الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنه ما كتبه النواجي يهنئه ببعض الأعياد قوله:
ليَهْنَ بك العيدُ الذي تم سعده
…
ونال بكم يا شيخَ الاسلامِ إسْعَادَهْ
وعوَّدتنا فيه الضَّحايا فأجْزِنَا
…
بفيضِ نَداكَ الجمِّ منك على العَادة
وقوله:
لئن طوَّلتَ في الإحسان جدًّا
…
فقد طابقتُ إذ قصَّرتُ مدحَا
وأصبح معلنًا لك بالتَّهاني
…
لسانُ العَبْدِ في فِطْرٍ وأضحى
[ابن المصري]
ومنهم: [أحد مَنْ كتب إليَّ بالإجازة](1) الشيخ شمس الدين محمد بن الخضر ابن المصري، كما سيأتي في الأسئلة المنظومة مِنَ الباب السادس.
وكذا قاضي صفَد محمد بن عبد الرحمن.
ورأيت لابن المصري أسئلة نثرية صدَّرها بقوله:
يا طالبًا علم الحديث وسالكًا
…
طُرُقَ الهدى بتتبُّع الآثارِ
إن رُمتَ كشفَ غوامضٍ فيه أتت
…
مرَّتْ عليها بُرْهةُ الأعصارِ
إلزمْ إمامًا حافظًا لمتونِه
…
وفنونه ورجاله الأخيارِ
قاضي القُضاة وعالمَ العصر الذي
…
فاقَ الأنامَ بفضله المِدْرارِ
تلقى إليه جميعَ ما فيه الهدى
…
مِنْ سُنَّةِ الهادي النبي المختارِ
ثمَّ ذكر أسئلته.
[شمس الدين الطنتدائي]
ومنهم: الشيخ شمس الدين محمد بن زين بن محمد بن زين [بن
(1) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب) وأضافها المصنف في هامش (ح).
محمد بن زين] (1) الطَّنتدائي الأصل، ثم النِّحريري الشافعي المقرىء الأصمّ، الشاعر المشهور بمديح النبي صلى الله عليه وسلم، وصاحب الأحوال والكرامات.
مدحه بقصيدة (2) سماها "نظم الدرر في مدح ملك العلماء ابن حجر" وهي:
إذا كان خصمي في المحبَّة حَاكِمي (3)
…
فمَنْ ذا له أشكو وجوه (4) مظالِمي
وما حالُ مَنْ يشكو أذاهُ لخصمه
…
ولا سيما خصمٌ يُرى غيرَ راحمِ
وكم واحد آذاهُ في الحُكْمِ حاكمٌ
…
وألزمه ما لم يَجِدْه بلازمِ
وإنِّي لمظلومٌ ولم ألْقَ حاكمًا
…
يخلِّصني مِنْ ظلمِ مَنْ هو وظالِمي
بأبوابِ أهلِ الظُّلم أصبحتُ قائمًا
…
ومِنْ طولِ ما قد قمتُ كلَّت قوائمي
وما نلتُ شيئًا غيرَ إتعابِ مُهجَةٍ
…
وموجود وجد (5) وانتكادٍ ملازمِ
ولو أنني ألقى مِنَ النَّاس واحدًا
…
يساعدُني في الخيرِ عزَّت عزائمي
فلم ألقَ إلا شامتًا بمصيبةٍ
…
ومَن وعدُه أضغاث أحلامِ نائمِ
به إن خبأتُ السِّرِّ مستودِعًا له
…
وقلت له: اكتُمْ، لم أجِدْه بكاتِمِ
بليس فلا توقع صلاحا على امرىءٍ
…
ولو أنَّه يدعى دوامًا بصائمِ
وكم مِنْ ذئابٍ بالثِّيابِ تستَّرت
…
وكم مِنْ أفاع سُتِّرَت بالعمائمِ
وما نهسة الأفعاء إلا عظيمةٌ
…
وما جلدُها في اللَّمس إلا بناعِمِ
(1) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب).
(2)
قال المصنف في ترجمته من الضوء اللامع 7/ 246: وامتدح شيخنا بما أودته في "الجواهر".
قال: ولا يتحامى الألفاظ المطروقة على ألسة العامّة، بل ربما رقع في شعره اللَّحن.
قلت: وقد وقع شيء منه في هذه القصيدة.
(3)
في (أ): "حاكم".
(4)
في (ب): "وجود".
(5)
في (أ): "وجه".
