الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الجعبري]
ومنهم: السراج عمر بن محمد بن علي بن محمد ابن العلامة برهان الدين الجعبري، شيخ بلد الخليل.
أنشدني لنفسه بمدح "النخبة"، إذ قرأها على مصنِّفها صاحب الترجمة، فقال:
أبدعتَ يا حبْرُ في كل الفنون بما
…
صنَّفتَ في العلم مِنْ بَسْطٍ ومُختصرِ
علمُ الحديث به أصبحتَ منفردًا
…
وللأنامِ فكم أبرزْتَ مِنْ غررِ
لقد جلوتَ عرُوسَ الحُسْنِ مبتكرًا
…
فيما أتيتَ به من "نخبة الفِكَرِ"
إذا تأمَّلها بالفكرِ ناظرُها
…
تَهْمِي فوائدُها للفكرِ كالمَطرِ
[عمر الطرابلسي]
ومنهم: السراج عمر بن محمد الطرابلسي الحنفي.
فقرأت بخطه يمدح صاحب الترجمة، ويهنئه بوظيفة تدريس الشافعية بالشيخونية، وإفتاء دار العدل، وتدريس الحديث بالجمالية، فقال:
مراتبُ أهلِ الفضلِ تسمو بهم قدرًا
…
وأوصافهم مَنْ ذا يطيق لها حصرا
إلى أن قال:
وإنّ أبا العباس أهلٌ لمنصبٍ
…
وأولى بتدريسٍ تولّاه والأجرَا (1)
لِمَا اجتمعَتْ فيه مِنَ المُلَح التي
…
تَزينُ معانيها قوافٍ أتتْ شِعْرَا
كعفَّةِ نفسٍ واتضاعٍ ورأفةٍ
…
وجودٍ ومعروفٍ يجودُ به برَّا
وعقلٍ وآراءٍ وحُسْنِ سياسةٍ
…
وطيبةِ أخلاقٍ وسمت به البُشْرَى
إلى أن قال:
(1) في (ط): "والأحرى".
وما نال (1) في علمِ الحديثِ فواضحٌ
…
روايته فيه بدارِسها جهرَا
وإسناده الأقوى به كلُّ حاسدٍ
…
ضعيفٌ ومِنْ بلواه لم يستطع صبرَا
مكانتُه المرفوعةُ القدرِ في الدُّنَا
…
بها وُضِعَت أقوالُ أضدادها قهرَا
إلى أن قال:
تهنَّ بما أوليتَه (2) ووَلِيتَه
…
شهابَ الدُّنَا والدين في أنْعُمٍ تَتْرَى
إلى أن ختمها:
عليه صلاة اللَّه ما سار ممتط
…
قَلُوصًا إلى نجدٍ وطاب له المسْرَى
عُويس السعدي
ومنهم: العالية الشَّرف عيسى بن حجج السعدي، الملقب عُويسًا، الآتي في الألغاز (3) مِنَ الباب السادس.
رأيت له قصيدةً بخطِّه امتدح بها صاحبَ التَّرجمة، وسمعها هو والصَّلاح خليل الأقفهسي مِنْ لفظه في سنة تسع وتسعين وسبعمائة، فقال:
ما سار مَنْ أهواهُ لكن قد سَرَى
…
في ليله مِنْ شَعْره مُتَسَتِّرَا
وأجازَنِي بالوصل عن غَزَلي الذي
…
يحلو بغزل اللَّحظِ منه مكرَّرا
وبضيفِ طيفٍ خصَّني تحت الدُّجى
…
كرمًا فصيرتُ المنام له قِرَى
قَمَرٌ مُحَيَّاهُ وغُصنٌ قَدُّهُ
…
بهرَ الغزالةَ وهو يُدعى جُؤذُوَا
منها:
بالحُسنِ منه جانَس الإحسان مِنْ
…
يُمناك تجنيسًا لقد سُرَّ الورى
(1) في (أ): "زال".
(2)
في (أ): "أوتيته"، وفي (ط):"أوليت".
(3)
2/ 823.
