المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[شمس الدين الهيثمي] - الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر - جـ ١

[السخاوي]

فهرس الكتاب

- ‌[حديث: أمرنا أن ننزل الناس منازلهم]

- ‌[القول في رواية ميمون بن أبي شبيب عن عائشة]

- ‌[أقسام الكتاب]

- ‌المقدمة في التعريف بشيخ الإسلام والمحدث والحافظ

- ‌[شيخ الإسلام]

- ‌[من اشتهر بلقب شيخ الإسلام]

- ‌[تعريف المحدِّث]

- ‌[آداب المحدث]

- ‌[وصية الذهبي للمحدثين]

- ‌[أقسام علوم الحديث]

- ‌[مَنْ يُطلق عليه لقب المحدث]

- ‌[الحافظ]

- ‌[اختصاص العرب بسرعة الحفظ]

- ‌[سلسلة الحفاظ]

- ‌الباب الأولفي ذكر نسبه ومولده وبلدته، وبشارة أبيه به وشهرته ونبذة من تراجم من علمته مِنْ سلفه وإخوته الكرام، أسكنه اللَّه وإياهم دار السلام

- ‌[نسبه]

- ‌[كنيته ولقبه]

- ‌[التلقيب بالإضافة إلى الدين]

- ‌[نسبته]

- ‌[مولده]

- ‌[بشارة والده به]

- ‌[شهرته]

- ‌[أسلافه]

- ‌[والده]

- ‌[إخوته وأخواته]

- ‌الباب الثانيفي صفة مبدأ أمره، ونشأته، وذكر طلبه للعلم ورحلته، وتعيين من أخذ عنه دراية

- ‌[نشأته:]

- ‌[سماعه بمكة:]

- ‌[سرعة حفظه:]

- ‌[طلبه العلم:]

- ‌[دراسته الفقه:]

- ‌[سلسلة الفقه:]

- ‌[سلسلة أصول الفقة]

- ‌[دراسة النحو:]

- ‌[رحلاته]

- ‌رحلته إلى قوص:

- ‌[رحلته إلى الإسكندرية:]

- ‌[رحلته إلى الحجاز:]

- ‌[رحلته إلى اليمن:]

- ‌[اجتماعه بالفيروزآبادي:]

- ‌[رحلته الثانية إلى اليمن:]

- ‌[من لقيهم من العلماء بمكة والمدينة:]

- ‌[رحلته إلى الشام]

- ‌[الأمور المساعدة على طلب العلم]

- ‌[شرب ماء زمزم لقضاء الحوائج]

- ‌[سرعة الكتابة الحسنة:]

- ‌[الصحبة الطيبة من طلبة العلم:]

- ‌[عدم التردُّد إلى الكبراء:]

- ‌[استثمار الوقت]

- ‌[بركة ابن حجر]

- ‌[السفر إلى حلب وسماعه:]

- ‌[التواضع في طلب العلم:]

- ‌[ذكر الأماكن التي زارها الحافظ ابن حجر]

- ‌ذكر القائمة المشار إليها ونصها: "البلدانيات" لكاتبه

- ‌[الاعتناء بالبلدانيات]

- ‌شيوخه

- ‌القسم الأول

- ‌القسم الثاني

- ‌القسم الثالث

- ‌مروياته

- ‌صحيح البخاري

- ‌صحيح مسلم

- ‌السنن لأبي داود

- ‌الجامع للترمذي

- ‌السنن للنسائي

- ‌[السنن الكبرى للنسائي]

- ‌السنن لابن ماجه

- ‌الموطأ رواية يحيى بن يحيى عن مالك

- ‌الموطأ رواية أبي مصعب

- ‌مسند الشافعي

- ‌السُّنن له رواية المزني

- ‌[السنن للشافعي رواية ابن عبد الحكم]

