء، موفّق الآراء؛ شمسىّ التأثير، قمرىّ التصوير، فلكىّ التدبير؛ للصّدق كلامه، وللعدل أحكامه، وللوفاء ذمامه؛ وللحسام غناؤه، وللقدر مضاؤه، وللسحاب عطاؤه
دعوته فأجابتنى مكارمه
…
ولو دعوت سوى نعماه لم تجب
وجدته الغيث مشغوفا «3» بعادته
…
والروض يحيا بما فى عادة السّحب
لوفاته النسب الوضّاح كان له
…
من فضله نسب يغنى عن النسب
إذا دعته ملوك الأرض سيّدها
…
طرّا دعته المعالى سيّد العرب.
وكتب أبو الحسن «4» علىّ بن القاسم القاشانىّ:
ما أرتضى نفسى لمخاطبة مولاى إذا كنت منفىّ الشواغل، فارغ الخواطر، مخلى الجوارح، مطلق الإسار، سليم الأفكار، فكيف مع كلال الحدّة، وانغلاق الفهم، واستبهام القريحة، واستعجام الطبيعة؛ والمعوّل على النيّة، وهى لمولاى بظهر الغيب مكشوفة، والمرجع إلى العقيدة، وهى بالولاء المحض معروفة؛ ولا مجال للعتب عن هذه الأحوال، للعذر وراء هذه الخلال.