المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[ابن أبي السعود] - الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر - جـ ١

[السخاوي]

فهرس الكتاب

- ‌[حديث: أمرنا أن ننزل الناس منازلهم]

- ‌[القول في رواية ميمون بن أبي شبيب عن عائشة]

- ‌[أقسام الكتاب]

- ‌المقدمة في التعريف بشيخ الإسلام والمحدث والحافظ

- ‌[شيخ الإسلام]

- ‌[من اشتهر بلقب شيخ الإسلام]

- ‌[تعريف المحدِّث]

- ‌[آداب المحدث]

- ‌[وصية الذهبي للمحدثين]

- ‌[أقسام علوم الحديث]

- ‌[مَنْ يُطلق عليه لقب المحدث]

- ‌[الحافظ]

- ‌[اختصاص العرب بسرعة الحفظ]

- ‌[سلسلة الحفاظ]

- ‌الباب الأولفي ذكر نسبه ومولده وبلدته، وبشارة أبيه به وشهرته ونبذة من تراجم من علمته مِنْ سلفه وإخوته الكرام، أسكنه اللَّه وإياهم دار السلام

- ‌[نسبه]

- ‌[كنيته ولقبه]

- ‌[التلقيب بالإضافة إلى الدين]

- ‌[نسبته]

- ‌[مولده]

- ‌[بشارة والده به]

- ‌[شهرته]

- ‌[أسلافه]

- ‌[والده]

- ‌[إخوته وأخواته]

- ‌الباب الثانيفي صفة مبدأ أمره، ونشأته، وذكر طلبه للعلم ورحلته، وتعيين من أخذ عنه دراية

- ‌[نشأته:]

- ‌[سماعه بمكة:]

- ‌[سرعة حفظه:]

- ‌[طلبه العلم:]

- ‌[دراسته الفقه:]

- ‌[سلسلة الفقه:]

- ‌[سلسلة أصول الفقة]

- ‌[دراسة النحو:]

- ‌[رحلاته]

- ‌رحلته إلى قوص:

- ‌[رحلته إلى الإسكندرية:]

- ‌[رحلته إلى الحجاز:]

- ‌[رحلته إلى اليمن:]

- ‌[اجتماعه بالفيروزآبادي:]

- ‌[رحلته الثانية إلى اليمن:]

- ‌[من لقيهم من العلماء بمكة والمدينة:]

- ‌[رحلته إلى الشام]

- ‌[الأمور المساعدة على طلب العلم]

- ‌[شرب ماء زمزم لقضاء الحوائج]

- ‌[سرعة الكتابة الحسنة:]

- ‌[الصحبة الطيبة من طلبة العلم:]

- ‌[عدم التردُّد إلى الكبراء:]

- ‌[استثمار الوقت]

- ‌[بركة ابن حجر]

- ‌[السفر إلى حلب وسماعه:]

- ‌[التواضع في طلب العلم:]

- ‌[ذكر الأماكن التي زارها الحافظ ابن حجر]

- ‌ذكر القائمة المشار إليها ونصها: "البلدانيات" لكاتبه

- ‌[الاعتناء بالبلدانيات]

- ‌شيوخه

- ‌القسم الأول

- ‌القسم الثاني

- ‌القسم الثالث

- ‌مروياته

- ‌صحيح البخاري

- ‌صحيح مسلم

- ‌السنن لأبي داود

- ‌الجامع للترمذي

- ‌السنن للنسائي

- ‌[السنن الكبرى للنسائي]

- ‌السنن لابن ماجه

- ‌الموطأ رواية يحيى بن يحيى عن مالك

- ‌الموطأ رواية أبي مصعب

- ‌مسند الشافعي

- ‌السُّنن له رواية المزني

- ‌[السنن للشافعي رواية ابن عبد الحكم]

- ‌واختلاف الحديث له

- ‌مسند الدارمي وهو على الأبواب

- ‌مسند عبد

- ‌مسند أحمد

- ‌مسند مسدد

- ‌مسند الطيالسي

- ‌مسند الشهاب للقضاعي

- ‌صحيح ابن خزيمة

- ‌صحيح ابن حبان

- ‌المستخرج على صحيح مسلم لأبي نعيم

- ‌السنن للدارقطني

- ‌السنن للبيهقي

- ‌الأدب المفرد للبخاري

- ‌بر الوالدين له

- ‌الأدب للبيهقي

- ‌السِّيرة تهذيب ابن هشام

- ‌عيون الأثر في فنون المغازي والسِّيَر لابن سيد الناس

- ‌بشرى اللَّبيب بذكرى الحبيب له

- ‌دلائل النبوة للبيهقي

- ‌الشمائل النبوية للترمذي

- ‌الشفاء للقاضي عياض

- ‌مكارم الأخلاق للخرائطي

- ‌مساوىء الأخلاق له

- ‌الزهد لابن المبارك

- ‌الحلية لأبي نعيم

- ‌الدُّعاء للطبراني

- ‌الترغيب للتَّيْمي

- ‌فضائل القرآن لأبي عبيد

- ‌المجالسة للدِّينوري

- ‌المعجم الأوسط للطبراني

- ‌المعجم الصغير له

- ‌البعث لابن أبي داود

- ‌الثاني من حديث ابن مسعود لابن صاعد

- ‌مشيخة الرازي

- ‌سداسياته

- ‌جزء أبي الجهم

- ‌جزء سفيان بن عيينة

- ‌جزء مأمون

- ‌جزء ابن مخلد

- ‌الأول الكبير والثاني، كلاهما من حديث المخلِّص

- ‌المسلسل بالأولية

- ‌الباب الثالثفي ثناء الأئمة عليه

- ‌ ثناء الأئمة عليه

- ‌[المحب ابن الهائم]

- ‌برهان الدين الأبناسي

- ‌[عبد الرحمن بن محمد العلوي]

- ‌سراج الدين ابن الملقِّن

- ‌[سراج الدين البُلقيني]

- ‌[الحافظ العراقي]

- ‌[تقي الدين الدِّجْوي]

- ‌[الحافظ الهيثمي]

- ‌[ابن خلدون]

- ‌[الشهاب الحُسباني]

- ‌[ابن حجي الحسباني]

- ‌[ابن درباس]

- ‌[ابن ظهيرة المكي]

- ‌[الفيروزآبادي]

- ‌[حميد الدين التركماني]

- ‌[عز الدين ابن جماعة]

- ‌[كمال الدين الشُّمُنِّي]

- ‌[جمال الدين الأقفهسي]

- ‌[جلال الدين البلقيني]

- ‌[نفيس الدين العلوي]

- ‌[أبو زرعة العراقي]

- ‌[شمس الدين ابن الديري]

- ‌[شرف الدين التَّبَّاني]

- ‌[ابن مغلي]

- ‌[البدر البشتكي]

- ‌[الشمس البرماوي]

- ‌[التَّقيُّ الفاسي]

- ‌[تقي الدين الكرماني]

- ‌[المجد البرماوي]

- ‌[ابن الجزري]

- ‌[الشهاب الكلوتاتي]

- ‌[ابن الغرابيلي]

- ‌[ابن حجة الحموي]

- ‌[زين الدين الخوافي]

- ‌[ابن الخياط]

- ‌[علاء الدين البخاري]

- ‌[سبط بن العجمي]

- ‌[ناصر الدين الفاقوسي]

- ‌[ابن ناصر الدين الدمشقي]

- ‌[أبو شعرة الحنبلي]

- ‌[شمس الدين البساطي]

- ‌[ابن خطيب الناصرية]

- ‌[المقريزي]

- ‌[ابن نصر اللَّه البغدادي]

- ‌[شمس الدين ابن عمار]

- ‌[شمس الدين الونائي]

- ‌[عثمان بن عمر الزَّبيدي]

- ‌[شمس الدين القاياتي]

- ‌[عز الدين عبد السلام]

- ‌[الشهاب ابن المجدي]

- ‌[ابن قاضي شهبة]

- ‌[برهان الدين بن خضر]

- ‌[رضوان العقبي]

- ‌[ابن أبي الوفاء]

- ‌[تغري برمش]

- ‌[ابن التنسي]

