الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمّا بعد، فقد قرأت كتابك، وفهمت خطابك، والجواب ما ترى لا ما تسمع، «وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ «1» لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ» .
ومن كلام بديع الزّمان أبى الفضل أحمد بن الحسين الهمذانىّ
-
قيل: ذكر الهمذانىّ فى مجلس أبى الحسين بن فارس فقال ما معناه: إنّ البديع قد نسى حقّ تعليمنا إيّاه، وعقّنا وشمخ بأنفه عنّا، فالحمد لله على فساد الزمان، وتغيّر نوع الإنسان؛ فبلغ ذلك البديع، فكتب الى أبى الحسين:
نعم أطال الله بقاء الشيخ الإمام، إنّه «2» الحمأ المسنون، وإن ظنّت الظنون؛ والناس لآدم، وإن كان العهد قد تقادم؛ وارتبكت «3» الأضداد، واختلط الميلاد؛ والشيخ يقول: فسد الزمان، أفلا يقول: متى كان صالحا؟ أفى الدّولة العبّاسيّة وقد رأينا آخرها وسمعنا أوّلها؛ أم المدّة المروانيّة وفى أخبارها «لا تكسع الشّول بأغبارها «4» » ؛ أم السنين الحربيّة «5»
والسيف يعمل «1» فى الطّلى
…
والرّمح يركز فى الكلى ومبيت حجر «2» فى الفلا
والحرّتان «3» وكربلا «4»
أم البيعة الهاشميّة [وعلىّ يقول «5» : ليت] العشرة [منكم «6» ] براس، من بنى فراس؛ أم الأيّام الأمويّة «7» والنّفير إلى الحجاز، [والعيون إلى «8» الأعجاز] ؛ أم الإمارة العدويّة «9» وصاحبها يقول: هلمّوا «10» إلى النزول؛ أم الخلافة التّيميّة «11» وهو «12» يقول: طوبى لمن
مات فى نأنأة «1» الإسلام؛ [أم «2» ] على عهد الرسالة ويوم الفتح قيل: اسكنى «3» يا فلانة، فقد ذهبت الأمانة؛ أم فى الجاهليّة ولبيد يقول:
[وبقيت «4» فى خلف «5» كجلد الأجرب
أم قبل ذلك وأخو عاد يقول] :
بلاد بها كنا وكنا نحبّها
…
إذ الناس ناس والزمان زمان
أم قبل ذلك ويروى لآدم عليه السلام:
تغيّرت البلاد ومن عليها
…
فوجه الأرض مغبر قبيح
أم قبل ذلك والملائكة تقول لبارئها: أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ
ما فسد الناس، ولكن اطّرد القياس؛ ولا أظلمت الأيام، إنما امتدّ الإظلام؛ وهل يفسد الشىء إلّا عن صلاح؛ ويمسى المرء إلّا عن صباح؟
ولعمرى إن كان كرم العهد كتابا يرد، وجوابا يصدر، إنّه لقريب المنال، وإنّى على توبيخه لى لفقير إلى لقائه، شفيق على بقائه، منتسب إلى ولائه، شاكر لالائه.
وكتب بديع الزمان يستعطفه: إنّى خدمت مولاى، والخدمة رقّ بغير إشهاد، وناصحته، والمناصحة للودّ أوثق عماد؛ ونادمته، والمنادمة رضاع ثان؛ وطاعمته، والمطاعمة [نسب «6» ] دان، وسافرت معه، والسّفر والأخوّة رضيعا لبان، وقمت بين