الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما الإسجال بعد المغالطة
-
فهو أن يقصد الشاعر غرضا من ممدوح فيشترط لحصوله شرطا، ثم يقدّر وقوع ذلك الشرط مغالطة ليسجّل به استحقاق مقصوده، كقول بعضهم:
جاء الشتاء وما عندى لقرّته
…
إلا ارتعادى وتصفيقى بأسنانى
فإن هلكت فمولانا يكفّننى
…
هبنى هلكت فهبنى بعض أكفانى.
وأما الافتنان
-
فهو أن يأتى الشاعر بفنّين متضادّين من فنون الشعر فى بيت واحد، مثل التشبيب والحماسة، [والمديح «1» ] والهجاء، والهناء والعزاء فأما ما جمع فيه بين التشبيب والحماسة فكقول عنترة:
إن تغد فى دونى القناع فإننى
…
طبّ «2» بأخذ الفارس المستلئم
وكقول أبى دلف- ويروى لعبد الله بن طاهر-:
أحبّك يا جنان وأنت منّى
…
محلّ الرّوح من جسد الجبان
ولو أنى أقول محلّ روحى
…
لخفت عليك بادرة الطّعان.
وأما ما جمع فيه بين تهنئة وتعزية فقد تقدّم ذكر ذلك فى بابى التهانى والتعازى ومنه فيما لم نورده هناك ما كتب به المولى شهاب الدين محمود الكاتب تهنئة وتعزية لمن رزق ولدا ذكرا فى يوم ماتت له فيه بنت:
ولا عتب على الدهر فيما اقترف، فقد أحسن الخلف؛ واعتذر بما وهب عما سلب، فعفا الله عمّا سلف.