- ‌[ابن العليف]

- ‌[ابن حسان]

- ‌[أبو الفتح المراغي]

- ‌[موفق الدِّين الإبِّي]

- ‌[ابن الضياء]

- ‌[ابن الهُمام]

- ‌[زين الدين القلقشندي]

- ‌[أبو البركات الغزِّي]

- ‌[ابن كُحيل]

- ‌[علم الدين البلقيني]

- ‌[تقي الدين ابن فهد]

- ‌[تقي الدين القلقشندي]

- ‌[الشهاب الحجازي]

- ‌[قاسم بن قطلوبغا]

- ‌[أبو ذر الحلبي]

- ‌[برهان الدين البقاعي]

- ‌[نجم الدين بن فهد]

- ‌[ابن الشِّحنة]

- ‌[شهاب الدين بن الأخصاصي]

- ‌[قطب الدين الخيضري]

- ‌فصل

- ‌[الناقلين عن ابن حجر في تصانيفهم]

- ‌[مراسلة الحافظ العراقي لابن حجر]

- ‌[مراسلة الجلال البلقيني لابن حجر]

- ‌[القول في رواية رافع بواب مروان عن ابن عباس]

- ‌[القول في حديث "لا تسبُّوا أصحابي

- ‌[جواب ابن حجر عن الحديث]

- ‌فصل

- ‌[حديث رأيت عيسى وموسى وابراهيم]

- ‌[القول في التفريق بين جنادة بن أبي خالد وجنادة بن أبي أميَّة]

- ‌[عنايته بالكتب]

- ‌[تعقُّباته على الكتب]

- ‌[الأربعون التساعيات لأبي علي الصيرفي]

- ‌[الأربعون العشاريات لابن الجزري]

- ‌[الكامل لابن عدي]

- ‌[الأنساب لابن السمعاني]

- ‌[تعقُّبه أبا عليٍّ الصدفي]

- ‌[شرح البخاري لمُغلطاي]

- ‌[تعقُّبه أبا زرعه العراقي]

- ‌[تعقُّبه الحافظ ابن رجب الحنبلي]

- ‌[الحكاية الرباعية المنسوبة للبخاري]

- ‌[تعقُّبه ابن جماعة في العَروض]

- ‌[التعقب على حلّ لغز]

- ‌[تعقبه على ابن جماعة]

- ‌[كمال الظَّرف]

- ‌[عدم جواز تصرُّف الناسخ فيما ينسخ]

- ‌[تعقُّبه على ابن الملقِّن]

- ‌[المفاضلة بين صحيحي البخاري ومسلم]

- ‌[سماع رقية بنت الشرف محمد من ابن المصري]

- ‌[إجازة ابن قريش للسويداوي]

- ‌[قياس ارتفاع النيل]

- ‌فصل

- ‌[طبقات الشافعية لابن الملقِّن]

- ‌[الإجابة للزركشي]

- ‌[شرح العمدة للبرماوي]

- ‌[شرح البخاري للعيني]

- ‌[مصنفات المقريزي]

- ‌[قوة الاستحضار حال القراءة والدَّرس]

- ‌الأشعار المنظومة في مدح الحافظ ابن حجر

- ‌[برهان الدين المليجي]

- ‌[الجُحافي]

- ‌[ابن قوقب]

- ‌[برهان الدِّين البقاعي]

- ‌[ابن نصر اللَّه العسقلاني]

- ‌[ابن أبي السعود]

- ‌[الشِّهاب التَّروجي]

- ‌[ابن العماد الأقفهسي]

- ‌[ابن مبارك شاه]

- ‌[الشهاب ابن صالح]

- ‌[ابن عربشاه]

- ‌[ابن كُحيل]

- ‌[ابن القُرْدَاح]

- ‌[الشِّهاب الحجازي]

- ‌[الشهاب المنصوري]

- ‌[الشهاب ابن والي]

- ‌[الشهاب السَّيرجي]

- ‌[الزُّعيفريني]

- ‌[المجد الزَّمزمي]

- ‌[ابن حجَّة الحموي]

- ‌[أبو بكر الزبيدي]

- ‌[ابن صدقة]

- ‌[حسن الصَّفدي]

- ‌[ابن العُليف]

- ‌[خطَّاب بن عمر الدمشقي]

- ‌[ولغيره [في العكس]

- ‌[الأقفهسي]

- ‌[غرس الدين خليل]

- ‌[رضوان العقبي]

- ‌[شعبان الآثاري]

- ‌[المرشدي]

- ‌[تاج الدين الأذرعي]

- ‌[زين الدين البكري]

- ‌[عبد الرحمن الشاذلي]

- ‌[عُبيد الرِّيمي]

- ‌[جلال الدين البلقيني]

- ‌[ابن الخراط]

- ‌[ابن الديري]

- ‌[عبد الرحمن الصوفي]

- ‌[عبد السلام البغدادي]

- ‌[عبد الغني الشرجي]

- ‌[الإشليمي]

- ‌[عبد القادر النحريري]

- ‌[الطَّويلي]

- ‌[الجوجري]

- ‌[ابن العديم]

- ‌[التاج عبد الوهاب]

- ‌[الدواليبي]

- ‌[أبو الحسن العراقي]

- ‌[وما وجدت عندي باقيها]

- ‌[ابن المغلي]

- ‌[الأسواني]

- ‌[الجعبري]

- ‌[عمر الطرابلسي]

- ‌[الطنوبي]

- ‌[مجد الدين ابن مكانس]

- ‌[قاسم بن قطلوبغا]

- ‌[البدر البشتكي]

- ‌[القباقبي]

- ‌[ابن خطيب داريّا]

- ‌[شمس الدين البساطي]

- ‌[شمس الدين الأسيوطي]

- ‌[شمس الدين الدجوي]

- ‌[المراغي]

- ‌[البدر المارديني]

- ‌[بدر الدين الدماميني]

- ‌[الشريف الأسيوطي]

- ‌[شمس الدين القادري]

- ‌[ابن ناصر الدين الدمشقي]

- ‌[شمس الدين النَّواجي]

- ‌[ابن المصري]

- ‌[شمس الدين الطنتدائي]

- ‌[قطب الدين المكي]

- ‌[شمس الدين الهيثمي]

- ‌[ابن الفالاتي]

- ‌[محمد بن عمر الحنفي]

- ‌[ابن قرقماس]

- ‌[الرّاعي]

- ‌[البدر سبط الحسني]

- ‌[شمس الدين الزركشي]

- ‌[زين الدين الخوافي]

- ‌[البكري]

- ‌[ابن ناهض]

- ‌[مسافر بن عبد اللَّه]

- ‌[نعمة اللَّه الجرهي]

- ‌[الفرَّاء]

- ‌[الشريف]

- ‌[شخص من المنزلة]

الفصل: ‌[ابن أبي السعود]

دانيال في القُضاة" قوله الذي حذفه صاحبُ الترجمة مِنْ "قضاة مصر" -كما أسلفناه- عمدًا:

عينُ الوجود ثُمَّ رأسُ الحُنَفا

ومَن به منصبه تشرَّفَا

كم قلَّد الأعناقَ مِمَّا مِنَّه

واكتسب القلب الضعيف مُنَّه

وواصل الإجداء في الإجدابِ

واستعمل الإغضاء في الإغضابِ

دام عُلاه في سما السُّعود

ما أمطرت بوارِقُ الرُّعودِ

[ابن أبي السعود]

ومنهم: الإمام شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أبي السُّعود المنوفي. وله فيه عدة مدائح، منها ما قرأته بخطه يذكره بقصيد سبق امتداحه به، فقال:

أحَبْرُ علمُه بَحْرٌ خِضمٌّ

يفوهُ بأنفس الدُّرِّ المصُونِ

ومن هو (1) بالثَّنا روضٌ أريجٌ

زها مِنْ غيث كَفَّيه الهَتُونِ

ومَنْ أضحى حديثُ عطاه يُروى

بعينٍ مِنْ محابره ونُونِ

وإنّ هزَّ اليراعَ حَسِبْتَ سُمرًا

ولم أر في الحواسد (2) مِنْ طعينِ

شمائلك اللَّطيفة علَّمتني

فمهما رُمتُ مدحك فهي عونِي

تعرَّف بالثناء غريب مدحي

فسار مع النسيم لكل كونِ

أيا ملكًا لدى الطلاب تُجنَى

له الثمراتُ مِنْ علم ودينِ

قَصيدتي التي خدمت وجاءت

وحاشا أن تقابلَها بهونِ

توارتْ منكمُ خَجلًا فأضحت

مِنَ الإعراض تُرْمَى بالظُّنونِ

أذاعوا أنها تُرِكت فضاعت

فقلت: الزَّهرُ في وَرَقِ الغصونِ

(1) في (أ): "به".

(2)

في (أ): "الخوامس".

ص: 408

وكيف تَراكَ يا طَلْقَ المحيَّا

وترجِعُ وهي هامية الجُفونِ

وقد حاكت بأسطرها طُروزًا

على حُلَل الفضائل والفنونِ

عجبتُ لها وقد وافت كريمًا

فلم تُقْرَ وباتت في عُيونِ

عساك تُرَدِّدُ الألحاظَ فيها

فإنّ الروض يزهى بالعيونِ

فعش أبدًا هنيَّ الوِرد حتى

ترى الأعداء في حوض المَنُونِ

ومنها: ما أنشده الواعظ عبد القادر مِنْ نظم الشيخ المذكور بحضوره يوم ختم "شرح البخاري" بالتاج، فقال:

تمتَّعَتْ بدموع الصبِّ في حُجبِ

فانظر لشمس الضُّحى في حلَّة السُّحب

حلَّت بقلبي المعنَّى وهي (1) جنته

يا مَنْ يرى جنَّةَ الرِّضوان في لَهبِ

أشكو سُهادي ودمعي وهي لاهيةٌ

فالثَّغرُ يضحك والأصداغ في لعبِ

يا مَنْ رَنَتْ وانثنت طوعَ الصِّبا هيَفًا

تفديك رُوحُ قتيلِ القَضْب والقُضُبِ

اللَّه في مهجةٍ لولاك ما رَهِبَت

سُودَ الجفون وحدَّ السَّيف لم تَهَبِ

فيا رعىَ اللَّه أعطافًا بنا فتكت

وهُنَّ مِنْ نسمات الرَّوض في رهبِ

واللَّه يعفو عَنِ الألحاظ كم قتلت

بسحرها مِنْ كليمِ القلب مكتئبِ

فمَنْ يبلِّغ ذَاتَ الحُسن أن دَمِي

حِلٌّ لها ولقتلي فيه واطَرَبِي

يا ربِّ لا تَجْزِ عينيها بما فعلت

في مُهجتي مِنْ فظيعِ الفتك والعَطَبِ

واحفظ على حُسنها خدًّا أضاع دمي

وراح يُومي بكفٍّ منه مختضبِ

واجعل سُويداء قلبي في صحيفته

يا ربِّ من حسنات القُرْب والقُرَبِ

وحالِلِ الجفنَ مِنْ روحٍ به قتلت

فليس عند الهوى قتلي بمحتَسَبِ

وفي سبيل البُكَا ليلٌ أكابِدُه

يا فَجرَ قلبي وفجْري غيرُ مُقْتربِ

لم أدْرِ أنَّ كؤوس الدمع تُسهرني

حتى رأيت مُحيَّا النَّجمِ كالحَبَبِ

(1) في (أ، ح): "وهو".

ص: 409

يا من أطالت على يوم اللِّقا أسفِي

هلَّا جعلتِ لهذا الهجر مِنْ سببِ

لا تسألي عن دموعٍ فيكِ سائلةٍ

وقلبِ صبٍ لصبرٍ غير منقلبِ

في ذمة البين ليلٌ بات يجمعُنا

والنجمُ يلحظنا شَزْرًا كمرتَقِبِ

والثغرُ يرفع أذيالَ الدُّجى عبثًا

والشَّعر يخفي مُحيَّا الصُّبْحِ في نَقبِ

وبعد رشْفِ الثَّنايا رحتُ ملتثمًا

خالًا وكانَ ختامُ المسك مُطَّلَبِي

فجاء حسنُ ختامٍ منه يُسْنِدُ عن

قاضي القضاة ختامِ العلمِ والأدبِ

حَبْرِ الهدى حافظ الإسلام أحمد مَنْ

له من "الفتح" ذكرى فتحِ خيرِ نبِي

يا عالمًا شرَحَ اللَّهُ الصدورَ به

وباسطُ العلم والآمال للطَّلبِ

شرحت صدر البخاري مِثلَ "جامعه"

فراح ينشدُ: هَذا مُنتهَى الطَّلبِ

هذا المنارُ الذي للعلمِ مرتفعٌ

اللَّه أكبر كلُّ الفضل في العَربِ

فحبَّذا جامعٌ بالشَّرحِ صار له

وقفًا كبحرٍ جرى باقٍ مدى الحِقَبِ

أضاء فيه مصابيحٌ مسلسلة

مِنَ الأحاديث أو مِنْ لفظِك الضَّربِ

شرحٌ حكى الشَّمسَ فالدُّنيا به امتلأت

تَغِيب زَهرُ الدَّراري وهو لم يَغبِ

فلا تحرِّك لسانًا يا سراجُ، فقد

لاح النّهارُ وهَذِي الشَّمسُ فاحتجِبِ

نسيج وحدٍ يقول ابن المنيِّر: ما

حاكت يدايَ له مثلًا فيا بأبي

والزركشيُّ البدرُ لما أن تكلَّف لم

يَصِلْ إلى ذلك المنوالِ بالذهبِ

وقد غدا لابن بطَّالٍ به شغلٌ

لمَّا رأى منه ما أربى على الأرَبِ

وباتَ في روضةِ ابن التِّين مرتشفًا

كأسًا مِنَ الذوق تُزْري بابنةِ العنبِ

فلم يَحُزْ مسلم ما حُزْتَ مِنْ شرفٍ

يا أحمدَ النَّاس في علمٍ وفي نسبِ

هذا -وحقِّكَ- عامُ الفتحِ حجَّ به

لِبَيْتِ فضلك وفدُ العلم عَنْ رَغَبِ

فيه بدا الظَّاهِرُ السُّلطانُ واستترت

أعداؤه بذيول الأرضِ في حُجبِ

تبًّا لهم والقَنَا يهتزُّ في يدهم

رُعبًا وإن نسلت رُدَّتْ على العَقِبِ

فجاءهُ الفتح نصرًا بالسُّيوف وقد

تبَّت يدا خصمِه حمالةَ الحطبِ

ص: 410

فالدُّهر في دعة، والزهر مبتسمٌ

والوُرق تَشْدُو على أعواها القُضُبِ

وجدولُ الروض أضحى دائرًا طَرِبًا

والقُضب ترقُصُ بالأكمام والعُذّبِ

والجوُّ قهقه والأعداء تحسبُه

رعَدًا لما نابها مِنْ قبضةِ النُّوبِ

أفديه عامًا كأن الدَّهر أسنده

عَنْ حافظ العصر عَنْ آبائه النُّجبِ

للَّه حبرٌ أبِيٌّ ماجدُ شَهمٌ

علىُّ أصيلٌ على الحالين خيرُ أبِ

يُغنيك عَنْ طلب الأسفار مِقْوَلُه

و"السيف أصدق أنباءً مِنَ الكتبِ"

