الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقلت له ذلفاء ويحك سبّبت
…
لك الضرب فاصبر إنّ عادتك الصبر
فأحسن ابن المعتز اتّباعه حيث قال يصف خيله:
وخيل طواها القود «1» حتى كأنها
…
أنابيب سمر من قنا الخطّ ذبّل
صببنا عليها ظالمين سياطنا
…
فطارت بها أيد سراع وأرجل
واتّبع أبو نواس جريرا فى قوله:
إذا غضبت عليك بنو تميم
…
حسبت الناس كلّهمو غضابا
فقال أبو نواس- ونقل المعنى من الفخر إلى المدح-:
وليس على الله بمستنكر
…
أن يجمع العالم فى واحد
وقول النّميرىّ فى أخت الحجّاج:
فهنّ اللواتى إن برزن قتلننى
…
وإن غبن قطّعن الحشى حسرات
فاتّبعه ابن الرومىّ فقال:
ويلاه إن نظرت وإن هى أعرضت
…
وقع السهام ونزعهنّ أليم.
وأما الذمّ فى معرض المدح
- فهو أن يقصد المتكلّم ذمّ إنسان فيأتى بألفاظ موجّهة، ظاهرها المدح، وباطنها القدح، فيوهم أنه يمدحه وهو يهجوه كقول بعضهم فى الشريف بن الشّجرىّ:
يا سيّدى والذى يعيذك من
…
نظم قريض يصدا به الفكر
ما فيك من جدّك النبىّ سوى
…
أنك لا ينبغى لك الشعر.
وأما العنوان
- فهو أن يأخذ المتكلّم فى غرض له من وصف أو فخر أو مدح أو هجاء أو غير ذلك، ثم يأتى لقصد تكميله بألفاظ تكون عنوانا لأخبار متقدّمة، وقصص سالفة؛ كقول أبى نواس:
يا هاشم بن حديج ليس فخركمو
…
بقتل صهر رسول الله بالسّدد
أدرجتمو فى إهاب العير جثّته
…
لبئس ما قدّمت أيديكمو لغد
إن تقتلوا ابن أبى بكر فقد قتلت
…
حجرا بدارة ملحوب «1» بنو أسد
ويوم قلتم لعمرو وهو يقتلكم
…
قتل الكلاب لقد أبرحت من ولد
وربّ كنديّة قالت لجارتها
…
والدمع ينهلّ من مثنى «2» ومن وحد
ألهى امرأ القيس تشبيب بغانية
…
عن ثأره وصفات النّؤى والوتد
فقد أتى أبو نواس فى هذه الأبيات بعدّة عنوانات: منها قصة قتل محمد بن أبى بكر، وقتل حجر أبى امرئ القيس، وقتل عمرو بن هند كندة فى ضمن هجو من أراد هجوه، وعيّر «3» المهجوّ بما أشار اليه من الأخبار الدالّة على هجاء قبيلته؛ ومثل ذلك قول أبى تمام فى استعطاف مالك بن طوق على قومه:
رفدوك فى يوم الكلاب «4» وشقّقوا
…
فيه المزاد بجحفل غلّاب «5»
وهمو بعين أباغ «6» راشوا للعدا
…
سهميك عند الحارث الحرّاب
وليالى الثّرثار «1» والحشّاك قد
…
جلبوا الجياد لواحق الأقراب «2»
فمضت كهولهمو ودبّر أمرهم
…
أحداثهم تدبير غير صواب
وقال بعد ذلك:
لك فى رسول الله أعظم أسوة
…
وأجلّها فى سنّة وكتاب
أعطى المؤلّفة القلوب رضاهمو
…
[كملا] وردّ أخائذ الأحزاب «3»
والجعفريّون استقلّت ظعنهم
…
عن قومهم وهمو نجوم كلاب
حتى إذا أخذ الفراق بقسطه
…
منهم وشطّ بهم عن الأحباب
ورأوا بلاد الله قد لفظتهمو
…
أكنافها رجعوا إلى جوّاب
فأتوا كريم الخيم مثلك صافحا
…
عن ذكر أحقاد وذكر «4» ضباب
فانظر الى ما أتى به أبو تمّام فى هذه الأبيات من العنونات من السيرة النبوية وأيام العرب، وأخبار بنى جعفر بن كلاب، ورجوعهم الى ابن عمهم جوّاب؛ وكقوله أيضا لأحمد بن أبى دؤاد: