الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد مضى في هذا الباب (1) قوله فيه:
أستصغِرُ النَّاس عند رؤيته
…
لأنَّه لم يَرَى له مَثَلا
[شمس الدين الهيثمي]
ومنهم: الشمس أْبو عبد الكريم محمد بن علي [بن محمد](2) بن عبد الكريم الهيثمي، كما سيأتي في الألغاز، [بل وفي الباب الرابع ذكرت بيتًا مِنْ مقطوع عمله عقب عودِ صاحب الترجمة لوظيفته بالمؤيَّديَّة](3)، وكذا مدحه بعدة قطع، أظفر ببعضها إن شاء اللَّه تعالى. وعمل صداقًا لإحدى بناته في أرجوزه أحببتُ إيرادها هنا.
أخبرني كريم الدين أبو محمد عبد الكريم بن محمد بن علي بن عبد الكريم الهيثمي قال: ناولني والدي صداقًا منظومًا، عمله لابنة شيخ الإِسلام حين تزوَّجها الشهابُ ابن مكنون (4). سمعته من والدي كله أو معظمه (5).
قلت: وصورته
بسم الله الرحمن الرحيم
{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74].
الحمد للَّه الذي أولى البُشَر
…
مَنْ كان عنه راضيًا مِنَ البَشَرْ
فاتحِ أبواب الرِّضا لأحمدَا
…
مانحِ أسبابِ الهُدى لِمَنْ هدَى
سبحانه مِنْ ملكٍ قد أطلعَا
…
في فَلَكِ السَّعْدِ شهابًا سطَعا
(1) ص 328.
(2)
ما بين حاصرتين ساقط من (أ). وانظر ترجمته في الضوء اللامع 9/ 17.
(3)
ما بين حاصرتين لم يرد في (ب).
(4)
في (أ): "مكتوم"، تحريف.
(5)
في (أ): "بعضه".
أخرجه مِنْ جوهرٍ مكنونِ
…
ذا نسبٍ مرتفعٍ ميمونِ (1)
وزانه بالعلم والإفتاءِ
…
وحفَّه باللُّظف في القضاءِ
وخصَّه في القول بالتَّسديدِ
…
وفي أُمورِ الشرعِ بالتَّشديدِ
فأصبح الثَّغرُ به مبتسمًا
…
ومدحُ شَملِه به قد نُظمَا
وكل ناظرٍ به قد ابتهجْ
…
ويفتدي نَدَى الشُّهودِ بالمُهَجْ
ورأيه السَّعيدُ ساقه إلى
…
بيتٍ أثيلِ المجدِ فخرُه عَلَا
أكرِمْ به بيتًا شديدًا ركنُهُ
…
وقد أقيمَ في النِّظام وزنُهُ
نداهُ كم أحيا لأرضٍ مَيْتِ
…
لمجده يُنظم ألفُ بيْتِ
كم (2) من محبٍّ صادقٍ له انتمَى (3)
…
فصار بين النَّاس في الأرض سمَا
وكيف لا يَعظُمُ قدرُ ذكرِهِ
…
وقد حوى أستاذَ أهلِ عصرِه
فاللَّه يُحيي مجلسَ الشِّهابِ
…
ولم يزل مرتفع الجَنَابِ
أحمدُه ما خُطِبَت عَرُوسُ
…
حمدًا به تمتَلىءُ الطُّروسُ
مصلِّيًا على النبيِّ الهادي
…
إلى الرَّشادِ أشرفِ العبادِ
خيرِ الورى النَّاطق بالصوابِ
…
بقوله "يا معشر الشَّبابِ"
صلى عليه اللَّه كل ساعهْ
…
مِنْ يومنا هذا ليوم الساعهْ
وآله وصحبِه الكرامِ
…
والخلفاء السادةِ الأعلامِ
ما نُظمت قلائدُ الأفراحِ
…
أرجوزة في عُقدة النكاحِ
وما انقضت أنكحةُ الوجودِ
…
بالمهرِ والوَليِّ والشُّهودِ
وبعد، فالنِّكاحُ جاء الأمْرُ به
…
في محكمِ الذكر الحكيم فانْتَبهْ
وفعلُه حثَّ عليه المصطفَى
…
لمستطيعٍ لا يرى تكلُّفا
(1) هذا البيت ساقط من (ب).
(2)
في (ب، ط): وكم.
(3)
في (ط): "انتهى".
قال ومنا قصدُه التَّناسلُ
…
مباهيًا: "تناكَحُوا تناسلُوا"
هذا ولمَّا كان ذو الإنصافِ
…
أقضى القضاةِ السِّيدُ المَنَافِ
العالميُّ الفاضليُّ الأوحدُ
…
الحاكمُ المؤيَّدُ المسدَّدُ
الكاملُ المعظَّمُ الإمامُ
…
ومَن له بالعلما إلمامُ
حاوي صفاتِ الفضلِ والإفضالِ
…
والكوكبِ الدُّريِّ في الجمالِ
مهذبُ القولِ النَّبيهُ المنصفُ
…
وفي المهمات له تصرُّفُ
خلاصةُ الدَّهر البسيط علمُهُ
…
نهايةُ القصد الوجيزُ نظمُهُ
شاملُ أهلِ الفقرِ بالإنعامِ
…
وبحرُ أهلِ الجُودِ في الإكرامِ
أقسمُ باللَّه العظيم البَرِّ
…
بأنه زينُ قضاةِ العصرِ
سيدنا القاضي شهابُ الدين
…
ذو الفضل والتَّحقيق والتَّمكينِ
في الحكم والفتوى أبو العباسِ
…
العالمُ المقصودُ بينَ النَّاسِ
أحمدُ مَنْ يُرجى لنيلِ المطلبِ
…
مَنْ أمَّهُ في مقصِدٍ لم يخِبِ
ابنُ الإمامِ الفاضلِ الفقيهِ
…
البارعِ المحصِّلِ الوجيهِ
العالمِ المرحومِ شمس الدِّينِ
…
محمَّد ابن المرتضى مكنون
الشافعي في الورى مذهبُهُ
…
بلَّغه الرَّحمنُ ما يطلبُهُ
وزاده في أهله والولدِ
…
مَسَرَّةً في يومه وفي غدِ
مِنْ مقتفي آثارِ خيرِ الرُّسُلِ
…
وسالكي طريقةِ المزمّلِ
ورام تزويجًا به يستَتِرُ
…
يظهر منه نسلُه المطهرُ
لعل أن يَشْرُفَ طولَ الأبدِ
…
بقربه مِنَ الجَنابِ الأحمدِ
سَعى إلى كعبة أهلِ الحرمِ
…
وطافَ حولَ بيتِه المحترمِ
ثم أتى رُكْنَ الإمامِ الفَرْدِ
…
ومَنْ مقامُه عظيمٌ المجْدِ
خيرِ الورى حافظِ أهل العصرِ
…
بحرِ النَّدى البَرِّ كثيرِ البِرِّ
شيخِ شيوخ السَّادة الصُّوفيَّة
…
وناظر الخَانِقَةِ الرُّكْنِيَّهْ
عمدة أهل مصرِه (1) والشَّامِ
…
في كلِّ علم رُحْلَةُ الأنامِ
محط رَحْلِ طالبي العُلومِ
…
وجامع المنثورِ والمنظومِ
كم شرحتْ شروحه (2) صدورًا
…
وأظهرت لغيرها مستُورَا
بها انْجَلَي عَنِ البُخاري المبهمُ
…
وفضله ما شَكَّ فيه مسلمُ
في كلِّ علمٍ ماهرٌ مفنَّنُ
…
ولاختلافِ العلماء مُتقِنُ
أقَرَّ أهلُ العلمِ والعرفان
…
بأنَّه أعجوبةُ الزَّمانِ
كم نُسِبَتْ له علومٌ شَتَّى
…
وكم بمصرَ والحجازِ أفتَى
وكم له مِنْ مُلَحٍ مستحسَنهْ
…
ومِنْ تصانيفَ غدت مدوَّنَهْ
ما جاءه مُعارضٌ مِنْ جهلهِ
…
إلا وعاد شاكرًا من فضلِه
يُتْقِنُ ما يلقيه مِنْ دُروسِ
…
برتبةٍ تعظُمُ في النُّفوسِ
إن درَّس التَّفسير فهو آيهْ
…
والفقه منه تسمعُ الكِفَايهْ
وفي حديثِ المصطفى عجيبُ
…
يُسْمَعُ منه الحَسَنُ الغريبُ
وفي الأصول كم له قياسُ
…
حقيقةٌ وما له قياسُ
والنَّحو لو عاصره الخليلُ
…
كان بما يقولُه يقولُ
وفي المعاني والبيان أُمَّهْ
…
كم طالبٍ للأخذٍ عنه (3) أمَّهْ
وفي التَّصادير وفي الخَطَابهْ
…
وفي الفتاوى كم له غَرابهْ
والنَّظمُ والنثرُ لديه فضلَهْ
…
ولم يكن ينكر شخصٌ فضلَهْ
فريدُ عصره شهابُ الدِّينِ
…
أُعيذه بالتِّين والزَّيتونِ
راوي الأحاديثِ أبي العباس
…
أحمد مَنْ يُرجى لكشف البَاسِ
(1) في (أ): "عصر".
(2)
في (ب): "صدوره".
(3)
"عنه" ساقطة من (ب).
ابن الإمامِ العالمِ الحَبْر عَلي
…
لا زال في الجنَّات في قصرٍ علي
الحجةُ المحدِّث الكناني
…
العسقلانيُّ بلا بهتانِ
مقلد المُطَّلِبي الشَّافعي
…
ناقل أقوال الإِمام الرافعِي
فاللَّه يبقيه لنفعِ الطَّلَبَهْ
…
اللَّه يعطيه الذي قد طلبَهْ
معتنيًا وخَطَبَ المصُونهْ
…
ابنتَه الجوهرةَ المكنونهْ
الدُّرَّةَ النَّضيدَةَ الفَرِيدَهْ
…
الغُرَّةَ السَّيِّدَةَ السَّعيدهْ
مَنْ حازتِ الفَخَارَ مِنْ أُمٍّ وأبْ
…
ومَنْ لهادي المجدِ أصلٌ ونسبْ
ومَنْ غدت لكلٍّ حُسْنٍ جامعهْ
…
زيَّنها اللَّه بتقوى "رابعهْ"
لعلمِه بأنَّها منتخبَهْ
…
قد ظهرت مِنْ عنصر ما أطيبَهْ
وكيف لا وهي بلا امتناعِ
…
كريمةِ الجدَّين بالإجماعِ
اللَّه يُحييها ويصطفيها
…
وللذي يُرضيه يرتضيها
اللَّه يُعطيها سعادة الأبَدْ
…
بالعزِّ والتَّوفيق والعيش الرَّغدْ
فخُوطِبَ الخاطبُ بالقَبُولِ
…
في قصده وشرطِه المقبُولِ
ونالَ بالقبول فيما قصدا
…
جلالةً ورِقعَةً وسؤدُدَا
وكيف لا يسودُ طولَ الدَّهرِ
…
بوصلة يسمو بها وصِهْرِ
وصار منشدًا لسانُ الحال:
…
هُنِّيتُمُو بالسَّعدِ والإقبالِ
مِنْ حُسْنِ هذا النَّظمِ والقرينهْ
…
جاء ابنُ مكنونٍ إلى مكنونهْ
ثم رقى لمنبرِ الطِّرس القلَمْ
…
وقال باسم اللَّه بارىء النَّسَمْ
القادرِ المقتدرِ الرَّحمنِ
…
الغافرِ الرَّحيم بالإنسانِ
هذا كتابٌ نظمُه ما أحسَنَهْ
…
مضمونُه أرجوزةٌ مستحسَنَهْ
وجُلُّ ما تضمنت أن أصدقا
…
مَنْ لسماء العزِّ والمجد ارتقى
سيدُنا القاضي شهاب الدِّينِ
…
ومَنْ حوى الفَخَارَ عَنْ يقينِ
وهو أبو العباس حقًا أحمدُ
…
وابنُ الذي سَمِيُّه محمَّدُ
لقَبُه المعهودُ شمسُ الدِّينِ
…
ابن أبي اليُسْرِ الرَّضي مكنونِ
السابق الذكر الذي تقدَّمت
…
أوصافُه الحسنى التي قد نُظِّمتْ
لا زال ما أراده ميسَّرَا
…
وبالذي يسُرُّه مبشَّرا
سيدة الأبكار مخطوبتُهُ
…
"رابعةُ" التي غدت مُنْيَتُهُ
البكرُ بنتُ حافظِ الآفاق
…
بقولِ أهلِ مصرَ والعراقِ
مفتي الفريقين شهابِ الدِّينِ
…
ذُخْرِ الفقيرِ ملجأ المسكينِ
علامةِ الدهر أبي (1) العباس
…
أحمدَ راوي قولِ خيرِ النَّاس
ابن الإِمام العالمي النُّوري
…
أبي الحسين (2) السابق المذكورِ
عليّ المفَنَّن الكِنَاني
…
الطَّيِّب الذِّكرِ العظيمِ الشَّان
العسقلانيِّ الذي قد اشتهرْ
…
وسيِّدُنا والدُه بابنِ حجرْ
كفاه ربُّه حوادِثَ الزَّمنْ
…
وسرَّه في كلِّ سرٍّ وعلَنْ
مِنْ ماله مهرًا لها صَداقَا
…
بقدرها العَالي الرَّفيع لاقَا
جملتُه التي بها يبينُ
…
مقدارُه المحرَّرُ الموزونُ
خمس مِئِين مِنْ مثاقيل الذَّهبْ
…
الطَّيبِ العينِ العزيزِ المنتَخَبْ
خالصةً مِنَ النقود الهَرْجَهْ
…
ونِحلة لهذه المزوَّجهْ
مختومة تفتخر الأكياسُ
…
بها (3) وباكتسابها يسودُ (4) الناسُ
بها معاملاتُ مصرَ يومئذْ
…
وهي بها أعزُّ نقدٍ حينَئذْ
منها ثلثمانة تُعَجَّلُ
…
وما سواها حكمُه مُؤجَّلُ
(1) في (أ): "أبو"، وفي (ط)"أبا"، والمثبت من (ب، ح)، وهو الصواب؛ لأنه معطوف على "حافظ" المتقدم قبل بيتين.
(2)
في (ب): "الحسن".
(3)
"بها" ساقطة من (أ).
(4)
في (ط): "سيد"، خطأ.
وأخبر الوالد أنَّه وصَلْ
…
له مِنَ المُصدِقِ لما أنْ وصَلْ
مِنْ المعجَّلِ الذي قدِ اشترطْ
…
تعجيلَه وفي الكتاب قد ضُبِطْ
مهرًا مسمَّى مائتا مثقالِ
…
كاملةَ الوزنِ بلا اختلالِ
وبعد ذا المقبوض صار الباقي
…
مِنْ بعدِ باقي عاجلِ الصَّداقِ
منقسطا في سَلْخ كلِّ عامِ
…
عِشْرونَ مثقالًا على التَّمامِ
تُؤخَذُ مِنْ تاريخيه المكتتَبِ
…
بالصفةِ التي مضت في الذَّهبِ
زوجَها منه بهذا المهرِ
…
بإذن مولانا أبيها الحَبْرِ
سيِّدنا ولم يَزَلْ مولانا
…
ومَنْ بفَضْلٍ منه قد أولانا
قاضي القضاة العدل في الأحكامِ
…
طرازُ أهل العلم والحكامِ
مؤيد الشَّرعِ وليُّ الدِّين
…
كاشف كُرَبِ الخائف الحزينِ
خالصة الدهر فكم قد (1) أجْرى
…
إلى أمير المؤمنين أجرا
قطبُ البرايا وخطيبُ الخطبا
…
منعشنا حين يُؤدي الخُطَبا
بقية المجتهدين العلَما
…
ومَنْ له حلمٌ وعلمٌ علِمَا
بحرُ العلوم شارحُ المهذَّبِ
…
أستاذُ حفَّاظِ أحاديث النبي
وناصرُ السُّنَّة والشريعهْ
…
ومَنْ له أوامر مسموعَهْ
وهو أبو زرعةٍ إذ يُكْنَى
…
كم قد حوى مِنْ حَسَنٍ وحُسْنَى
مُوضِحُ إشكال الغريب أحمدُ
…
وشيخ الإِسلام الإمامُ المسندُ
ابن العراقي إذا ما نُسِبَا
…
الشافعي في القضاة مذهبَا
ناظرُ أحكام الورى الشَّرعيَّهْ
…
بسائر البقاعِ الإِسلاميهْ
أيَّده الرَّحمن بالملائكَهْ
…
فكم له مِنْ خَصْلَة مبارَكَهْ
بعد ثبوت أمرها عليهِ
…
بسادةٍ قد شَهِدُوا لديهِ
(1)"قد" ساقطة من (ب).
والعقد للزوج الكريم قبلَهْ
…
له وكيلُه الذي قد وكَّلهْ
سيدنا الحاكمُ بدرُ الدِّينِ
…
أقضى القضاة الحسنُ البرديني
مِنْ بعدِ ما قد ثبتت وكالتُهْ
…
يقول مَنْ قد قُبِلَتْ شهادتُهْ
ثبوتًا اقتضى قَبُولَ العقدِ
…
عَنِ الموكلِ الكريمِ الجَدِّ
أبدى قبولًا سائغًا شرعيا
…
مِنْ موجب كان به وليّا
وتم هذا العقدُ يومَ الجُمُعَهْ
…
بخيرِ جمعٍ جَلَّ مَنْ قَدْ جمعَهْ
وكان بالتَّاريخ في عشري صفرْ
…
مِنْ عام (1) خمسه وعشرين ظهرْ
وذاك مِنْ بعدِ ثمانمائةِ
…
قد سلفت مِنَ ابتداء الهجرةِ
فأحسن اللَّه لنا ختامَهْ
…
بالخيرِ والنِّعمةِ والسَّلامهْ
وحسبُنا اللَّه هو الجليلُ
…
ونعم مَنْ لنا هو الوكيلُ
والحمدُ للَّه الذي بنعمتهْ
…
يتمُّ صالح الذي في قدرتِهْ
حمدًا كثيرًا ما له نهايهْ
…
ولا له في منتهاه غايهْ
ثمَّ صلاةٌ منه ملءُ الأرضِ
…
يدومُ طولها ليوم (2) العَرْضِ
واصلةً باللَّيلِ والصَّباحِ
…
لأحمدَ الآمرِ بالنِّكاحِ
وآلِهِ ومُوضِحي شِرْعتهِ
…
وصحبِه وسالكي سُنَّتهِ
ما كُتِبَتْ أصْدِقَةُ العرائسْ
…
منظومة بالدُّوَرِ النَّفائِسْ
وقد خَتمتُ هذه الأرجوزهْ
…
بهذه القرينة العزيزهْ
سميتُها "قلائد الأفراحِ"
…
مقرونة بالسَّعد والفلاحِ
وهذه جواهرُ الألفاظ
…
مِنْ بعض علم (3) سيِّد الحُفَّاظِ
(1)"عام" ساقطة من (أ).
(2)
في (ب، ط): "يوم".
(3)
"علم" ساقطة من (أ).
بكرٌ عروسٌ زُيِّنَتْ بالدُّرِّ
…
لعلَّ أن تُجلى لهذا الصِّهْرِ
أرجو قَبُولَها وبَسطَ العُذرِ
…
إذ ليس يُهدَى جوهرٌ للبَحْرِ
والهيثميْ ناظمها محمَّدُ
…
ابنُ علي (1) الفقيرِ يشهدُ
بالإذن في العقد وبالتوكيل (2)
…
والقبضِ والإيجابِ والقبولِ
ونسأل اللَّهَ الكريمَ المانِحَا
…
يجعلُ هذا العقدَ عقدًا صالحا
مناسبًا مباركًا ميمونا
…
وبالهناء دائمًا مقرونَا
ثم قال الهيثمي أيضًا، ومِنَ خطِّه نقلت:
الحمد للَّه الذي قد أجرَى
…
خيرًا لمن أراده وأجْرَا
حمدًا به يُختَتمُ الكتابُ
…
كما به يُفتتح الكتابُ
ثم صلاة (3) منه تأتي أحمدا
…
وآلَه وصحبَه طُولَ المدَى
وبعدُ، ذا (4) العقدُ السَّعيدُ حضرهْ
…
مُرْجِزُ أبياته المسطَّرهْ
وهو بما سطّرَ فيه يشهدُ
…
مفصلًا كاتبُه محمدُ
ابن علي الذي قد ذُكِرَا
…
بالهَيْثمِيْ شهرتُه (5) بين الورَى
ونسأل اللَّه الكريمَ المحسِنَا
…
يجعلُ هذا العقدَ جالِبَ الهَنا
مقترنًا بغايةِ السُّرورِ
…
وأكملِ الحالات في الأمورِ
وكتب رفيقُه في الشَّهادة، ومن خطه نقلت، والظَّاهر أنَّه مِنْ نظم الهيثمي أيضًا ما نصّه:
(1)"علي" ساقطة من (أ).
(2)
في (ط): "وفي التوكيل".
(3)
في (ط): "الصلاة".
(4)
في (ب): "هذا".
(5)
في (ب، ط): "شهرة".