وإن رَقَى شرفَ الإملاء تحسبُه

مع التواضع بحرًا سحَّ مِنْ صَبَبِ

وكم له مِنْ تصانيف حَلَت وعَلَت

كالنَّجم تكثُر عَنْ قطرِ الحيا السَّربِ

يا مَنْ يقولُ: لقيتُ النَّاسَ في رجلٍ

دع مَنْ أردت ويمِّمْ نَعتَه تُصبِ

ذو همةٍ في النَّدى والعلمِ إن رَفَلت

في بُردةٍ سَحَبَت ذيلًا على السُّحبِ

وسيفُ حكم بأيدي الصَّفح تجذِبُه

دَقَّت لديه رقابُ الحِقد والغَضبِ

ترنَّحت قُضبُ الأقلامِ في يده

فأثمرت زهرات العلمِ والنَّشَبِ

تُنْشِي فَتُنْسِي شفاه الكأس باسمة

يا حُسنَ جمع حَلالِ الرَّاحِ والقُضبِ

مِنْ كلِّ أسمرَ خَمْرِيِّ الرُّضَاب فما

يفوته حيثُ يحكي الكاسَ مِنْ شَنَبِ

واعْجَبْ لِمخْبَرَةٍ كم شَيِّبتْ غسقًا

سُهدًا ومَفرِقُها المُسْوَدُّ لم يَشِبِ

نعم، وأعجبُ مِنْ ذا دمع مِرْمَلَةٍ

لجَنَّةِ الطِّرْسِ ألقَتْ حُسنَ منقَلبِ

وأوقدتْ رملها في نهره وشَدتْ

جَلَّ المؤلف بين الماء واللَّهبِ

وانظر إلى طَوْدِ علمٍ شامخٍ نَشِىءٍ

يهتزُّ جودًا وبالآمال منجذِبِ

طلق المحيَّا إلى الدينار مُبْتَذلٌ

مجعَّدُ الوجه يُبدي رنَّة الصَّخبِ

فيبذل التِّبْرَ مِنْ مالٍ ومِنْ كَلِمٍ

ما بين منسَبِكٍ منه ومِنسَكِبِ

عمَّ البرية بالجدوى فما لِخِبا (1)

أمواله غير أيدي الناس مِنْ طُنُبِ

(1) في (ب): "لجنى".

ص: 411

فلو أُريحت -معاذ اللَّه- راحتُه

شَكَتْ لداعي النَّدى مِنْ وحشةِ التَّعبِ

فيها الدَّنانيرُ عُشّاق العُفاةِ فإن

تَفقَّدتهُمْ تَراآهُمُ على حَدبِ

فضائل علَّمت شعري مدائحه

وأنجمُ الليل تهدي كلَّ مرتقبِ

يا مهجة الفضل يا عين العُيون (1) ويا

روح العُلا وحياة المجد والحسبِ

عُذرًا فإنسانُ شعري جاء ذا عجلٍ

وَوُسْعُ قولي وضيق الوقت في حرَبِ

وهذه بنتُ فكرٍ حثَّها شَغَفٌ

تجرجِرُ الذَّيلَ مِنْ صُحف على كُتُبِ

ويا وليَّ اليتامى قد خطبت لها

بِكْرًا إن افتخرت للعرب تَنْتَسِبِ

نسيبُها جاء في أبياته نَسَبًا

يا عزَّ ذاك اليتيم الشامخ النسبِ (2)

تزفُّها الشهبُ في الأفلاك مُبْشرةً

يا أُختَ خير أخٍ، يا بنتَ خيرِ أبِ

مَدَّتْ لعلياك باءاتِ الرَّويِّ خُطًا

فقد طوت مَهْمَهَ الأوراق (3) عن كثبِ

ترنو بعينِ قوافيها التي نشطت

وزانَها الكسرُ يا لَلخُرَّدِ العُرُبِ

كأنها الرَّاحُ في كاسات أسطرها

تحلُو بتكريرِ حرفِ البَاء في الحبَبِ

لحُسنها شَخصَ الحُسَّادُ فاستترت

عن عينهم برداء الحظِّ والأدبِ

فإنْ تعارض مدحي مع مدائحهم

فيكم فهل ترتقي الحَصْبَاءُ للشُّهبِ

وإن تساوى كلانا في المقال فيا

بُعدَ المسافة بين الصِّدق والكذبِ

أمَا وأوصافُك المنظومُ جوهرُها

لولاك ما امتدِّ لي في الشِّعر مِنْ سَببِ

بقيتَ يا سيِّد الدنيا صحيحَ عُلًا

وعشتَ يا بحرَ عِلْم غيرِ مضطربِ

ولا برحتَ مدى الأيام تُكسِبُها

حُسنَ الختام وترقى أشرفَ الرَّتبِ

(1) في (ب): "العلوم".

(2)

هذا البيت لم يرد في (ب).

(3)

في (أ): "الآفاق".

ص: 412