الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجوابُ والثَّوابُ مونقًا إن شاء اللَّه تعالى بعد السلام ونوال المشار إليه بالأدعية المباركة.
باللَّه يا مولانا قاضي قضاة المسلمين، لا تُخْلِفْ عنَّا منكم الصِّلة والعائد مع أولِ وافد ووارد، وجوابكم الشريف وخطابكم اللطيف. فللكتاب حقُّ كردِّ السلام. أنهى ذلك المملوك والسلام.
[خطَّاب بن عمر الدمشقي]
ومنهم الشيخ خطَّاب بن عمر الدِّمشقي، فأنشدني مِنْ لفظه لنفسه، وكتب ذلك عنه صاحبُ الترجمة [في سنة تسع وثلاثين وثمانمائة](1)، فقال:
ليس المسمى الاسم عندي فكذا
…
حقَّقه الحُفَّاظُ من أهل النَّظَرْ
وشاهدي ظَرفٌ ولطفٌ طُبِعَا
…
في شيخ الإِسلام الإمامِ ابن حَجرْ
قلت: ولصاحب الترجمة:
الاسم غيرُ المسمَّى
…
والحقُّ أبلجُ واضحُ
فإن تشَكَكْتَ في ذا
…
فانظرْ لسيرةِ صالحْ
[ولغيره [في العكس]
(2):
قال النحاةُ بأنَّ الاسمَ عندهُمُ
…
غيرُ المسمَّى وهذا القولُ مردودُ
الاسمُ غيرُ المسمَّى، والدَّليلُ على
…
ما قلتُ أنَّ شهابَ الدِّينِ محمودُ] (3)
ومنهم الغَرس خليل بن أحمد بن الغَرس.
(1) ما بين حاصرتين لم يرد في (أ، ح).
(2)
ساقطة من (ط).
(3)
هذه الفقرة لم ترد في (ب).
امتدحه بقصائدَ عدَّة طنانة، منها (1):
لهجتُ بقولي للدليل ألا سِرْ بي
…
إلى أن أصابت مُهجتي ظبيةُ السِّربِ
تميسُ قضيبًا ثُمَّ ترنُو بلحظها
…
فتاة على الحالين تفتِك بالقُضبِ
إذا يَمَّمَ الحادي الحجازَ مُصعِّدًا
…
تراني في أوجِّ الحصاف (2) مع الركبِ
وأعشق جَوْرَ العاذلين لذكرها
…
وألقاهم باليُمْنِ والبِشْرِ والرَّحبِ
عُذَيْبُ الدَّمى فيه العقيقُ وبارقٌ
…
يسرُّك دُونَ الجَزْعِ باللؤلؤ الرطبِ
وأسبحُ في بحر الدُّموع لحُرقتي
…
وتُذكرني حَبْسي أقولُ لها: حسبِي
إذا وصلوا بعدَ انقطاع إلى الحِمَى
…
تبيَّنَ خسران المحبِّ مِنَ الكسبِ
فتُكسِبهم نأيًا وتسلبُهم نُهًى
…
فيمسون في بأس مِنَ السَّلب والكَسبِ
مقدَّمةٌ في الحُسن تفتحُ لي الأسى
…
على أنَّ في إيجابها غايةَ السَّلبِ
فكُن لي عذيرًا في حلاوة شكلِها
…
فمِنْ ردفها المنقوش دمعيَ في سَكْبِ
بخَلْبة خدِّي خيلُ دمعي تسابقت
…
مِنَ البيضِ والحُمْرِ السَّوابقِ والشُّهبِ
رجية آرام نمت في كناسها (3)
…
محاجِرُها شقت على الضَّيغمِ الصَّعبِ
تقول: وقاك اللَّه مِنْ مبتليكَ بي
…
أُرَبِّي لك الأسقامَ قلتُ: لها رَبِّي
ومِنْ عجبِ الإعجازِ مُرسلُ طرفها
…
على بُعْدِ مَنْ يهواه يُنْصَرُ بالرُّعْبِ
وأعْجَبُ مِنْ ذا أنَّ بيني وبينَها
…
مراحلُ شتَّى وهي في وسطِ القلبِ
أكَفْكِفُ دمعَ العين حتى يَريبُها
…
خداعي عسَى أن لا تتيه على الصَّبِّ
وكم قلت: إنَّ البُعدَ يُنجي مِنَ الجوَى
…
ويُنسى وما يُنشِي العظام سوى القُربِ
وزوَّرتُ سلوانًا لِخِلِّي وقلت: لا
…
يغرُّك إن جاوزت أبياتها عُج بي
(1) قال المصنف في ترجمته من الضوء اللامع 3/ 191: ومدح الأعيان، كشيخنا، وأوردت في "الجواهر" من مدحه فيه مع لغز أجابه عنه.
(2)
في "المختصر": "الحصار".
(3)
في (ب، طـ): "لباسها".
وعاذلةٍ هبَّت تلومُ على الصَّبا
…
وما سمعت صبًّا يقول ألا صُبِّي
فقلت: لكِ الويْلُ امض غير رشيدةٍ
…
بذاتِ كُلُومٍ أو تعرَّضتِ للسَّبِّ
فلا تفْتَري ثلبًا لأسلو فإنني
…
أزيدُ غرامًا كلَّما زدتِ في الثَّلبِ
فإنَّ لظى النِّيران حالَ وَقُودها
…
إذا أطفئت بالماء تزدادُ في اللَّهبِ
بعقلي خيالٌ ليس ينفعه الرُّقَى
…
وبالقلب داءٌ لا يُعَالَجُ بالطِّبِّ
ولو لم أكن في حالة الصَّدِّ والقِلَى
…
أُؤملُ أن أحيا بها لا نقضى نحبي
وإن كنتُ في عشقي ضللت فإنّ لي (1)
…
شهابًا سمَا يهْدي الهداية للشُّهب
شهابٌ له بدْرُ الدُّجى قبَّلَ الثَّرى
…
ألستَ ترى في وجهه أثرَ التُّربِ
فريدٌ رقى في المجدِ أشرفَ رُتبةٍ
…
وليس له غيرُ الفضائل مِنْ تِرْبِ
إمامٌ له أهلُ الحقيقةِ كلُّهم
…
يُقِرُّون بالعلم الَّلدُنِّي والكَسْبي
ونجمُ هُدْىً في حندس الخطب (2) مشرقٌ
…
وإشراقه كَمْ أنقذَ الرَّكب مِنْ كَرْبِ
بأحمدَ هذا الدِّينُ كان افتتاحه
…
وعَنْ فعلِه والقولُ أنت الذي تُنبي
وذا الإسم مخصوصٌ بكلِّ سعادةٍ
…
يجِلُّ علاه عَنْ عِدادي وعن حَسبي
سموتَ على كعبِ بن مامةَ في السَّخَا
…
ورأس الندى أعلى وأشرف مِنْ كَعْبِ
وكم حائمٍ حولَ الرِّواية والرُّوى
…
روى وارتوى مِنْ فيض مَنْهَلِكَ العذْبِ
وأنت الذي بالعَزْم والحزم والتُّقى
…
وفتواهُ كم قد فلَّ مِنْ عسكرٍ لَجْبِ
ويا مَنْ نشا في ذِرْوَةِ المجدِ يَافِعًا
…
له نسبٌ يعلو على شاهقِ السُّحْبِ
بنو حَجَرٍ لا يُدرِكُ الضدُّ شأوَهم
…
وليس ذُرى الأعلام في الوضع كالهُضْبِ
تفجَّرَ منهم أبحرُ العلم والعَطَا
…
وكم سبقوا مِنْ ذي كمالٍ وذي لُبِّ
وإن أمطرَ العافين نَوْءُ سحابِهم
…
يعيشون دهرًا بالفواكه (3) والأبِّ
(1) في (أ): "قالتي"، خطأ.
(2)
في (أ، ط): "الطيب".
(3)
في (ب): "بالفاكهة".
أناسٌ إلى أَوْجِ الفَخار تسابقوا
…
فأحبِبْ بهم مِنْ سادةٍ قادةٍ نُجْبِ
وجوهُهم في ظُلمة المَحْلِ أشرقت
…
وهم في المعالي مِنْ صميم ومِنْ صُلْبِ
وأشرق منهم نجمُ علمِك بالهدى
…
وعَرْفُ ثناء أذكى مِنَ المنْدَلِ الرَّطبِ
فصرتَ إمام النَّاس رُحْلَةَ عصرنا
…
فكم مُقتدٍ آوى إليك وكم رَكْبِ
وما زلتَ يا مولاي قُطبَ رحى العُلا
…
مُريدُوك (1) والطُّلَّابُ دائرةُ القطبِ
إذا لم يكن للمرء ميلٌ إلى العُلا
…
ولا يُرتجى في حالة السِّلم والحرب
فكن جاهدًا أن لا تراه مهاجرًا
…
ولا تَقْرَبَنْهُ واخشَ مِنْ عَدوة الجُربِ
ولا ترضَ إلا كلَّ أروعَ ماجدٍ
…
يُنيل إذا اسْتُجدِي على البُعد والقُربِ
يُفيدك مالًا أو يفيدُك حكمةً
…
فتغدُو غنيًا أو تروحُ أخَا لُبِّ
ولم ترَ عينى في زمانيَ واحدًا
…
سواهُ حَوى الأوصافَ بل مجدُه يُربي
إذا ذُكِرَتْ أخلاقُه وعلومُهُ
…
نسيتُ حديثي شِعْبَ بوَّان والشَّعبي
وإن كان ذَنْبي فرطُ حبِّي لذاته
…
فأُقسِمُ أنِّي لا أتوبُ عن الذَّنب
قضيت بما أدى اجتهادك عالِمًا
…
بما جاء في التَّنزيل مِنْ حِكَم الرَّبِّ
لأنك فينا الآن أعلمُ عصرنا
…
وما جاء في التَّشريعِ عَنْ أشرف العُربِ
ورَبُّ القَضَا قد أثبت الحُكمُ أنَّه
…
يُساق إليكم ذا الحديثُ مِنَ الصَّحْبِ
فعن بيتك السَّامي وعَلياكَ ارْوِ لي
…
عن الخمسةِ الأشياخ والسَّبعة الشُّهبِ
وهل أنا إلا غرسُ نِعْمَتِكَ الذي
…
له ثمرُ الآداب دانيةُ الهُدْبِ
تهنَّ بعامٍ فيه نجمُك طالعٌ
…
يضيءُ، ومَن يَشْنَاك يَهوِي إلى التُّربِ
ودُم مشرقًا في كلِّ أفق لنهتدي
…
وتجري دموعُ الحاسدين مِنَ الغَرْبِ
وتجذِبُهم أيدي الخُمولِ إلى الفَنَا
…
فيمسون (2) في الأموات مِنْ ألمِ الْجَدْبِ
(1) في (أ): "مريدك".
(2)
في (ب): "فيمشون".