الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الشريف الأسيوطي]
والشريف الصلاح محمد بن أبي بكر بن علي بن حسن الأسيوطي (1)، على ما سيأتي مدحهما في الألغاز أيضًا.
وللشريف في الأسئلة أيضًا.
وله:
قْل لقاضي قُضاتِنا
…
حُزْتَ في العلم ما كَفَاكْ
وبنظمٍ فَفُقْتَ منْ
…
فاهَ بالشِّعْرِ واقتفاكْ
وقد اقتفى الشريفُ أثرَ الهيثمي، فعمل لمَّا تزوَّجَ المحبُّ ابنُ الأشقر بابنة صاحب الترجمة رابعة، بعد وفاة زوجها ابن مكنون، الصَّداق أرجوزة أحببتُ إثباتها أيضًا هنا.
أنبأني الشَّريفُ الفاضل صلاح الدين محمد بن أبي بكر الأسيوطي، فيما شافهني به مرارًا، قال:
الحمدُ للَّه الذي أباحَا
…
عقدَ النِّكاح ومنعَ السِّفاحَا
وأحكمَ الأمورَ بالنُّقودِ
…
وزيَّن الأجيادَ بالعقودِ
وجل ربُّنَا إلهُنا الأحدْ
…
عَنِ الشَّريكِ والقرينِ والولدْ
ثمَّ صلاةٌ وسلامٌ دائما
…
على الذي للرُّسل جاء خاتَما
محمَّدٍ خير بني عدنانِ
…
نبيِّنا المبعوثِ بالإيمانِ
وآله وصحبِه والأزواجْ
…
ما لاح نجمٌ في السَّما وهاجْ
وبعد، فالنِّكاحُ مِنْ أشهى السُّننْ
…
وحبَّذا شرعٌ على هذا السَّننْ
ففعلُهُ للأنبيَا عبادهْ
…
وهو لنا في الشَّرع خيرُ عادهْ
وكلُّ مَنْ في الذِّكر قد تحلَّى
…
منهم بعقده وما تَجلَّى
(1) انظر 2/ 833.
وحين كان هكذا يقررُ (1)
…
انتظم الأمرُ بما يُحرّرُ
مِنْ رغبةِ الأنْجبِ فيما أمَّهْ
…
النخبة الرئيس عالي الهِمَّهْ
رَبيب مهدِ السَّعدِ والسَّعادهْ
…
والأصلِ والحشمةِ والسِّيادهْ
صدرُ الصُّدورِ الكاملين الرؤسَا
…
وعينُ أعيانِ الكرامِ الجُلسَا
القدوةُ المحقِّقُ الإمامُ
…
العالمُ العامِلُ والهمامُ
شيخُ شيوخِ السَّادة الصُّوفيهْ
…
السَّالكين الطُّرَقَ المرضيَّهْ
بخانقاه النَّاصرِ السُّلطان
…
هي (2) بسَرْباقُوسَ ذي الأمانِ
نائب حكم الحنفيّ المذهبِ
…
الصَّادق اللهجة ثمَّ اللَّقبِ
وهو محبُّ الدين في العقل السَّديدْ
…
فكم له مِنْ قاصِدٍ ومن مريدْ
يسعى إليه الأُمرا والكُبَرا
…
للأغنياء ملجأ والفقرا
باطنُه بالخير ذاك مذكورْ
…
وحبُّه النزيل غير منكورْ
مقدمةُ الخيار (3) والعبَّادِ
…
وصاحبُ العُكَّاز والسَّجادِ
شيخُ شيوخ العُجم والأعاربِ
…
محمَّدُ المحمود في المآربِ
نِعْمَ الفتى لباسُه الفُتُوّهْ
…
وطبعُه النَّخْوَةُ والمُرُوَّهْ
بِحَظوَةٍ عندَ الملوك وافرهْ
…
وطلعةٍ مُشرِقَةٍ وزاهرهْ
ابنُ الإمام الشَّيخ نجلِ الصُّلحَا
…
العارف الزَّكيُّ فيما رَجَحَا
لدى السلاطين مهابٌ محترمْ
…
معظَّمٌ متِّصِفٌ بذي الهِمَمْ
شرَّف دينَ اللَّه عثمَّانُ اسمْه
…
معروفة عادتُه ورسمُه
السَّابقُ الجوادُ ما فيه مِرَا
…
لأجل هذا لقَّبُوه الأشْقَرَا
(1) في (ط): "تقرر".
(2)
في (ط): "وهي".
(3)
في (ب، ط): "الأخيار"، وكتب المصنف في هامش (ح): خ الأخيار.
أحبَّه اللَّه وبالسَّعْدِ حباهْ
…
ومِنْ كلا الخيرين أعطاه مُنَاهْ
فإنُّه رُكِّن مِنْ بعد اختيار
…
منه وعرفانٍ ونقدٍ واختبارْ
إلى كرام الأصل والأحسابِ
…
بيتِ العفافِ الطَّاهرِ الأنسابِ
بيت فخارٍ وعُلَا وعلمِ
…
وسُؤددٍ وقوَّة وحلمِ
وقصد الوصلة (1) بعدَ الذَّاهبه
…
منتهزًا وراغبًا وذا هِبَهْ
بالجِهَة الجوهرة المكنونهْ
…
ذاتِ الحجاب الأرفع المصونهْ
باقية فاعجب لها قرينهْ
…
إثر اخْتِها سعيدةٌ ميمونهْ
تالية لبعلها وثانيهْ
…
عَنْ غيرها يا حُسْنَها مِنْ غانيهْ
غريبةُ الأوصاف ستٌّ بارعهْ
…
صالحةٌ وهي تُسَمَّى رابعهْ
الأيِّمُ المرضِيَّةُ الحَصِينه
…
الدُّرَّةُ النَّفيسةُ الثَّمينهْ
بنتُ الإمامِ العالمِ العلَّامهْ
…
العاملِ الحبرِ الدَّرِي الفَهَّامَهْ
عمدةِ أهل الحفظ والدِّرايهْ
…
أعلاهم في النَّقلِ والرِّوايهْ
إمامِ وقته بليغِ الخُطَبا
…
نسيجِ وحده أديب الأدبَا
فديتُه ما قُس في الفصاحهْ
…
والنَّووِيْ في العلم والرَّجاجهْ
علامةٌ للعلما الأعلامِ
…
المتقن الأوحد شيخ الإسلامِ
قاضي القُضاة الشافعي المجتهدْ
…
أستاذ كلِّ جهبِذٍ ومنتقدْ
شهاب دينِ اللَّه جاز الشُّهُبا
…
وحاز في السَّبْقِ علاءٌ رُتَبا
من غيرُه نشكرُه ونحمَدُ
…
ولو ولو فهو حقيقًا أحمدُ
ربُّ النُّهى والفضل والفضائلِ
…
بُغْيَةُ كلِّ طالب وسائلِ
نجل المحدِّث الإمام المتقنِ
…
شيخ الأنام العالم (2) المفنِّنِ
(1) في (ب): "الواصلة".
(2)
في (ط): "العامل".
العالمِ الصَّالح نُورِ الدِّينِ
…
علىِّ المكْنِي أبا الحُسينِ
العسقلانيّ الذي قد اشتهرْ
…
بما يُميّزه فَسِمْ بابنِ حجرْ
ذا حجرٌ مُكَرَّمٌ مُستلَمْ
…
وحول ركنه تطوف الأممُ
ذا حجرٌ ياقوتُه عزيزُ
…
قد حصَلَت منه لنا كنوزُ
ذا حجرٌ تفجَّرت منه بحارْ
…
ذا حجرٌ في سرِّه العقلُ يَحارْ
فإنَّه -كما علمت- أحمدُ
…
ومالكٌ بالفضل ليس يُجْحَدُ
وعسقلانيٌّ غدا كالشافعي
…
رواية النعمان خير تابعي
فادْع معي يا سامعًا لنَعْتِه
…
بأن يُطيلَ اللَّه في مُدَّتِه
بنعمةٍ سابغَةٍ عَلَيْهِ
…
وأحْسِنَنْ يا ربَّنَا إليهِ
والطُف به ألطافك الخَفِيّهْ
…
وامنحه مِنْ هباتِك الحفيَّهْ
فحمَدُوا للخاطب الخِطابَا
…
وجعلوا قَبُولَه جوابَا
وطائر اليُمن السَّعيد الميمونِ
…
قام خطيبًا قائمًا (1) بالموزونِ
هذا صداقُ عصمةٍ شرعيهْ
…
محمودةٍ واضحةٍ جليهْ
مسعودةٍ كريمةٍ سعيدهْ
…
ببدرِها المشرِقِ والفريدهْ
أصدَقه الشيخُ محبُّ الدِّينِ
…
ذو العقل والفطنة والتَّمكينِ
وهو الذي بنَعْته تقدمْ
…
في صدر هذا الرَّجَزِ المُنَظّمْ
أعني الفتى "ابنَ الأشقرِ" المسمَّى
…
أعزَّه اللَّه به وأسمَى
منه لمخطوبته المترجمة
…
"رابعة" المذكورة المُنْتَظِمهْ
أصدقها مِنَ الدَّنانير الذهبْ
…
هِرْجةً بصكةٍ قَدِ انْضَرَبْ
مِنْ النُّقودِ بديار مصرِ
…
ما حُكْمُها بين الأنام يجري
مِنْ ضرب سلطان الزَّمانِ الأشرفِ
…
بالعدِّ مائتين شُخُوصًا فاعرفِ
(1) في (ب، ط): "قائلًا".