ينادي قُبَيْلَ النوم: (1) هَلْ مِنْ مُصاحب
…
على طاعةٍ واليوم هل من مخاصمِ
وكم من طباعٍ (2) في الرجال رديَّةٍ
…
مشبَّهةٍ فيهم بما في البهائمِ
على عُزلةٍ إن كنت تقدِرُ فاعتزل
…
وليس عليك العَتْبُ من لَوْمِ لائمِ
وهل نظرَتْ عيناك مَنْ عاشرَ الورى
…
وفي عِشْرَةٍ منهم (3) تراه بسالمِ
يجرُّك مَنْ تعني صحابتُه إلى
…
هوى نفسه جرًّا لفعلِ المحارمِ
وإن لم توافقه على قُبح فِعْلِه
…
يَرى فيك وقَّاعًا بشَينِ المشاتِمِ
فلا خير يومًا في صَحابَةِ أرْعَنٍ
…
يَرى أنَّه في الإثمِ ليس بآثِمِ
وليس لذي عقل يصاحب واحدًا
…
تراه يَرى استحلالَ فعلِ المآثمِ
فإن كنت معذورًا لصحبة واحد
…
فسل عَنْ تقيٍّ صادقِ القولِ عالِمِ
فصاحبُ أهلِ العلمِ خيرُ مصاحبٍ
…
وخادمهم لا شكَّ أفضلُ خادمِ
وإنَّ اقتناء العلمِ أحسنُ للفتى
…
مِنَ الذَّهب التِّبْريِّ وكنزِ الدَّراهمِ
وأعلمُ أهلِ العلمِ في عصرنا الذي
…
بمصر ترى قاضي قضاةٍ صوارمِ
ألَا إنَّه المبرور في العصر بالذَّكا
…
وليس له فيه يُرى مِنْ مزاحمِ
وأعني شهابَ الدين وهو بنسبةٍ
…
إلى حجرٍ أبهى صنوف كرائمِ
فليس له في العصرِ يومًا بمشبه
…
وليس له فيه يُرى مِنْ مقاومِ
ألا إنه قاضي القُضاة وإنَّه
…
لأهلٌ لها إذ كان أعلمَ عالِمِ
عنايةُ ربِّ المُلْكِ قد حصلَتْ له
…
وصارَ له فيها وجودُ التَّداوُمِ
فأصبحَ يدعى بالعناية صارمًا
…
وما هو إلا خير مُدْعَي (4) بصارمِ
تمكَّن في علمٍ وفهمٍ وفِطْنَةٍ
…
وعزمٍ وحزمٍ واعتبارٍ ملازمِ
(1) في (أ): "اليوم".
(2)
في (أ): "ضباع"، تحريف.
(3)
في (أ): "منه".
(4)
كذا في الأصول، والصواب "مدعو".
فلا تَقِسَنْهُ في الزَّمان بغيره
…
فليس له فيه (1) يُرى من مُساومِ
له خيرُ منهاج يُعدُّ محرَّرًا
…
ومفهومه تنبيه مُدعَى بنائِمِ
فما هو إلا روضةٌ طابَ فيؤُها
…
لها خيرُ ثغرٍ مستدامٍ بباسمِ
وأحيا عُلومَ الدِّين في عصره وقد
…
بدا شاملًا بحرًا لمُدعَى بعائمِ
وما هو إلا خيرُ تالٍ وقارىء
…
وللنَّثرِ والأشعارِ أنْظَمُ ناظمِ
وألفاظُه في الدرسِ درٌّ منظَّمٌ
…
تفوف بتزيينٍ سوارَ المعاصمِ
له أسند التصريف في كلِّ كائنٍ
…
ولم يَكُ محتاجًا لفعلِ الجوازمِ
ويعطي دوامًا مَنْ أتاه بسائلٍ
…
وأصبحَ مشهورًا بفعلِ المكارمِ
ألا إنَّه في العلمِ أعلمُ عالمٍ
…
ألا إنَّه في الحكم أحكمُ حاكمِ
ونال مِنَ الخلَّاق خيرَ فِراسةٍ
…
تميَّز بها في حصادٍ (2) وقائمِ
يقدم في النّياب مَنْ صحَّ دينُه
…
ولم يخْشَ في التَّقديم لومةَ لائمِ
ومنه أتانا خيرُ قاضٍ وحاكمٍ
…
نقيٌّ تقيٌّ صارم خير صارمِ
فبان به للبحر ثَرَّة فرحةٍ
…
وحلَّ سرورٌ مِنْ زوالِ المظالمِ
رأينا له في الحكم أحسنَ سيرةٍ
…
ورفق ومفهوم وخير ملازم
أبوه وليُّ اللَّه قاضي محلِّه
…
موفَّقُ دينِ اللَّه كنزُ المغانِمِ
على نجله بالدين قد أثبت الورى
…
فحلَّ بإقدامٍ صلاح تقادمِ
ونحنُ مِنَ الخلَّاق نرجو بقاءه
…
ونطلبُ هذا مِنْ كريمٍ وراحمِ
ألا يا شهابَ الدِّين قاضي قُضاتِنا
…
ومَنْ شيّعَ في الدُّنيا بخيرِ التقادمِ
أدمه لنا (3) واغنم دعاءً لصالحٍ
…
فإنَّ دُعا الصُّلَّاحِ خيرُ المغانمِ
(1)"فيه" ساقطة من (ب).
(2)
كذا في الأصول، وصوابه "حصيد".
(3)
في الأصول: "أدمه بنا".