الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبو مسعود أحمد بن الفرات الرَّازي: عن أبي داود الطَّيالسيُّ، عن شعبة، والصحيح عَنْ أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه. واللَّه أعلم (1).
فصل
[حديث رأيت عيسى وموسى وابراهيم]
وقد مرَّ بي في المطالعة في "صحيح البخاري" شيءٌ مِنْ حقِّه أن يُذكر هُنا، وذلك أنَّه قال فيه في كتاب أحاديث الأنبياء في قصة مريم: حدثنا محمد بن كثير، حدثنا إسرائيل، أنبأنا عثمان بنُ المغيرة، عن مجاهد، عن ابن عُمر رضي الله عنهما، قال: قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: "رأيتُ عيسى وموسى وإبراهيم. فأما عيسى، فأحْمرُ جَعْدٌ، عريضُ الصَّدْرِ، وأما موسى، فآدَمُ جسيمٌ سَبْطٌ، كأنه مِنْ رجال الأزْدِ". انتهى.
قال أبو مسعود في "الأطراف": إنَّما رواه محمد بنُ كثيرٍ عن إسرائيل، عن عثمان، عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما، وكذلك رواه إسحاق بن منصور السَّلُولي، وابن أبي زائدة ويحيى بنُ آدم وغيرهم عن إسرائيل. انتهى.
وقال أبو ذر الهروي في "حاشية الصحيح" ما نصُّه: هكذا وقع في سائر الروايات المسموعة عن الفِرْبَري: "مجاهد""ابن عمر"، فلا أدري: أحدَّث به البخاريُّ هكذا، أو غلط فيه الفِرْبَري؟ لأنني رأيتُه في سائر الروايات عن ابن كثير وغيره:"مجاهد عن ابن عباس"، وهو الصواب. حدثنا موسى بن عيسى السَّرَّاج لفظًا، حدثنا عثمان بن أحمد بن سليمان، حدثنا حنبلُ بن إسحاق، حدثنا محمد بن كثير، حدثنا إسرائيل، عن
(1) أشار الحافظ أبي حجر إلى ما تقدم من كلامه على هذا الحديث في "تغليق التعليق" 4/ 62، فقال: وقد تكلمت على هذا الحديث، وجمعت طرقة في جزء مفرد. وقال في "فتح الباري" 7/ 36: وقد أمليت على هذا الموضوع جزءًا مفردًا، لخَّصت مقاصده هنا بعون اللَّه تعالى.
عثمان بن المغيرة، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "رأيتُ عيسى وموسى عليهما السلام، فأمَّا عيسى، فأحمر جَعْدٌ عريضُ الصَّدر، وأمَّا موسى، فآدم سَبْطٌ، كأنَّه مِنْ رجال الزُطِّ". قالوا له: وإبراهيم؟ قال: "انظروا إلى صاحبكم". قال: ورواه عثمان بن سعيد الدارمي عن ابن كثير كذلك. وهكذا رواه نصرُ بن علي، عن أبي أحمد الزُّبيري، عن إسرائيل، وكذا رواه يحيى بنُ زكريا بن أبي زائدة، عن إسرائيل. [انتهى.
وكذلك رواه الإمام أحمد بن حنبل في "مسنده" عن أسود بن عامر شاذان، عن إسرائيل] (1).
وكذا رواه الطبراني في "المعجم الكبير" عن أحمد بن محمد الخُزاعي، عن محمد بن كثير، به.
وأخرجه الإسماعيلي في "صحيحه"، قال: حدثنا الوزَّان، حدثنا نصر بن علي، أخبرنا أبو أحمد الزُّبيري، حدثنا إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن مجاهد، عن ابن عباس، فذكر مثل سياق حنبل بن إسحاق بتمامه، إلا أنَّه لم يقل: قالوا له، وأما إبراهيم (2). ولم يتعرَّض الإسماعيلي لكون البخاري قال فيه: عن ابن عمر، أو أنَّه وَهِمَ في ذلك كعادته في التعقُّب على البخاري، فاقتضى ذلك أنَّ النُّسخة التي كان الإسماعيليُّ يخرِّجُ عليها كانت على الصَّواب، ويَقوَى الظنُّ حينئذٍ بأنَّ الوهم مِمَّن دُون البخاري.
وأخرجه أبو عبد اللَّه بن منده في كتاب "الإيمان"، له عن محمد بن أحمد بن إبراهيم، عن موسى بن سعيد الطرسوسي، وعن محمد المذكور، عن محمد بن أيوب، كلاهما عن محمد بن كثير، فقال: مجاهد عن ابن عباس، وقال في آخره: أخرجه البخاري عن محمَّد بن كثير، فقال: مجاهد
(1) ما بين حاصرتين ساقط من (ط).
(2)
في (أ): "وقال إبراهيم".