الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن حجر قدم علينا في سنة ثمانمائة، وفي سنة ست وثمانمائة - يقول: ما أعلَمُ أعلَمَ منه، ولا أفصح في الشعر، وهو (يُربِي على أبي الطَّيِّب) (1). قال العلوي: وكذا سمعت شعبان الآثاري يقول ذلك. انتهى] (2).
ولقي بزبيد أيضًا: الوجيه عبد الرحمن بن محمد العلوي، وعبد اللطيف بن أبي بكر الشَّرْجي، والموفق علي بن الحسن بن أبي بكر الخزرجي المؤرخ، والموفق علي بن محمد بن إسماعيل النَّاشري.
وبعدن: الرضي أبا بكر بن يوسف بن أبي الفتح بن المستأذن. وأبا المعالي عبد الرحمن بن حيدر بن علي الشِّيرازي.
وبالمُهجم: أحمد بن إبراهيم بن أحمد القُوصي، وعلي بن أحمد الصَّنعاني، والقاضي عفيف الدين عبد اللَّه بن محمد النَّاشري. وبوادي الحُصَيب: الجمال محمد بن أبي بكر بن علي المصري أخا (3) المرجاني الماضي.
[اجتماعه بالفيروزآبادي:]
واجتمع في زبيد ووادي الحُصيب بالعلامة شيخ اللغويين بلا مدافع، القاضي مجد الدين أبي طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، فقرأ عليه أشياء، مِنْ جملتها جزءًا التقطه صاحب الترجمة من "المشيخة الفخرية"، فيه أزيد من ثمانين حديثًا مِنَ العوالي، فيها ستة أحاديث موافقات وباقيها أبدال، في ربيع الأول سنة ثمانمائة بزبيد. وتناول منه النصف الثاني من تصنيفه الشهير في اللغة المسمى "بالقاموس المحيط". لتعذُّر (وجود)(4) باقيه حينئذٍ، وأذن له مع المناولة في روايته عنه.
(1) في (أ، ب): "وهو يرثي علي أبي طالب"، وهو تحريف.
(2)
ما بين حاصرتين لم يرد في (ب)، وورد في هامش (ح) بخط المصنف.
(3)
في (ب، ط): "أخو".
(4)
ساقطة من (ب).
وفي زبيد وتعز بالإمام محدث اليمن النفيس أبي داود سليمان بن إبراهيم بن عمر العلوي التَّعزي الحنفي، وأخذ عنه غالب مَنْ ذكرنا وغيرهم، واغتبطوا به، واستمدُّوا من فوائده على جاري عوائده.
وخرَّج وهو هناك مِنْ مرويات نفسه "الأربعين المهذبة بالأحاديث الملقبة"، إجابة لملتمس ذلك منه، وهو النفيس المذكور، خرَّجها في يوم واحد، وكتب وهو هناك بخطه "التقييد" لابن نقطة في خمسة أيام، و"فضل الربيع في فضل البديع"(1) في يومين، كما سيأتي، وأخذوا عنه "مشيخة الفخر ابن البخاري"، و"المائة العشاريات" لشيخه التنوخي، وغير ذلك، سمع ذلك عليه غيرُ واحدٍ.
وكذا حدَّث وهو هناك بكتاب ابن الجزري في الأدعية المسمى "بالحصن الحصين"، وكتب بخطه أوَّل نسخة منه ما نصه:"قال صاحبنا الشيخ الإمام المحدث شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد الجزري الدمشقي حفظه اللَّه"، فحصل للكتاب (2) في البلاد اليمنية بسبب ذلك رواجٌ عظيم، وتنافسوا في تحصيله وروايته، وذلك قبل دُخول مصنَّفه إليهم، ثم دخل وقد مات كثيرٌ ممّن سمعه على صاحب الترجمة، فسمعه الباقون وغيرهم عليه.
وامتدح صاحب اليمن الملك الأشرف إسماعيل بن الأفضل عباس بن المجاهد عليّ. وكان لما سمع بقدوم صاحب الترجمة إلى البلاد اليمنية، خطبه للاجتماع به في زبيد، ففعل ذلك، فأثابه أحسن الإثابة، وعامله بما هو جديرٌ به مِنَ الإجلال والاحتفال، جزاه اللَّه خيرًا.
ولقي أيضًا علي بن يحيى الطَّائي الصعدي، عُرف بابن جميع، المفوض إليه أمر عدن، فسُرَّ به كثيرًا، وبالغ في الإحسان إليه، لكونه كان صديقًا لخال صاحب الترجمة قديمًا.
واتَّفق أنه بينما هو مع جماعة مِنْ فُضلاء اليمن في مجلس المذاكرة
(1) في (ب، ط): و"فضل البديع".
(2)
"للكتاب" ساقطة من (ب).
والمؤانسة، قال بعضُهم: إنَّ في كلام المصريين "اقعدنانَّه قم نانه"، ولا معنى لها، فقال صاحب الترجمة: هذا شيءٌ لا يستعمله الخاصَّة، وأما أنتم لعمومكم يعقِدُ القاف، فقيل: وأنتم تُبدلون الكاف بالهمزة، فقال: وأيضًا هذا لا يستعمله إلا القليل. وأما أنتم فعمومكم يقول عندما يعجب منه "ياه ياه"(يعني بالتفخيم)(1) ولا معنى لها، فقالوا: بل هي لغة، فأنكر عليهم، فسأل عن ذلك المجد (2) المقدَّمُ ذكره عنها، فقال أيضًا: إنها لغة. قال شيخنا: فوجمت، ثم قلت: فلمن هِيَ؟ فقال: لأهل اليمن، فقلت: فهل هي معتبرة؟ فقال: لا، ولكنهم (3) لما كثُرت معاشرتهم للأبقار وشرب ألبانها، اكتسبوا النُّطق بها!.
ورجع من اليمن -وقد ازدادت معارفه، وانتشرت علومه ولطائفه- صحبة المحمل الذي جهزه الأشرفُ صاحب اليمن إلى مكة، بعد أن كان انقطع من نحو عشرين سنة، مع محمد بن عجلان بن رميثة الحسني، فرافقه شيخُنا، وسَلِمَ مِنَ العطش الذي أصاب أكثر الحج (4) تلك السَّنة بمرافقته، لأنه سار - (أعني مع غيره)(5) من جهة، وخالفه أمير الركب فسار من الجهة المعتادة. فلم يجدوا ماءً فهلك أكثرهم.
ووصل إلى مكة المشرفة فحجَّ في سنة ثمانمائة، وهذه هي حجة الإسلام، وهي الثالثة، بل الخامسة بالنَّظر لمجاورته مع وصيِّه وأبيه، فإنَّه -كما تقدم- كان وهو مُرَاهِقٌ مجاورًا في سنة ست وثمانين مع وصيه، وقبلها وهو طفل مع والده، ثم حج أيضًا في سنة خمس وثمانمائة، [وكانت الوقفة -كما قرأته بخط الشمس بن عمّار- الجمعة، فإنه كان قد حج فيها أيضًا، وسمع يوم عرفة بها قائلًا يقول: لا إله إلا اللَّه، مات البُلقيني. قال: فلمَّا كنتُ بمنى، أخبرني صاحبنا المحدِّث الفاضل أبو الفضل ابن حجر أنَّه قدِم
(1) ساقطة من (ب، ط).
(2)
في (ب، ط): "فأنكر عليهم ذلك فسأل المجد".
(3)
في (ب، ط): "ولكنه".
(4)
و (5) ساقطة من (ب، ط).