الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حمص
…
ابن القوَّاس
…
حكاية
قارا
…
ابن يعقوب
…
حديث من "البخاري"
حلب
…
البرهان
…
من "مشيخة الفخر"
البيرة
…
البارزي
…
شعر
عِنتاب
…
البدر
…
من "مسلم"
جبرين
…
العلاء الحاكم
…
من "أربعي ابن المجبّر"
سَرْبَس
…
ابن السَّفَّاح
…
من "عشرة الحداد"
الباب
…
ابن الرَّسَّام
…
من "أربعي المرداوي"
انتهى
وبقي مما سبق ما رقمتُ عليه بالهندي، وهو عشرة أماكن لتتمة تسعة وأربعين.
وكذا رأيت قائمة بخطِّ الحافظ الذهبي، ذكر فيها البلاد التي سمع فيها، وأورد في كلِّ بلد شيخًا، وعدَّتها ثلاثة وأربعون. [كتبتها بخطي في المجموع الثلاثين](1).
[الاعتناء بالبلدانيات]
والاعتناء بالبلدانيات أول من ابتكره -فيما علمت- أبو بكر عتيق بن علي بن داود بن السَّمنطاري الصُقليِّ، تلميذ أبي نُعيم الأصبهاني، وكانت وفاته في سنة أربع وستين وأربعمائة، والحافظ السِّلفي، وتبعه ابنُ عساكر، ثم الحافظ أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن إبراهيم الشيرازي، ثم البغدادي، فإنَّه -أيضًا- جمع "الأربعين البلدانيات". قال الذهبي: وأجادَ في تصنيفها. ثم القاضي أبو البركات محمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي الأنصاري الموصلي الشافعي، ثم الفقيه أبو عبد اللَّه محمد بن إسماعيل بن أبي الصَّيف اليماني الشافعي، رأيت له في أوقاف الكاملية "أربعين حديثًا
(1) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب).
بلدانية"، لكن تبيَّن لي أن سماعه عليهم إنما هو بمكة، مع كونهم مِنْ أربعين بلدًا.
ثم الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد اللَّه الرُّهاوي الحنبلي، عمل "الأربعين المتباينة الإسناد والبلدان" [قال الذهبي] (1): وهذا شيءٌ لم يسبقه إليه أحد، ولا يرجوه أحد بعده. وهو كتابٌ كبير في مجلَّدٍ ضخم مَنْ نظر فيه، علم سعته في الحديث والحفظ، لكنه تكرَّر عليه -كما نبَّه عليه المزِّي (2) - ذكرُ أبي إسحاق السَّبيعي، وسعيد بن محمد البحيري.
ثم جماعة، كعلي بن محمد بن يحيى الجيَّاني والصَّدر أبي علي الحسن بن محمد البكري، والوجيه أبي المظفر منصور بن سليم السكندري المالكي، ويعرف بابن العمادية، له "أربعون حديثًا في أربعين موضعًا"، بعضها بلدان وبعضها قرى ومحالُّ، وأبو عبد اللَّه محمد بن محمد بن حسين بن عبْدَك الكيخي (3)، خرج "الأربعين البلدانيات"، وابن الظاهري، والدمياطي، والقطب الحلبي، والبرزالي، والذهبي، بل والتقط من "المعجم الصغير" للطبراني "الأربعين البلدانيات"[والوادي آشي](4)، وكتبها البرزاليُّ عنه، والشرف عبد اللَّه بن محمد بن إبراهيم بن محمد الواني (5) الحنفي عمل "الأربعين البلدانية". وأبو العباس أحمد بن سعيد (6) بن عمر السِّيواسي، والتقي ابن عَرَّام السكندري، والعراقي شيخ صاحب الترجمة، وآخرون.
وخرجتُها مُقتديًا بهم في ذلك، فبلغت عدَّةُ البلادِ والقرى ثمانين،
(1) بل الذي نبه على ذلك الذهبي في "السير" 22/ 72، ونقله عنه ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة" 2/ 85.
(2)
ما بين حاصرتين لم يرد في (ب).
(3)
في (أ): "عبد"، وفي الأصول الثلاثة "الكنجي"؛ وهو تحريف، والتصويب من المعجم المختص بالمحدثين ص 220، ومعجم الشيوخ 2/ 267، وكلاهما للذهبي.
(4)
ما بين حاصرتين ساقط من (أ).
(5)
في (أ): "الوالي"، تحريف. وانظر ترجمته في الدرر الكامنة 2/ 282 - 283.
(6)
تحرف في (ط) إلى "سعد". وانظر "المعجم المختص" للذهبي ص 19، والدرر الكامنة 1/ 136.
خرجت في كل بلد أو قرية عن واحدٍ مِنْ أهلها أو القادمين إليها حديثًا أو أثرًا أو شعرًا أو حكاية.
