الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقد خصَّكَ اللَّه العظيمُ بما يَشا
…
مِنَ العلم والآداب والشَّرف النِّسْبي
فمُرْ وانْهَ واعْطِ ولِّ واعْزِل واحتكم (1)
…
تَطَوَّلْ تَفَضَّلْ جُدْ أفِدْ حدِّثَنْ وانْبي
لتُعرِبَ بالحسنى لِمَنْ نحوك الْتَجا
…
وترفَعُه في حالة الخَفضِ والنَّصْبِ
وسامِحْ أخا الإسهاب في هَذَيانِه
…
فما زلتَ يا مولايَ تعفو عَنِ الذَّنب
وُقيتَ الرَّدى بحرَ النَّدى مُهْلِكَ العِدَا
…
ونحنُ الفِدَا والضِّدُّ يُؤْذَن بالحربِ
وسيأتي في الألغاز (2) مِنْ نظمه أيضًا.
[الأقفهسي]
ومنهم: الصلاح خليل بن محمد الأقفهسي، كما سيأتي في الألغاز (3).
[غرس الدين خليل]
والأمير الأوحد غرس الدين خليل، كما سيأتي في المطارحات (4).
[رضوان العقبي]
ومنهم: مُستمليه شيخنا ومفيدنا الحافظ أبو النَّعيم رضوان بن محمَّد العقبي.
فقال فيما أخبرنيه مشافهة، وسمعه مِنْ لفظه صاحبنا النجمُ الهاشمي في سنة ست وثلاثين:
أما بعد، فإنِّي أحمدُ اللَّه الذي أدَّبَ عبدَه أحمدَ بأحسنِ الأدب، ورفع
(1) في (ب): "اعزل احتكم".
(2)
2/ 810.
(3)
2/ 807.
(4)
2/ 788.
رُتبتَه بالفضل، فاتَّصلَ إسنادُه في الصَّحيح إلى أعلى الرُّتب، وأعزِّ الدِّين بعد الغرابةِ بتواترِ شُهرته، حمدًا كثيرًا على جعْلي مستمليًا مِنْ حافظ سنته.
وأُصَلِّي على رسوله الذي نسخت شريعتُه الشرائع، ورسَخَتْ محبِّتُه في قُلوب أهل المغارب والمطالع، وعلى كلِّ نبيٍّ ومرسل، وآله وصحبه، والمقتفين سبيلَه مِنْ بعده مِنْ حِزبِه.
فقد رأيتُ بعضَ مُحِبِّي شيخنا الإِمام، شيخِ الحُفَّاظ والإِسلام، قاضي القضاة، منقطعِ النَّظير والصِّفات، شهاب الملَّة والدنيا والدين، أبي الفضل أحمد العسقلاني الشافعي، جعله اللَّه مِنَ الفائزين. قد نعتُوه بقصائد في غير بحرٍ كالطَّويل، وعرفتُ أنَّ باعي قصير عَنِ السَّبيل إلى علم الخليل، وكنت من أكثرهم محبَّةً في هذا الحَبْر، لِمَا أسداه إليَّ قديمًا وَحديثًا مِنَ الخير والجَبْر، فتعلَّقتُ تعلُّق الآمل في حصول الآجل، في الوقت العاجل، ونظمتُ هذا العِقْدَ النَّفيس في الرَّئيس البحر الكامل. فأقول وباللَّه أعتصمُ مما يَصِمُ (1):
اللَّهَ أحمدُ دائمًا مع شُكْرِه
…
مِنْ بعدِ تسميتي بأعظم ذكرِهِ
ثمَّ الصَّلاةُ مَعَ السَّلامِ على الرَّسو
…
ل وآله والمقتفين لإثرِهِ
فالبِشْرُ بشَّر بالهنَا من قد دَنَا
…
ودعا إليه مَنْ نأى في برِّهِ
سِرْ يا غريبُ إلى العزيزِ بمصرِه
…
وارحَلْ إلى المشهورِ رُحْلَة عصْرِهِ
فلقد تواترَ فضلُ أحمدَ مُذْ بَدَا
…
نورُ الشِّهابِ أنارَ كوكبَ بَدْرِهِ
وعَلا على أهل العُلوِّ حديثُهِ
…
وسما بعلمِ أُولي السُّمُوِّ ونَشْرِهِ
أصلٌ تفجرَ نهرُهُ مِنْ عسقلا
…
نَ وفرعُه روَّى أراضيَ مِصْرِهِ
نبتَ الرَّبيعُ لوقته ممَّا روى
…
قَطَرَ النَّباتُ حلاوةً مِنْ قَطْرِهِ
(1) قال المصنف في الضوء اللامع 3/ 228 في ترجمة العقبي: ومدحه -أي ابن حجر- بقصيدة حسنة ذكرتها في "الجواهر".
وبفتح بَارِيه (1) البخاري قد فَتَح
…
وتعلَّق التعليق منه بدُرِّهِ
ولسانُه متحرِّرٌ في المشتبهِ
…
تقريبه التهذيب مِنْ تحريرهِ
وجْدِي صحيحٌ مُذْ بدا لي حُسنُهِ
…
وجدي ضعيفٌ مُدْرَجٌ في هَجْرهِ
لو كنتُ مرفوعًا إليه مُسندًا
…
لوصلتُ بعدَ الإنقطاع ببرِّهِ
ما زال دمعي مُرسَلَا ومُسَلسَلًا
…
حتى وقفتُ ببابه عَنْ أمرهِ
إن رُمتَ فتحًا في العلوم بشرحها
…
حافِظْ على إملاء حافظِ عَصْرِهِ
والزمْ مجالِسَ حَبْر الإِسلام الَّذي
…
ما امتدَّ بحرٌ في العلوم كحبرِهِ (2)
وانحه تَجِدْ تصريفَ كشَّاف (3) الـ
…
ـمعالم في القُران ونهره مِنْ بَحْرِهِ
واسأل تُجَب فقهًا بأصلٍ زانَه
…
جَدَلُ الكلامِ بمنطق مِنْ ثَغْرِهِ
وخذ المسلسل أوَّلًا فالأولويَّـ
…
ـة سلسلت منه لراوي عُمرِهِ
وانقل أصحَّ مقالةٍ عَنْ أحمدَ المـ
…
ـختارِ مَنْ حفظ السَّمِي مِنْ صدرِهِ
ثمَّ البديع مع المعاني والبيا
…
ن لحالِ متنٍ والرُّواة بإثرهِ
ثمَّ المناسب آخرًا مِنْ نَثرِ مِنْ
…
حاز العُلا والفضلَ أو مِنْ شِعْرِهِ
مع الاتِّضاع والانبساط لطالبٍ
…
ومكارمٍ منه كحاتِم عصرِهِ
ما مِنْ ضعيفٍ ردَّه أو سائلٍ
…
إلا بضِعْفٍ سائلٍ مِنْ برِّهِ
شرُفَتْ مناصبُ دهرِنا بالأشرف
…
السلطان ناصبِ خَيرنا في دَهرِهِ
فاللَّه ينصُره ويَعضُدُ شيخَنا
…
قاضي القضاة زمانه في مِصرِهِ
حسَّادُه نذرُوا بنذْرِ نفوسهم
…
لمَّا ولي وفَّي الحسودُ بنذْرِهِ
القلبُ صافٍ يقصِدُوا تكديرَه
…
والمكرُ لا يُخطي المسيءَ بمكرهِ
(1) أشار الزين العقبي في هذه القصيدة إلى العديد من مؤلفات شيخه صاحب الترجمة.
(2)
في (أ): "كبحره".
(3)
في (أ): "كشفات".