زُمرًا لك الشُّعراء مِنْ فُصحائِهم
…
أمُّوا وقد جعلوا مديحَك مَتْجَرَا
أغنيتهم وغنيتَ عَنْ أمداحهم
…
إذ كان أفصحُهم لديك مقصِّرَا
في فَحمةِ اللَّيل البهيمِ قَريحَتي
…
صيَرتُها بجميلِ ذكرك مِجمَرَا
فاستنشَقَث منها المعاطِسُ نفحةً
…
ما فاحَ منها فَاق مسكًا أذْفَرَا
يا مَنْ لقد شَفَعَ الجميل بمثله
…
ولحاسديه قَوْسَ حزمٍ أوْتَرَا
إنْ فُقْتَ جيلًا أنت منهم لا مِرَا
…
فالنَّاسُ في الأحْجَار عدُّوا الجوهرَا
بسُهيلٍ بنِ أبي ربيعة ما ارتضى
…
أنَّ الثُّريا قارنته في الثَّرى
حاشا الرَّئيسَ شهابَ دين اللَّه أن
…
يرض سِوَى شُهْبِ المجرَّة مَعْشَرَا
قد صغَّرَ الدُّنيا لديه زُهدُهُ
…
وعلى الحريص بجمعِها قد كَبَّرَا
لو لم يكُنْ بالجودِ صبًّا ما اقتنى
…
منها الدَّنانيرَ الحِسَان ولا الدَّرا (1)
بعد ابن بُرد إنْ تسلْ عَنْ شاعرٍ
…
حاك القريضَ المستجادَ مُحرَّرَا
يَمِّمْ أبا الفضل الذي مَنْ قاسَه
…
بابنِ العميد بلاغةٌ فقدِ افتَرى
أتقيسُ بالمتقدم المفضولِ مَنْ
…
هو فاضلٌ لكن أتى متأخِّرَا
لو حاول القاضي السعيدُ بحلْبة الْـ
…
ـآداب إدراكًا له لتعثَّرا
ولو انَّ رَاوي نظمِه وافَى به
…
لأبي ذُؤيّب كان منه تَنَمَّرَا
كم لابن مولانا علىٍّ مادحٌ
…
مثل الذي مدح الأمينَ وكَوْثَرَا
بلغ النِّهايَة في الحديث المنتقَى
…
وروى الصِّحاحَ وفي الرواية حَرَّرَا
والذِّكرَ فسَّرهُ على نحوِ الذي
…
قد ألَّف "الكشافَ" في أُمِّ القُرى
وعلى الخليل بنحوِه (2) يسمُو وفي
…
لغة يفوقُ أبا عبيدة مَعْمَرَا
معنًى بلفظ الشُّكرِ قد وصفُوه لي
…
والفضلُ بالفضلِ الكبير وجعفَرا
(1)"الدرا" ترخيم دراهم.
(2)
في (أ): "ونحوه".
فأجبتُهم: مولاي أحمدُ فاقَهم
…
بنَدى يدٍ كالبحرِ فاق الأبْحُرَا
قد مَاسَ في الأوراق قَدُّ يراعِه
…
كالغُصن لكن بالمكارم أثمرَا
شَرُفَتْ به الأقلامُ جمعًا كونُه
…
قلمًا أرقَّ مِنَ النَّسيم إذا انْبَرَى
قِرطاسُه المبيضُّ كافورًا حكى
…
وبخطِّه المُسْوَدِّ يحكي عَنْبَرَا
أهلُ الزَّمانِ شبيهُه حاشاك هم
…
يمشون كالحَبَّال فيه إلى وَرَا
قد خالفوني حين خالفَ مشيُهم
…
مَشيي ولا سْمي كلّهم قد صَغَّرا (1)
يا مَنْ أطلتُ مديحَه وأطبتُ في
…
إثنائه (2) وسألتُه أن يُعذِرَا
صُن ماء وجهي مثلَ ما صُنْتُ الثَّنا
…
عَنْ كلِّ مَنْ عنه النَّدى لن (3) يُؤثَرا
في سُوق فضلك قد عرضتُ بضاعتي
…
وهي المديح وأنت نعم مَنِ اشترى
أُوتِيتَ في الدَّارين ما أمَّلَته
…
وبقيتَ في كل الأمور مُخَيَّرَا
ورأيت مما امتدح به أديبُ الدِّيار المصرية عيسى بن الحجاج السعدي العالية، صاحبَ الترجمة قوله:
لو نادم المشتاقُ غيرَ نديمه
…
لم تنصرفْ عنه صروفُ هُمومِهِ
فاجعل نديمكَ من بِفيْهِ كريقِه
…
وبخدِّه يُغنيك عن مشمومِهِ
قمرٌ حوى شمس (4) الطِّلا وكأنما
…
ألقى عليها الليلُ زهرَ نجومِهِ
أفرغتُ للخمَّار أكياسي وقد
…
مُلئتْ كُؤُوسي مِنْ عصيرِ كُرومِهِ
وشربتُ في روضٍ أريضٍ نشرَه
…
كالمسك فاح لنا بطيِّ نسيمِهِ
قم يا خليعَ الشَّرب نادِمني به
…
تحت الدُّجى وانْشَقْ عَبِيرَ شَمِيمِهِ
فإذا طربتَ على سماعٍ فليكن
…
مِنْ شَدْوِ معشوقِ الدَّلال رحيمِهِ
(1) في هامش (ط، ح): لأنهم كانوا يلقبونه عويس.