- ‌واختلاف الحديث له

- ‌مسند الدارمي وهو على الأبواب

- ‌مسند عبد

- ‌مسند أحمد

- ‌مسند مسدد

- ‌مسند الطيالسي

- ‌مسند الشهاب للقضاعي

- ‌صحيح ابن خزيمة

- ‌صحيح ابن حبان

- ‌المستخرج على صحيح مسلم لأبي نعيم

- ‌السنن للدارقطني

- ‌السنن للبيهقي

- ‌الأدب المفرد للبخاري

- ‌بر الوالدين له

- ‌الأدب للبيهقي

- ‌السِّيرة تهذيب ابن هشام

- ‌عيون الأثر في فنون المغازي والسِّيَر لابن سيد الناس

- ‌بشرى اللَّبيب بذكرى الحبيب له

- ‌دلائل النبوة للبيهقي

- ‌الشمائل النبوية للترمذي

- ‌الشفاء للقاضي عياض

- ‌مكارم الأخلاق للخرائطي

- ‌مساوىء الأخلاق له

- ‌الزهد لابن المبارك

- ‌الحلية لأبي نعيم

- ‌الدُّعاء للطبراني

- ‌الترغيب للتَّيْمي

- ‌فضائل القرآن لأبي عبيد

- ‌المجالسة للدِّينوري

- ‌المعجم الأوسط للطبراني

- ‌المعجم الصغير له

- ‌البعث لابن أبي داود

- ‌الثاني من حديث ابن مسعود لابن صاعد

- ‌مشيخة الرازي

- ‌سداسياته

- ‌جزء أبي الجهم

- ‌جزء سفيان بن عيينة

- ‌جزء مأمون

- ‌جزء ابن مخلد

- ‌الأول الكبير والثاني، كلاهما من حديث المخلِّص

- ‌المسلسل بالأولية

- ‌الباب الثالثفي ثناء الأئمة عليه

- ‌ ثناء الأئمة عليه

- ‌[المحب ابن الهائم]

- ‌برهان الدين الأبناسي

- ‌[عبد الرحمن بن محمد العلوي]

- ‌سراج الدين ابن الملقِّن

- ‌[سراج الدين البُلقيني]

- ‌[الحافظ العراقي]

- ‌[تقي الدين الدِّجْوي]

- ‌[الحافظ الهيثمي]

- ‌[ابن خلدون]

- ‌[الشهاب الحُسباني]

- ‌[ابن حجي الحسباني]

- ‌[ابن درباس]

- ‌[ابن ظهيرة المكي]

- ‌[الفيروزآبادي]

- ‌[حميد الدين التركماني]

- ‌[عز الدين ابن جماعة]

- ‌[كمال الدين الشُّمُنِّي]

- ‌[جمال الدين الأقفهسي]

- ‌[جلال الدين البلقيني]

- ‌[نفيس الدين العلوي]

- ‌[أبو زرعة العراقي]

- ‌[شمس الدين ابن الديري]

- ‌[شرف الدين التَّبَّاني]

- ‌[ابن مغلي]

- ‌[البدر البشتكي]

- ‌[الشمس البرماوي]

- ‌[التَّقيُّ الفاسي]

- ‌[تقي الدين الكرماني]

- ‌[المجد البرماوي]

- ‌[ابن الجزري]

- ‌[الشهاب الكلوتاتي]

- ‌[ابن الغرابيلي]

- ‌[ابن حجة الحموي]

- ‌[زين الدين الخوافي]

- ‌[ابن الخياط]

- ‌[علاء الدين البخاري]

- ‌[سبط بن العجمي]

- ‌[ناصر الدين الفاقوسي]

- ‌[ابن ناصر الدين الدمشقي]

- ‌[أبو شعرة الحنبلي]

- ‌[شمس الدين البساطي]

- ‌[ابن خطيب الناصرية]

- ‌[المقريزي]

- ‌[ابن نصر اللَّه البغدادي]

- ‌[شمس الدين ابن عمار]

- ‌[شمس الدين الونائي]

- ‌[عثمان بن عمر الزَّبيدي]

- ‌[شمس الدين القاياتي]

- ‌[عز الدين عبد السلام]

- ‌[الشهاب ابن المجدي]

- ‌[ابن قاضي شهبة]

- ‌[برهان الدين بن خضر]

- ‌[رضوان العقبي]

- ‌[ابن أبي الوفاء]

- ‌[تغري برمش]

- ‌[ابن التنسي]

- ‌[ابن العليف]

- ‌[ابن حسان]

- ‌[أبو الفتح المراغي]

- ‌[موفق الدِّين الإبِّي]

- ‌[ابن الضياء]

- ‌[ابن الهُمام]

- ‌[زين الدين القلقشندي]

- ‌[أبو البركات الغزِّي]

- ‌[ابن كُحيل]

- ‌[علم الدين البلقيني]

- ‌[تقي الدين ابن فهد]

- ‌[تقي الدين القلقشندي]

- ‌[الشهاب الحجازي]

- ‌[قاسم بن قطلوبغا]

- ‌[أبو ذر الحلبي]

- ‌[برهان الدين البقاعي]

- ‌[نجم الدين بن فهد]

- ‌[ابن الشِّحنة]

- ‌[شهاب الدين بن الأخصاصي]

- ‌[قطب الدين الخيضري]

- ‌فصل

- ‌[الناقلين عن ابن حجر في تصانيفهم]

- ‌[مراسلة الحافظ العراقي لابن حجر]

- ‌[مراسلة الجلال البلقيني لابن حجر]

- ‌[القول في رواية رافع بواب مروان عن ابن عباس]

- ‌[القول في حديث "لا تسبُّوا أصحابي

- ‌[جواب ابن حجر عن الحديث]

- ‌فصل

- ‌[حديث رأيت عيسى وموسى وابراهيم]

- ‌[القول في التفريق بين جنادة بن أبي خالد وجنادة بن أبي أميَّة]

- ‌[عنايته بالكتب]

- ‌[تعقُّباته على الكتب]

- ‌[الأربعون التساعيات لأبي علي الصيرفي]

- ‌[الأربعون العشاريات لابن الجزري]

- ‌[الكامل لابن عدي]

- ‌[الأنساب لابن السمعاني]

- ‌[تعقُّبه أبا عليٍّ الصدفي]

- ‌[شرح البخاري لمُغلطاي]

- ‌[تعقُّبه أبا زرعه العراقي]

- ‌[تعقُّبه الحافظ ابن رجب الحنبلي]

- ‌[الحكاية الرباعية المنسوبة للبخاري]

- ‌[تعقُّبه ابن جماعة في العَروض]

- ‌[التعقب على حلّ لغز]

- ‌[تعقبه على ابن جماعة]

- ‌[كمال الظَّرف]

- ‌[عدم جواز تصرُّف الناسخ فيما ينسخ]

- ‌[تعقُّبه على ابن الملقِّن]

- ‌[المفاضلة بين صحيحي البخاري ومسلم]

- ‌[سماع رقية بنت الشرف محمد من ابن المصري]

- ‌[إجازة ابن قريش للسويداوي]

- ‌[قياس ارتفاع النيل]

- ‌فصل

- ‌[طبقات الشافعية لابن الملقِّن]

- ‌[الإجابة للزركشي]

- ‌[شرح العمدة للبرماوي]

- ‌[شرح البخاري للعيني]

- ‌[مصنفات المقريزي]

- ‌[قوة الاستحضار حال القراءة والدَّرس]

- ‌الأشعار المنظومة في مدح الحافظ ابن حجر

- ‌[برهان الدين المليجي]

- ‌[الجُحافي]

- ‌[ابن قوقب]

- ‌[برهان الدِّين البقاعي]

- ‌[ابن نصر اللَّه العسقلاني]

- ‌[ابن أبي السعود]

- ‌[الشِّهاب التَّروجي]

- ‌[ابن العماد الأقفهسي]

- ‌[ابن مبارك شاه]

- ‌[الشهاب ابن صالح]

- ‌[ابن عربشاه]

- ‌[ابن كُحيل]

- ‌[ابن القُرْدَاح]

- ‌[الشِّهاب الحجازي]

- ‌[الشهاب المنصوري]

- ‌[الشهاب ابن والي]

- ‌[الشهاب السَّيرجي]

- ‌[الزُّعيفريني]

- ‌[المجد الزَّمزمي]

- ‌[ابن حجَّة الحموي]

- ‌[أبو بكر الزبيدي]

- ‌[ابن صدقة]

- ‌[حسن الصَّفدي]

- ‌[ابن العُليف]

- ‌[خطَّاب بن عمر الدمشقي]

- ‌[ولغيره [في العكس]

- ‌[الأقفهسي]

- ‌[غرس الدين خليل]

- ‌[رضوان العقبي]

- ‌[شعبان الآثاري]

- ‌[المرشدي]

- ‌[تاج الدين الأذرعي]

- ‌[زين الدين البكري]

- ‌[عبد الرحمن الشاذلي]

- ‌[عُبيد الرِّيمي]

- ‌[جلال الدين البلقيني]

- ‌[ابن الخراط]

- ‌[ابن الديري]

- ‌[عبد الرحمن الصوفي]

- ‌[عبد السلام البغدادي]

- ‌[عبد الغني الشرجي]

- ‌[الإشليمي]

- ‌[عبد القادر النحريري]

- ‌[الطَّويلي]

- ‌[الجوجري]

- ‌[ابن العديم]

- ‌[التاج عبد الوهاب]

- ‌[الدواليبي]

- ‌[أبو الحسن العراقي]

- ‌[وما وجدت عندي باقيها]

- ‌[ابن المغلي]

- ‌[الأسواني]

- ‌[الجعبري]

- ‌[عمر الطرابلسي]

- ‌[الطنوبي]

- ‌[مجد الدين ابن مكانس]

- ‌[قاسم بن قطلوبغا]

- ‌[البدر البشتكي]

- ‌[القباقبي]

- ‌[ابن خطيب داريّا]

- ‌[شمس الدين البساطي]

- ‌[شمس الدين الأسيوطي]

- ‌[شمس الدين الدجوي]

- ‌[المراغي]

- ‌[البدر المارديني]

- ‌[بدر الدين الدماميني]

- ‌[الشريف الأسيوطي]

- ‌[شمس الدين القادري]

- ‌[ابن ناصر الدين الدمشقي]

- ‌[شمس الدين النَّواجي]

- ‌[ابن المصري]

- ‌[شمس الدين الطنتدائي]

- ‌[قطب الدين المكي]

- ‌[شمس الدين الهيثمي]

- ‌[ابن الفالاتي]

- ‌[محمد بن عمر الحنفي]

- ‌[ابن قرقماس]

- ‌[الرّاعي]

- ‌[البدر سبط الحسني]

- ‌[شمس الدين الزركشي]

- ‌[زين الدين الخوافي]

- ‌[البكري]

- ‌[ابن ناهض]

- ‌[مسافر بن عبد اللَّه]

- ‌[نعمة اللَّه الجرهي]

- ‌[الفرَّاء]

- ‌[الشريف]

- ‌[شخص من المنزلة]

الفصل: ‌[شمس الدين الهيثمي]

وقد مضى في هذا الباب (1) قوله فيه:

أستصغِرُ النَّاس عند رؤيته

لأنَّه لم يَرَى له مَثَلا

[شمس الدين الهيثمي]

ومنهم: الشمس أْبو عبد الكريم محمد بن علي [بن محمد](2) بن عبد الكريم الهيثمي، كما سيأتي في الألغاز، [بل وفي الباب الرابع ذكرت بيتًا مِنْ مقطوع عمله عقب عودِ صاحب الترجمة لوظيفته بالمؤيَّديَّة](3)، وكذا مدحه بعدة قطع، أظفر ببعضها إن شاء اللَّه تعالى. وعمل صداقًا لإحدى بناته في أرجوزه أحببتُ إيرادها هنا.

أخبرني كريم الدين أبو محمد عبد الكريم بن محمد بن علي بن عبد الكريم الهيثمي قال: ناولني والدي صداقًا منظومًا، عمله لابنة شيخ الإِسلام حين تزوَّجها الشهابُ ابن مكنون (4). سمعته من والدي كله أو معظمه (5).

قلت: وصورته

بسم الله الرحمن الرحيم

{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74].

الحمد للَّه الذي أولى البُشَر

مَنْ كان عنه راضيًا مِنَ البَشَرْ

فاتحِ أبواب الرِّضا لأحمدَا

مانحِ أسبابِ الهُدى لِمَنْ هدَى

سبحانه مِنْ ملكٍ قد أطلعَا

في فَلَكِ السَّعْدِ شهابًا سطَعا

(1) ص 328.

(2)

ما بين حاصرتين ساقط من (أ). وانظر ترجمته في الضوء اللامع 9/ 17.

(3)

ما بين حاصرتين لم يرد في (ب).

(4)

في (أ): "مكتوم"، تحريف.

(5)

في (أ): "بعضه".

ص: 543

أخرجه مِنْ جوهرٍ مكنونِ

ذا نسبٍ مرتفعٍ ميمونِ (1)

وزانه بالعلم والإفتاءِ

وحفَّه باللُّظف في القضاءِ

وخصَّه في القول بالتَّسديدِ

وفي أُمورِ الشرعِ بالتَّشديدِ

فأصبح الثَّغرُ به مبتسمًا

ومدحُ شَملِه به قد نُظمَا

وكل ناظرٍ به قد ابتهجْ

ويفتدي نَدَى الشُّهودِ بالمُهَجْ

ورأيه السَّعيدُ ساقه إلى

بيتٍ أثيلِ المجدِ فخرُه عَلَا

أكرِمْ به بيتًا شديدًا ركنُهُ

وقد أقيمَ في النِّظام وزنُهُ

نداهُ كم أحيا لأرضٍ مَيْتِ

لمجده يُنظم ألفُ بيْتِ

كم (2) من محبٍّ صادقٍ له انتمَى (3)

فصار بين النَّاس في الأرض سمَا

وكيف لا يَعظُمُ قدرُ ذكرِهِ

وقد حوى أستاذَ أهلِ عصرِه

فاللَّه يُحيي مجلسَ الشِّهابِ

ولم يزل مرتفع الجَنَابِ

أحمدُه ما خُطِبَت عَرُوسُ

حمدًا به تمتَلىءُ الطُّروسُ

مصلِّيًا على النبيِّ الهادي

إلى الرَّشادِ أشرفِ العبادِ

خيرِ الورى النَّاطق بالصوابِ

بقوله "يا معشر الشَّبابِ"

صلى عليه اللَّه كل ساعهْ

مِنْ يومنا هذا ليوم الساعهْ

وآله وصحبِه الكرامِ

والخلفاء السادةِ الأعلامِ

ما نُظمت قلائدُ الأفراحِ

أرجوزة في عُقدة النكاحِ

وما انقضت أنكحةُ الوجودِ

بالمهرِ والوَليِّ والشُّهودِ

وبعد، فالنِّكاحُ جاء الأمْرُ به

في محكمِ الذكر الحكيم فانْتَبهْ

وفعلُه حثَّ عليه المصطفَى

لمستطيعٍ لا يرى تكلُّفا

(1) هذا البيت ساقط من (ب).

(2)

في (ب، ط): وكم.

(3)

في (ط): "انتهى".

ص: 544

قال ومنا قصدُه التَّناسلُ

مباهيًا: "تناكَحُوا تناسلُوا"

هذا ولمَّا كان ذو الإنصافِ

أقضى القضاةِ السِّيدُ المَنَافِ

العالميُّ الفاضليُّ الأوحدُ

الحاكمُ المؤيَّدُ المسدَّدُ

الكاملُ المعظَّمُ الإمامُ

ومَن له بالعلما إلمامُ

حاوي صفاتِ الفضلِ والإفضالِ

والكوكبِ الدُّريِّ في الجمالِ

مهذبُ القولِ النَّبيهُ المنصفُ

وفي المهمات له تصرُّفُ

خلاصةُ الدَّهر البسيط علمُهُ

نهايةُ القصد الوجيزُ نظمُهُ

شاملُ أهلِ الفقرِ بالإنعامِ

وبحرُ أهلِ الجُودِ في الإكرامِ

أقسمُ باللَّه العظيم البَرِّ

بأنه زينُ قضاةِ العصرِ

سيدنا القاضي شهابُ الدين

ذو الفضل والتَّحقيق والتَّمكينِ

في الحكم والفتوى أبو العباسِ

العالمُ المقصودُ بينَ النَّاسِ

أحمدُ مَنْ يُرجى لنيلِ المطلبِ

مَنْ أمَّهُ في مقصِدٍ لم يخِبِ

ابنُ الإمامِ الفاضلِ الفقيهِ

البارعِ المحصِّلِ الوجيهِ

العالمِ المرحومِ شمس الدِّينِ

محمَّد ابن المرتضى مكنون

الشافعي في الورى مذهبُهُ

بلَّغه الرَّحمنُ ما يطلبُهُ

وزاده في أهله والولدِ

مَسَرَّةً في يومه وفي غدِ

مِنْ مقتفي آثارِ خيرِ الرُّسُلِ

وسالكي طريقةِ المزمّلِ

ورام تزويجًا به يستَتِرُ

يظهر منه نسلُه المطهرُ

لعل أن يَشْرُفَ طولَ الأبدِ

بقربه مِنَ الجَنابِ الأحمدِ

سَعى إلى كعبة أهلِ الحرمِ

وطافَ حولَ بيتِه المحترمِ

ثم أتى رُكْنَ الإمامِ الفَرْدِ

ومَنْ مقامُه عظيمٌ المجْدِ

خيرِ الورى حافظِ أهل العصرِ

بحرِ النَّدى البَرِّ كثيرِ البِرِّ

شيخِ شيوخ السَّادة الصُّوفيَّة

وناظر الخَانِقَةِ الرُّكْنِيَّهْ

ص: 545

عمدة أهل مصرِه (1) والشَّامِ

في كلِّ علم رُحْلَةُ الأنامِ

محط رَحْلِ طالبي العُلومِ

وجامع المنثورِ والمنظومِ

كم شرحتْ شروحه (2) صدورًا

وأظهرت لغيرها مستُورَا

بها انْجَلَي عَنِ البُخاري المبهمُ

وفضله ما شَكَّ فيه مسلمُ

في كلِّ علمٍ ماهرٌ مفنَّنُ

ولاختلافِ العلماء مُتقِنُ

أقَرَّ أهلُ العلمِ والعرفان

بأنَّه أعجوبةُ الزَّمانِ

كم نُسِبَتْ له علومٌ شَتَّى

وكم بمصرَ والحجازِ أفتَى

وكم له مِنْ مُلَحٍ مستحسَنهْ

ومِنْ تصانيفَ غدت مدوَّنَهْ

ما جاءه مُعارضٌ مِنْ جهلهِ

إلا وعاد شاكرًا من فضلِه

يُتْقِنُ ما يلقيه مِنْ دُروسِ

برتبةٍ تعظُمُ في النُّفوسِ

إن درَّس التَّفسير فهو آيهْ

والفقه منه تسمعُ الكِفَايهْ

وفي حديثِ المصطفى عجيبُ

يُسْمَعُ منه الحَسَنُ الغريبُ

وفي الأصول كم له قياسُ

حقيقةٌ وما له قياسُ

والنَّحو لو عاصره الخليلُ

كان بما يقولُه يقولُ

وفي المعاني والبيان أُمَّهْ

كم طالبٍ للأخذٍ عنه (3) أمَّهْ

وفي التَّصادير وفي الخَطَابهْ

وفي الفتاوى كم له غَرابهْ

والنَّظمُ والنثرُ لديه فضلَهْ

ولم يكن ينكر شخصٌ فضلَهْ

فريدُ عصره شهابُ الدِّينِ

أُعيذه بالتِّين والزَّيتونِ

راوي الأحاديثِ أبي العباس

أحمد مَنْ يُرجى لكشف البَاسِ

(1) في (أ): "عصر".

(2)

في (ب): "صدوره".

(3)

"عنه" ساقطة من (ب).

ص: 546

ابن الإمامِ العالمِ الحَبْر عَلي

لا زال في الجنَّات في قصرٍ علي

الحجةُ المحدِّث الكناني

العسقلانيُّ بلا بهتانِ

مقلد المُطَّلِبي الشَّافعي

ناقل أقوال الإِمام الرافعِي

فاللَّه يبقيه لنفعِ الطَّلَبَهْ

اللَّه يعطيه الذي قد طلبَهْ

معتنيًا وخَطَبَ المصُونهْ

ابنتَه الجوهرةَ المكنونهْ

الدُّرَّةَ النَّضيدَةَ الفَرِيدَهْ

الغُرَّةَ السَّيِّدَةَ السَّعيدهْ

مَنْ حازتِ الفَخَارَ مِنْ أُمٍّ وأبْ

ومَنْ لهادي المجدِ أصلٌ ونسبْ

ومَنْ غدت لكلٍّ حُسْنٍ جامعهْ

زيَّنها اللَّه بتقوى "رابعهْ"

لعلمِه بأنَّها منتخبَهْ

قد ظهرت مِنْ عنصر ما أطيبَهْ

وكيف لا وهي بلا امتناعِ

كريمةِ الجدَّين بالإجماعِ

اللَّه يُحييها ويصطفيها

وللذي يُرضيه يرتضيها

اللَّه يُعطيها سعادة الأبَدْ

بالعزِّ والتَّوفيق والعيش الرَّغدْ

فخُوطِبَ الخاطبُ بالقَبُولِ

في قصده وشرطِه المقبُولِ

ونالَ بالقبول فيما قصدا

جلالةً ورِقعَةً وسؤدُدَا

وكيف لا يسودُ طولَ الدَّهرِ

بوصلة يسمو بها وصِهْرِ

وصار منشدًا لسانُ الحال:

هُنِّيتُمُو بالسَّعدِ والإقبالِ

مِنْ حُسْنِ هذا النَّظمِ والقرينهْ

جاء ابنُ مكنونٍ إلى مكنونهْ

ثم رقى لمنبرِ الطِّرس القلَمْ

وقال باسم اللَّه بارىء النَّسَمْ

القادرِ المقتدرِ الرَّحمنِ

الغافرِ الرَّحيم بالإنسانِ

هذا كتابٌ نظمُه ما أحسَنَهْ

مضمونُه أرجوزةٌ مستحسَنَهْ

وجُلُّ ما تضمنت أن أصدقا

مَنْ لسماء العزِّ والمجد ارتقى

سيدُنا القاضي شهاب الدِّينِ

ومَنْ حوى الفَخَارَ عَنْ يقينِ

وهو أبو العباس حقًا أحمدُ

وابنُ الذي سَمِيُّه محمَّدُ

ص: 547

لقَبُه المعهودُ شمسُ الدِّينِ

ابن أبي اليُسْرِ الرَّضي مكنونِ

السابق الذكر الذي تقدَّمت

أوصافُه الحسنى التي قد نُظِّمتْ

لا زال ما أراده ميسَّرَا

وبالذي يسُرُّه مبشَّرا

سيدة الأبكار مخطوبتُهُ

"رابعةُ" التي غدت مُنْيَتُهُ

البكرُ بنتُ حافظِ الآفاق

بقولِ أهلِ مصرَ والعراقِ

مفتي الفريقين شهابِ الدِّينِ

ذُخْرِ الفقيرِ ملجأ المسكينِ

علامةِ الدهر أبي (1) العباس

أحمدَ راوي قولِ خيرِ النَّاس

ابن الإِمام العالمي النُّوري

أبي الحسين (2) السابق المذكورِ

عليّ المفَنَّن الكِنَاني

الطَّيِّب الذِّكرِ العظيمِ الشَّان

العسقلانيِّ الذي قد اشتهرْ

وسيِّدُنا والدُه بابنِ حجرْ

كفاه ربُّه حوادِثَ الزَّمنْ

وسرَّه في كلِّ سرٍّ وعلَنْ

مِنْ ماله مهرًا لها صَداقَا

بقدرها العَالي الرَّفيع لاقَا

جملتُه التي بها يبينُ

مقدارُه المحرَّرُ الموزونُ

خمس مِئِين مِنْ مثاقيل الذَّهبْ

الطَّيبِ العينِ العزيزِ المنتَخَبْ

خالصةً مِنَ النقود الهَرْجَهْ

ونِحلة لهذه المزوَّجهْ

مختومة تفتخر الأكياسُ

بها (3) وباكتسابها يسودُ (4) الناسُ

بها معاملاتُ مصرَ يومئذْ

وهي بها أعزُّ نقدٍ حينَئذْ

منها ثلثمانة تُعَجَّلُ

وما سواها حكمُه مُؤجَّلُ

(1) في (أ): "أبو"، وفي (ط)"أبا"، والمثبت من (ب، ح)، وهو الصواب؛ لأنه معطوف على "حافظ" المتقدم قبل بيتين.

(2)

في (ب): "الحسن".

(3)

"بها" ساقطة من (أ).

(4)

في (ط): "سيد"، خطأ.

ص: 548

وأخبر الوالد أنَّه وصَلْ

له مِنَ المُصدِقِ لما أنْ وصَلْ

مِنْ المعجَّلِ الذي قدِ اشترطْ

تعجيلَه وفي الكتاب قد ضُبِطْ

مهرًا مسمَّى مائتا مثقالِ

كاملةَ الوزنِ بلا اختلالِ

وبعد ذا المقبوض صار الباقي

مِنْ بعدِ باقي عاجلِ الصَّداقِ

منقسطا في سَلْخ كلِّ عامِ

عِشْرونَ مثقالًا على التَّمامِ

تُؤخَذُ مِنْ تاريخيه المكتتَبِ

بالصفةِ التي مضت في الذَّهبِ

زوجَها منه بهذا المهرِ

بإذن مولانا أبيها الحَبْرِ

سيِّدنا ولم يَزَلْ مولانا

ومَنْ بفَضْلٍ منه قد أولانا

قاضي القضاة العدل في الأحكامِ

طرازُ أهل العلم والحكامِ

مؤيد الشَّرعِ وليُّ الدِّين

كاشف كُرَبِ الخائف الحزينِ

خالصة الدهر فكم قد (1) أجْرى

إلى أمير المؤمنين أجرا

قطبُ البرايا وخطيبُ الخطبا

منعشنا حين يُؤدي الخُطَبا

بقية المجتهدين العلَما

ومَنْ له حلمٌ وعلمٌ علِمَا

بحرُ العلوم شارحُ المهذَّبِ

أستاذُ حفَّاظِ أحاديث النبي

وناصرُ السُّنَّة والشريعهْ

ومَنْ له أوامر مسموعَهْ

وهو أبو زرعةٍ إذ يُكْنَى

كم قد حوى مِنْ حَسَنٍ وحُسْنَى

مُوضِحُ إشكال الغريب أحمدُ

وشيخ الإِسلام الإمامُ المسندُ

ابن العراقي إذا ما نُسِبَا

الشافعي في القضاة مذهبَا

ناظرُ أحكام الورى الشَّرعيَّهْ

بسائر البقاعِ الإِسلاميهْ

أيَّده الرَّحمن بالملائكَهْ

فكم له مِنْ خَصْلَة مبارَكَهْ

بعد ثبوت أمرها عليهِ

بسادةٍ قد شَهِدُوا لديهِ

(1)"قد" ساقطة من (ب).

ص: 549

والعقد للزوج الكريم قبلَهْ

له وكيلُه الذي قد وكَّلهْ

سيدنا الحاكمُ بدرُ الدِّينِ

أقضى القضاة الحسنُ البرديني

مِنْ بعدِ ما قد ثبتت وكالتُهْ

يقول مَنْ قد قُبِلَتْ شهادتُهْ

ثبوتًا اقتضى قَبُولَ العقدِ

عَنِ الموكلِ الكريمِ الجَدِّ

أبدى قبولًا سائغًا شرعيا

مِنْ موجب كان به وليّا

وتم هذا العقدُ يومَ الجُمُعَهْ

بخيرِ جمعٍ جَلَّ مَنْ قَدْ جمعَهْ

وكان بالتَّاريخ في عشري صفرْ

مِنْ عام (1) خمسه وعشرين ظهرْ

وذاك مِنْ بعدِ ثمانمائةِ

قد سلفت مِنَ ابتداء الهجرةِ

فأحسن اللَّه لنا ختامَهْ

بالخيرِ والنِّعمةِ والسَّلامهْ

وحسبُنا اللَّه هو الجليلُ

ونعم مَنْ لنا هو الوكيلُ

والحمدُ للَّه الذي بنعمتهْ

يتمُّ صالح الذي في قدرتِهْ

حمدًا كثيرًا ما له نهايهْ

ولا له في منتهاه غايهْ

ثمَّ صلاةٌ منه ملءُ الأرضِ

يدومُ طولها ليوم (2) العَرْضِ

واصلةً باللَّيلِ والصَّباحِ

لأحمدَ الآمرِ بالنِّكاحِ

وآلِهِ ومُوضِحي شِرْعتهِ

وصحبِه وسالكي سُنَّتهِ

ما كُتِبَتْ أصْدِقَةُ العرائسْ

منظومة بالدُّوَرِ النَّفائِسْ

وقد خَتمتُ هذه الأرجوزهْ

بهذه القرينة العزيزهْ

سميتُها "قلائد الأفراحِ"

مقرونة بالسَّعد والفلاحِ

وهذه جواهرُ الألفاظ

مِنْ بعض علم (3) سيِّد الحُفَّاظِ

(1)"عام" ساقطة من (أ).

(2)

في (ب، ط): "يوم".

(3)

"علم" ساقطة من (أ).

ص: 550

بكرٌ عروسٌ زُيِّنَتْ بالدُّرِّ

لعلَّ أن تُجلى لهذا الصِّهْرِ

أرجو قَبُولَها وبَسطَ العُذرِ

إذ ليس يُهدَى جوهرٌ للبَحْرِ

والهيثميْ ناظمها محمَّدُ

ابنُ علي (1) الفقيرِ يشهدُ

بالإذن في العقد وبالتوكيل (2)

والقبضِ والإيجابِ والقبولِ

ونسأل اللَّهَ الكريمَ المانِحَا

يجعلُ هذا العقدَ عقدًا صالحا

مناسبًا مباركًا ميمونا

وبالهناء دائمًا مقرونَا

ثم قال الهيثمي أيضًا، ومِنَ خطِّه نقلت:

الحمد للَّه الذي قد أجرَى

خيرًا لمن أراده وأجْرَا

حمدًا به يُختَتمُ الكتابُ

كما به يُفتتح الكتابُ

ثم صلاة (3) منه تأتي أحمدا

وآلَه وصحبَه طُولَ المدَى

وبعدُ، ذا (4) العقدُ السَّعيدُ حضرهْ

مُرْجِزُ أبياته المسطَّرهْ

وهو بما سطّرَ فيه يشهدُ

مفصلًا كاتبُه محمدُ

ابن علي الذي قد ذُكِرَا

بالهَيْثمِيْ شهرتُه (5) بين الورَى

ونسأل اللَّه الكريمَ المحسِنَا

يجعلُ هذا العقدَ جالِبَ الهَنا

مقترنًا بغايةِ السُّرورِ

وأكملِ الحالات في الأمورِ

وكتب رفيقُه في الشَّهادة، ومن خطه نقلت، والظَّاهر أنَّه مِنْ نظم الهيثمي أيضًا ما نصّه:

(1)"علي" ساقطة من (أ).

(2)

في (ط): "وفي التوكيل".

(3)

في (ط): "الصلاة".

(4)

في (ب): "هذا".

(5)

في (ب، ط): "شهرة".

ص: 551