الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم ظفرت بخطه بأبيات هي (1):
الحمد للَّه طاب العيش وانبسطت
…
نفوسُنا حين زال الهم وانصرفَا
بُبرْءِ قاضي القضاة العالم العلم البـ
…
ـحر الخِضَمِّ ومِنْ للرُّسْل قد خَلَفَا
قد أظهر اللَّه في توعيكه عجبًا
…
للخلق شاع جهارًا ليس فيه خَفَا
لما شكا جسمُه نقصًا فشابهه
…
بحرُ القياسِ وولَّى يطلُبُ التَّلفَا
وحين عُوفي زاد البحرُ وانحدرت
…
أمواجُه ثم نلنا فرحةً ووفَا
[الشِّهاب الحجازي]
ومنهم الشيخ أبو الطيب أحمد بن محمد بن علي بن حسن الحجازي، وله فيه شيء كثير. فممَّا رأيتُه عدي بخطِّه: ما كتبه إليه وقد عُوفي من رمدٍ عَرَض له:
لا تختشي من رَمَدٍ ولا تخف
…
مِنْ حاسدٍ وارْضَ له بالبَيْنِ
فاللَّه عافاكَ على رُغْم العِدَا
…
نَعَمْ وقد كفَاكَ شرَّ العينِ
ومنه ممَّا كتب في سنة أربع وثلاثين وثمانمائة:
مولاي يا قاضي القُضاة ومَنْ غَدَتْ
…
كلُّ الورى تَفديه بالأحْداقِ
هُنِّيت عامًا مقبلًا يا سيدي
…
وسَمَوْتَ للعلياء باستحقاقِ
أهل الحُبُوس بأسرهم أطلقتَهم
…
وأسرتَهم بمكارمِ الأخْلاقِ
كم مِنْ لسانٍ بالثَّنَا أطلقتَه
…
فلأنتَ ممدوحٌ على الإطلاقِ
ومنه قوله:
شكرًا لرب السماء
…
على جزيلِ العطاءِ
(1) كتب المصنف هذه الأبيات بخطه في (ح)، وقد أوردها في الضوء اللامع 2/ 143، وشيخه صاحب الترجمة في المجمع المؤسس 3/ 77 - 78.
فقد سُرِرْتُ بيومٍ
…
قد نلتُ فيه مُنَائي
والمنصبُ الآن أضحى
…
ذا بهجةٍ وسناءِ
بشيخ الإسلام حقًّا
…
والحَبْرِ في العُلمَاءِ
شهابِ دين إله الـ
…
ـعِبادِ رب العَلاءِ
رأسِ السِّيادةِ فينا
…
وسيِّدِ الرُّؤساءِ
كنزِ العُلوم بحقٍّ
…
ومطلبِ الفُقَراءِ
كم طالبٍ قد أتاه
…
أولاهُ خيرَ وَلاءِ
الوجهُ عن بِشْرِ يَروي
…
وكفُّه عَنْ عطاءِ
حديثُه طاب نَثْرًا
…
وفيه طيٌّ لدائي
يا بحرَ عِلْمٍ ولكن
…
لم يضْطَرِب بالهواءِ
أُوتِيتَ بَسْطَةَ علمٍ
…
بمصرَ في الفُقَهاءِ
وأنت مِنْ خيرِ قَوْمٍ
…
تخلَّقُوا بالوفاءِ
وبعد كسرٍ أتتنا
…
بشائرٌ بالهناءِ
وللأنام ابتهالٌ
…
في صُبحِهِمْ والمساءِ
لربِّهم بدُعاءٍ
…
لكم بطُول البقاءِ
وليس فيهم مُرَاءٍ
…
حقًا بغيرِ مِرَاءِ
هذا لعَمْرِيَ بيتٌ
…
عليه قَصْرُ ثنائي
وحقٌ إذ عم فضلًا
…
يَخصُّه بالدعاءِ
أعِنْهُ يا خيرَ عونٍ
…
والطُفْ به في القضاءِ
ومنه مما قرأته بخطه قوله:
إنْ فَرَّقَ اللحظ فيَّ الفتك أم والى
…
لا تتركَنْ بعدَ أخذِ الرُّوحِ أموالا
فالقتل أيسرُ ما يُلقى المحبُّ لِذَا
…
عَذابُه عنده عذبٌ ولو طالا
فمن تفنُّنِ عشقي في هوى قمري
…
أحبُّ مِنْ أجل ذكرِ الحبِّ عُذَّالا
وإن وَفَى الحِبُّ وافاني الرَّقيبُ فَمِنْ
…
فرطِ المَسَرَّةِ أهوى مِنهُ إقبالا
للَّه خفةُ رُوحٍ منه واعجبًا
…
وكم حملتُ بها في الحُبِّ أثقالا
وسيفُ ناظرِه حَدَّاه كم قَطَعت
…
إن لم يَصْل قبل قطعٍ منه أوصالا
ولا عجيب إذا ما كان في فمه
…
حلاوةٌ مذ أرانا القَدَّ عَسَّالا
أو مال قدٌّ له سكرًا فلا عجبٌ
…
إذا تضمَّن منه الثَّغرُ جِربالا
وليلةٍ جمعتني والحبيبَ غدت
…
في وجنةٍ لزمانٍ مَرَّ لي خَالا
والقُضْبُ في الرَّوضِ قدْ مالت له وغَدتْ
…
لما تَثَنَّى تبُوسُ الأرض إجلالا
والنَّرجِسُ الغَضُّ في الأَدْواحِ قام على
…
ساقٍ وقبَّل أيضًا منه أذيالا
والدَّوْحُ لما اكتسى مِنْ زهره حُللًا
…
من غَيْضِه قد تردَّى الغصنُ أسمالا
والرَّوضُ يضحك مِنْ فعل السَّحابِ وقد
…
بكى وأسْبَل دمعًا فيه هطَّالا
والأرضُ تشكرُ إنعامَ السَّماء كما
…
شكري لأنُعُم خيرِ الناس (1) ما زَالا
قاضي القُضاةِ شهابِ الدين أحمدَ مَنْ
…
لا زِلْتُ أحمدُه ليلًا وآصالا
وشيخ الإِسلام كهف الناس مَنْ جُعلت
…
سِماتُه مِنْ (2) عُلَا علياه إذُ لَالَا
ما زاغ يومًا عَنِ السُّؤَّال في طلبٍ
…
ولم يدع عَرَضًا عنهم ولا مالا
وطالبُ العلمِ والجدوى إذا قصدا
…
جنابَه وجَدَا فضلًا وإشغالا
كم حلَّ مِنْ مُشكلٍ عند المباحث لا
…
تُحصى وأبدى مِنَ الأبحاث أشكالا
صفاته علَّمتني كيف أمدحُه
…
وأظهرت لي مِنَ (3) الأفعال أقوالا
لا حِلتُ يا عاذلي عَنْ مدحه أبدًا
…
وهو الذي عَنْ مزيدِ البِرِّ ما حالا
(1) في (ب): "الورى"، خطأ.
(2)
"من" ساقطة من (ب).
(3)
في "المختصر": "من له".