(2)
في (أ، ب): "إيتائه".
(3)
في (أ): "لو".
(4)
في (ب): "شموس"، خطأ.
ريمٌ على مُضْناه يَبخَلُ باللِّقا
…
أرأيتَ بين الباخلين كَرِيمِهِ
في (1) مِيم مَبْسَمِه رحيقٌ (2) حلَّ لي
…
مَنْ لي برشفِ رحيقِه مِنْ مِيمِهِ
في نُونِ حاجبه وصَادِ لحاظِه
…
نصٌّ لعاشقه على تحريمِهِ
دمعي صديقُ الخدِّ مني حَمَّهُ
…
فانظر لفعلِ صديقِه بحميمِهِ
كم حيَّ ليلٌ مِنْ صدودِ معذِّبي
…
وكَّلتُ أجفني برعْي بهيمِهِ
كَلَمَ الحشا مني بصارمِ جفنِه
…
وبثغره الخرطومُ طبُّ كلِيمِهِ
قبَّلت قبلَةَ خدِّه مذ زارني
…
وبرشفِ (3) فيه سكرتُ مِنْ خُرطومِهِ
فَشَفَيْتُ وجْدِي مِنْ مليحِ زمانه
…
وبلغتُ قصدي مِنْ نَوال كريمِهِ
علَّامة الدُّنيا أَبو الفضل الذي
…
كلُّ الورى اتَّفقت على تعظيمِهِ
أهلًا به مِنْ قادمٍ بمكارمٍ
…
قَدِمَ السُّرورُ على الورى بقدومِهِ
كم مِنْ مُحِلٍّ قد تمنَّى طامِعًا
…
في أن يُخيِّم ساعةً برسومِهِ
كم سار في طلب الحديث مشرِّقًا
…
ومغرِّبًا وسَرَى لحِفظِ علومهِ
إسنادُه العالي أصار (4) حديثَه
…
في كلِّ درس ملحقًا بقديمِهِ
ما لحنُ إسحاق وإعرابٍ أتى
…
في كف إيهامٍ لبيت ظلومِهِ
يومًا بأعجب مِنْ ثَنَايَ على فَتًى
…
عمّت مآثرُه بَني إقليمهِ
رحم الإلهُ أباهُ في بطن الثَّرى
…
وأحلَّه بالفضلِ دارَ نعيمِهِ
وحبَا شهابَ الدِّينِ سيدَنا ابنَه
…
كلَّ المُنى بخصوصِه وعمومِهِ
بنَدَاهُ علَّمني الثناء فليس لي
…
فضلٌ به إذ كان مِنْ تعليمِه
يُعطي لراوي مَدْحِه المختومَ مِنْ
…
ذهبٍ عقِيب البِشْرِ من تَبْسِيمِه
(1) في (أ): "كم".
(2)
في (ب): "ريق".
(3)
في (أ): "ورشفت".
(4)
في (ب): "اختار"، تحريف.