الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قد كنت آمل (1) أن أُعْزَى إليه إلى
…
أنْ حقَّقَ اللَّه لي مِنْ ذاك آمالا
مع كُثْرِ وُلْديَ مُذ (2) أوليتني نعمًا
…
لم أشكُ بعدُ مع الإكثار إقلالا
أنتَ الخُلاصةُ ذو الأمرِ المُطاعِ وقد
…
حويتَ إذ كنت أسمى النَّاس أفعالا
وزدتُ عطفًا وتوكيدًا ومعرفةً
…
مُذْ جئتُ نحوك بالشَّرح الذي طالا
فبَسْطُ عذري عَنِ التَّقصير في مدحي
…
إذا غدا مَنْ سِوَى مولاي إهمالا
فاللَّه يجعلُ هذا الحولَ مُقترنًا
…
باليُمن يقدم إسعادًا وإفضالا
واحفَظْهُ في نفسه مع نجلِه أبدًا
…
وأصلِحْ به في كلا الحالين أحوالا
وله قصيدة أنشدها عند عود صاحب الترجمة مِنْ تجريدة آمد، أولها:
صبٌّ قضى حيث لم يقض الذي وجَبا
…
مِنْ وصل محبوبه والقلبُ قد وَجبَا
وأخرى أنشدها عند ختم "فتح الباري"، أوَّلُها:
إذا (3) نوَّه الحادي بذكرك أو حدَا
…
تيقَّنتُ أنِّي صرتُ في الحبِّ أوْحَدا
إلى غير ذلك ممَّا أودَعه في "ديوانه"(4).
[الشهاب المنصوري]
ومنهم: الشهاب أحمد بن محمَّد بن علي بن محمد بن أحمد المنصوري.
فمن نظمه: ما أنشده لصاحب الترجمة بحضور الطَّلبة وغيرهم بالخانقاه البيبرسية، وكتبها عنه شيخُنا العلامة ابن خضر، وسمعتها مِنْ لفظِ
(1) في (ب): "أمن"، تحريف.
(2)
في (أ): "قد".
(3)
في (ط): "إن".
(4)
من قوله: "وله قصيدة" إلى هنا لم يرد في (ب).
ناظمها (1).
يا رَشَأَ لنوم عيني شَرّدَا
…
قد كان عيشي بكَ عيشًا رغدَا
يا صادرًا عن مَنْهل الدَّمع لقد
…
شاهدتُ من طرفك حَتْفًا وردَا
طرفٌ عن التكحيل مُستغنٍ فمَنْ
…
رأى غنيًا في الورى مجرَّدَا
شَنَنْتَ بالهجرِ عليَّ غارةً
…
ولم تَخَفْ في قتلِ صبٍّ قَوَدَا
قد كان صبري في الهوى يخذُلني
…
لولَا وجدتُ مِنْ دموعي مدَدَا
عجبتُ مِنْ فعل الهوى بأهله
…
كيف يصيدُ الظبيُ فيه الأسدَا
مُذ لاح للعذَّال حسنُ وجهه
…
كادوا يكونون عليه لِبَدَا
أصبح سكرانًا بخمرِ ريقه
…
أما تراه في الحَشَا مُعَرْبِدَا
في خدِّه الأحمر آسٌ أخضرٌ
…
يحرسُه مِنْ شَعرِه بأسودَا
جفاك يا قلبُ وخانَ عهدَه
…
فاصْبِرْ وإلا مُتْ عليه كمَدَا
مَنْ لمْ يَعُدَّ للجَفَا ليَالِيًا
…
بكى دمًا مِنْ دمعه وعَدَّدَا
ضلَّ الكرى عَنْ مقلتي لمَّا رأى
…
طرائقَ الدَّمع بِخَدِّي قِددَا
فحُقَّ لي مذ زار جفني نومُه
…
أن أشكرَ الرَّحمنَ ثم أحمدَا
سيدَنا قاضي القضاة المرتضى
…
للدِّين والدُّنيا إمامًا مُقتدى
سَمَيْدَعٌ قد طابَ أصلًا وزكا
…
فرعًا ونال رِفْعَةً وسُؤدَدَا
فمِنْ قديمٍ هو أزكى عنصُرًا
…
وفي حديثِ هو أعلى سَندَا
أضحت به الأيامُ مستبشرةً
…
وأصبح الشَّرع به مؤيَّدا
(1) أشار المصنف إلى هذه القصيدة في الضوء اللامع 2/ 150، حيث قال في ترجمة ناظمها: وامتدح غير واحد من الأعيان، ومنهم شيخنا، كما أثبت قصيدة له فيه "بالجواهر"، أنشدها بحضرته قديمًا، وكتبها عنه الأكابر، كشيخنا ابن خضر، وسمعتها من لفظه مع أشياء.
وهزَّت العلياءُ تيهًا عِطفَها
…
لما ترقَّى من ذُراها مَقْعَدا
حديقةُ الفضل به قد أينعت
…
وانتعشَتْ مِنْ راحتَيْه بالنَّدى
لا بَلَغَتْ حُسَّادُه مناهُمُ
…
وكلُّ كبشٍ منهمُ له فِدَا
همُ شياطينٌ فمَنَ تمرَّدا
…
منهم يَجدْ له شهابًا (1) رَصَدَا
قد خبُثُوا ذاتًا ومعنى والذي
…
يَخْبُثُ (2) لا يخرج إلا نَكِدَا
يا مَنْ غدا يَقيسُه بغيره
…
ويْحك لا تعْثُ في الأرض مُفسدَا
هل تجعل النَّاقةَ كالبُراق أو
…
هل صالحًا في المجد مثلُ أحمدَا
دع فاعلًا قد كان مفعولًا به
…
وأفعل التَّفضيل صله أبدًا
وإن يُضارِعْه امرؤ في فضله
…
له المضارع اجعلَنَّ مسندًا
لا تُرجُ إلا مَنْ تسامى قدرُه
…
أو لازمَ الصَّدَرَ كمن لي مُنجِدا
رفيعُ قدرٍ لا يزال قَدْرهُ
…
على الذي في رفعِه قد عُهِدَا
مَنْ زاره يخلُدُ في إنعامه
…
فزُره خالدًا وقبِّله اليدَا
نوالُه قبلَ السُّؤال واصلٌ
…
فلن ترى لسائليه مَوعِدًا
فسله مهما شِئت مِنْ جودٍ ومِنْ
…
علمٍ ترى بحرًا خِضَمًّا مُزْبِدَا
لم يخلُ عقدُ مجلسِ إنْ لَمْ يَكُنْ
…
يومًا بشهدِ لفظِه مُنْعَقِدَا
أشجعُ مَنْ في حربِ بحثٍ ينتضي
…
للخصْم مِنْ لسانِه مهنَّدَا
مهذَّبٌ بِدُرِّ عِقْدٍ نظمُه
…
جِيدُ الزَّمان قد غَدَا مقلِّدَا
لو قيس بيتٌ مِنْ بديع شعره
…
بكلِّ ديوانٍ لكان مفْردَا
يُطْرِبُ ألبابَ الجُفاةِ لفظُهُ
…
كأنَّما تسمَعُ منه مَعْبَدَا
ما للمعاني عَنْ عُلاهُ مصدرٌ
…
يومًا ولا اختارت سواه مورِدَا
(1) في (ب): "سهامًا".
(2)
في (ط) والمختصر: "خبت".