الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال ابن أبى الإصبع: وما بما قلته فى هذا الباب من بأس، وهو:
بى «1» محنتان ملام فى هوى بهما
…
رثى لى القاسيان الحبّ والحجر
لولا الشفيقان من أمنيّة وأسا «2»
…
أودى بى المرديان الشوق والفكر
قال: ويحسن أن يسمى ما فى بيته مطرّف التوشيع، إذ وقع المثنّى فى أوّل كلّ بيت وآخره.
وأما الإغراق
- وهو فوق المبالغة ودون الغلوّ، ومن أمثلته قول ابن المعتزّ:
صببنا عليها ظالمين سياطنا
…
فطارت بها أيد سراع وأرجل
فموضع الإغراق من البيت قوله: ظالمين، يعنى أنها استفرغت جهدها فى العدو فما ضربناها إلا ظلما، فمن أجل ذلك خرجت من الوحشيّة إلى الطّيريّة؛ ولو لم يقل:
«ظالمين» لما حسن قوله: «فطارت» ولكنه بذكر الظلم صارت الاستعارة كأنها حقيقة، وقد عدّ من الإغراق لا المبالغة قول امرئ القيس:
تنوّرتها من أذرعات «3» وأهلها
…
بيثرب أدنى دارها نظر عالى.
وأما الغلوّ
- فمنهم من يجعله هو والإغراق شيئا واحدا، ومن شواهده قول مهلهل:
فلولا الريح أسمع من بحجر
…
صليل البيض تقرع بالذّكور «4»