الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقتضى «1» آخرها؛ والتهذيب، لأنّ مفردات الألفاظ موصوفة بصفات الحسن، عليها رونق الفصاحة، سليمة من التعقيد والتقديم والتأخير؛ والتمكّن، لأن الفاصلة مستقرّة فى قرارها، مطمئنّة فى مكانها؛ والانسجام، وهو تحدّر الكلام بسهولة كما ينسجم الماء؛ وما فى [مجموع «2» ] الآية من الإبداع، وهو الذى سمّى به هذا الباب. فهذه سبع عشرة لفظة تضمّنت أحدا وعشرين ضربا من البديع غير ما تكرر من أنواعه فيها.
وأما الانفصال
-
فهو أن يقول المتكلّم كلاما يتوجّه عليه فيه دخل لو اقتصر عليه، فيأتى بما يفصله عن ذلك الدّخل، كقول أبى فراس:
ولقد نبّيت إبليس
…
إذا راك يصدّ
ليس من تقوى ولكن
…
ثقل فيك وبرد
والفرق بين هذا وبين الاحتراس خلوّ «3» الاحتراس من الدّخل عليه من كلّ وجه.
وأما التصرف
-
فهو أن يتصرّف المتكلّم فى المعنى الذى يقصده، فيبرزه فى عدّة صور: تارة بلفظ الاستعارة، وطورا بلفظ التشبيه، وآونة بلفظ الإرداف وحينا بلفظ الحقيقة، كقول امرئ القيس يصف الليل:
وليل كموج البحر مرخ سدوله
…
علىّ بأنواع الهموم ليبتلى
فقلت له لمّا تمطّى بصلبه
…
وأردف أعجازا وناء بكلكل
فإنه أبرز المعنى بلفظ الاستعارة، ثم تصرّف فيه فأتى بلفظ التشبيه فقال: