الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الله عز وجل: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ) ثم قال: (وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا) إلى قوله: (تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ)
أحكام القرآن: فصل (فيمن لا يجب عليه الجهاد) :
قال الشَّافِعِي رحمه الله: وقد ذكر الله عز وجل الوفاء بالعقود: بالإيمان، في غير آية من كتابه، منها قوله:(وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ)
ثم: (وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا) إلى قوله: (تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ) الآيتان.
مع ما ذكر به الوفاء بالعهد.
قال الشَّافِعِي رحمه الله: هذا من سَعَة لسان العرب الذي خوطبت به.
فظاهره عام على كل عقد.
ويشبه - والله أعلم - أن يكون الله تبارك وتعالى أراد: أن يوفوا بكل عقد كان بيمين، أو غير يمين، وكل عقد نذر: إذا كان في
العَقدَين لله طاعة، أو لم يكن له - فيما أمر الوفاء منها - معصيته.
* * *
قال الله عز وجل: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98)
الأم: باب (التعوذ بعد الافتتاح) :
قال الشَّافِعِي رحمه الله: قال اللَّه عز وجل: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) .
أخبرنا الربيع قال:
أخبرنا الشَّافِعِي رحمه الله قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد، عن سعد بن
عثمان، عن صالح بن أبي صالح، أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه وهو يؤم
الناس رافعاً صوته: "ربنا إنا نعوذ بك من الشيطان الرجيم"
في المكتوبة، وإذا فرغ من أم القرآن.
قال الشَّافِعِي رحمه الله: وكان ابن عمر رضي الله عنهما يتعوذ في نفسه.
وأيهما فعل الرجل أجزأه إن جهر أو أخفى، وكان بعضهم يتعوذ حين يفتتح
قبل أم القرآن، وبذلك أقول، وأحبُّ أن يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وإذا استعاذ بالله من الشيطان الرجيم، وأي كلام استعاذ به أجزأه، ويقوله في أول ركعة، وقد قيل: إن قاله حين يفتتح كل ركعة قبل القراءة فحسن.
ولا آمر به في شيء من الصلاة، أمرت به في أول ركعة، وإن تركه ناسياً.
أو جاهلاً، أو عامداً، لم يكن عليه إعادة، ولا سجود سهو، وكره له تركه
عامداً.
وأحب إذا تركه في أول ركعة أن يقوله في غيرها، وإنَّما منعني أن آمره أن
يعيد" أن النبي صلى الله عليه وسلم علَّم رجلاً ما يكفيه في الصلاة فقال: "كبِّر ثم اقراً
…
" الحديث.
قال الشَّافِعِي رحمه الله: ولم يرو عنه صلى الله عليه وسلم أنه أمره بتعوذ ولا افتتاح، فدلَّ على أن افتتاح رسول الله صلى الله عليه وسلم اختيار، وأن التعوذ ممن لا يفسد الصلاة إن تركه.