ومما وقع لي مِنْ نظم صاحب الترجمة مما كان يرسله في صدر مطالعاته في حال توجهه في السفرة الحلبية قوله:
كلُّ يوم يمضي أقولُ انقضى
…
البَيْن فازداد بالرحيل البعادا
فمتى تنتهي (1) بنا مدة التَّرحا
…
ل حتى ألقى بسعدي سُعادا
وقوله:
كلَّما أسفر النَّهار وَجَنَّ اللَّيـ
…
ـلُ أزدادُ لوعةً واشتياقا
كيف لا والدِّيارُ تبعدُ عنِّي
…
كلَّما سرتُ أو بعدتُ فراقا
يا ديارَ الأحباب هل مِنْ رُجوعٍ
…
لمشوقٍ إليك يشكو الفراقا
وقوله:
أشتاقُكُم شوق العليل إلى الشِّفا
…
ودياركُم في كلِّ (2) يوم تَبعُدُ
وأودُّ طيفَ خيالكم لو زارَنِي
…
لكنَّ عيني بالكرى لا تُسْعِدُ
ولما سمعهما قاضي الحنابلة المحب ابن نصر اللَّه، أنشد لنفسه:
شوقي إليكم لا يُحَدُّ وأنتمُ
…
في القلب لكن للعيان لطائفُ
فالجسمُ عنكم كلَّ يومٍ في نوى
…
والقلبُ حول رُبَى حِمَاكُم طائفُ
وكان الخليفة أمير المؤمنين المعتضد العباسي كثير الإكرام لشيخنا والإهداء له، فكتب إليه قوله:
يا سيدًا سادَ بني الدُّنيا فَهُم
…
تحت لوائه الكريم المنعقد
(1) في (أ): "تنقضي".
(2)
"كل" ساقطة من (أ).
أمددتني فضلًا وشُكرِي قاصرٌ
…
فإن أردْتَ الشُّكر منِّي فاقتصدْ
أشْبَهْتَ عباسَ النَّدى في المَحْلِ إذ
…
أطاعه الغيثُ وكان قد فُقِدْ
إلى أبي الفضل انتهى الجودُ وفِي
…
أولاده بقيةٌ، فَسَلْ تَجدْ
ما جَدَّ حتى حازَ جُودَ جدِّه
…
إلا أمير المؤمنين المعتضِدْ
ومن نظمه بعد أن سافر عن حلب، وكان قد تزوج بها امرأة يقال لها (ليلى) وفارقها عند إرادة الرحيل، حيث لم يتيسر له أن يرحل بها معه (1).
رحلتُ وخلَّفْتُ الحبيب بداره
…
برغمي ولم أجنح إلى غيره ميْلا
أشاغِلُ نفسي بالحديث تعلُّلًا
…
نهاري وفي ليلي أحِنُّ إلى لَيْلَى
وفي المعنى ممَّا يُنسبُ إليه:
قف واستمع طربًا فليلى في الدُّجا
…
باتت معانقتي ولكن في الكرى
وجرى لدمعي رقصة بخيالها
…
أتُرى دَرى ذاك الرَّقيبُ بما جرى
ومن نظمه قبل ذلك:
مَنْ لديارٍ عن مقيلي شاسعة
…
وأمس كانت لمقالي سَامِعَهْ
أدعو فلا يُجيبني إلا الصَّدا
…
رجعَ خطاب لا يفيدُ سامِعَهْ
ومنزلًا كان لطرفي مَنْزَهًا
…
به فُلَيْذاتُ حشايَ الهالعهْ
محمدٌ وأحمدُ ابن أخته
…
وأُمُّه وأختها ورابعه
أربعةٌ أصلٌ وفرعٌ خامسٌ
…
أُفَدِّيه بزهرة تزفُّه يانعهْ
وأمُّهم جامعةُ الشَّملِ لهم
…
كأنَّ رُوحي بعدهم في جَامِعَهْ
حفاظ غيبي (2) وبدُور منزلي
…
ونُور عيني وشموسي الطَّالِعَهْ
(1) في (أ): "ترحل معه".
(2)
في (أ): "عيني".
يرتاح قلبي عند ذكراهم كما
…
تهتزُّ خضراءُ لصوب هامعهْ
نفسي تذوب مِنْ نارِ (1) النَّوى
…
فتستمدُّ منه عيني الدَّامعهْ
ما فارَقَتهُم عن قِلى نفس دَعَت
…
داعية الحجِّ فلَبَّتْ طائعهْ
تَؤُم بيْتَ اللَّه ترجُو عفوه
…
ورحمةُ اللَّه الكريم واسِعَهْ
وتَرْتَجي بعد قضاء حاجها
…
مِنْ حَجِّها أن تستقِلَّ راجعَهْ
(1) في هامش (ح): لعله "حرارات".