الحالُّ منها ربعُها خمسونَا
…
اعترفت بقبضِه لدينَا
وما بقي مؤجلٌ وهو مائهْ
…
ونِصْفُها فكلُّها منجَّمهْ
إلى ثلاثين مِنَ الأعوامِ
…
مع سبعة ونصفٍ حول تامِ
في كلِّ عامٍ أربعٌ معدودهْ
…
كما أنت أوصافُها مسرودهْ
بقِسْطِها مِنْ يومِ هذا العقدِ
…
حسْبَ تراضيهم بلا تعدِّ
زوَّجها منه بذا بإذنها
…
مع الرضا وَلِيُّهَا والدُهَا
سيدُنا قاضي القُضاة الحبْرُ
…
ومَنْ له في ذا النِّظام ذكرُ
العسقلانيُّ شهابُ الدِّينِ
…
فهو أَبو الفضل على اليقينِ
يا ربَّنا أدِمْ لنا أيامَهْ
…
واسبِغْ علينا دائمًا إنْعامَهُ
وقَبِلَ التَّزويجَ بالوكالهْ
…
أقضى القضاة صاحبُ الأصالَهْ
في العلما أوحدَهم والفُضَلا
…
والأذكيا والفُطَنَا والنُّبَلا
المولويُّ محمّد السفطيُّ
…
أسعده إلهُنا المِليُّ
وثبتَ التوكيلُ بالقبولِ
…
عن صدور العقد بالمقول (1)
وبان أمرُ الزَّوجة المذكورهْ
…
واتَّضحت أحوالُها المشهورهْ
بعد وفاة بعلِها أقضى القُضاهْ
…
بأمرِ ربِّنا القديرِ وقضاهْ
فبعلُها هو الإمام الفاضلُ
…
العالم المفتىُّ وهو العاملُ
بثغرِ دمياط شهابًا كانَا
…
خليفة الحكم بها وبانَا
كان يكنَّى بأبي العباسِ
…
وهو ابن مكنون بلا إلباسِ
عبد مناف على رسم النَّسبْ
…
بُوِّأ في جِنَانِه أعلى الرُّتبْ
ثم انقضاءُ عدةِ الوفاةِ
…
محسوبةٌ عدًّا بلا فَواتِ
تزوُّجًا معتبرًا شرعيَّا
…
مستوفيًا شروطه مرضيَّا
(1) هذا البيت لم يرد فى (ب)، وورد في (أ) قبل البيت السابق.
في ثامن ذي الحجة (1) الحرامِ
…
عام ثلاثين مِنَ الأعوامِ
تلي ثمانمائةٍ سِنينَا
…
ماضية معدودة يقينَا
مِنْ هجرة نبوية معلومهْ
…
فاعرف فهذا آخر المنظومهْ
والحمد للَّه على هذا النظامْ
…
فذكره الشَّريفُ كالمسك ختامْ
وعمل غيره قبل ذلك صداق "فرحة" البكر حين تزوَّجها المحبُّ المذكور قبلَ أختها، وافتتحه بقوله:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة: 1].
بنو حجر أكرمُكم مقامًا
…
لكم بيتٌ يُحجُّ له وسبحه
أتاكم خاطبٌ فرحًا مُحِبًّا
…
فجاء بفرحةٍ وغدا بفرحه
الحمد للَّه على التَّحصينِ
…
وجعلَنا في حِصْنه الحصينِ
فوقَ ذرى عقودِه المشرَّفه
…
ولَمْ تزل جليلةً مشرِّفَهْ
أشهد أن اللَّه واحدٌ صمدْ
…
وأنه سبحانه (2) قد انفردْ
ليس له مِنْ زوجةٍ ولا ولدْ
…
ولم يكن لربِّنا كفوًا أحدْ
أشهدُ بالبعث وبالرِّسالهْ
…
لأحمد الهادي مِنَ الضَّلالهْ
صلَّى عليه بارىءُ العبادِ
…
ما فرِحَ الآباءُ بالأولادِ
هذا صداقُ عصمةِ سعيدهْ
…
ونسبةٍ قصورُها مَشيدهْ
يحفظ في الغَيْبَةِ والحُضُورِ
…
وافرة النَّصيبِ في الأجورِ
شيخيَّة علمَّية أصْلِيَّهْ
…
فرعيَّة يانعة زكيَّهْ
أورق منها غصنُها وأثمرا
…
ولاح فيها بدرُها فأقمرَا
بنت العُلا والعلمِ أهلِ الصُّفَّهْ
…
وكم لهم مِنْ مجلسٍ بِعِفَّهْ
وبعدُ، فالنِّكاح سنَّة النَّبي
…
الأبطحيِّ الهاشميِّ العربي
(1) في (ب): "من في الحجة"، خطأ.
(2)
في (ب): "ولم يزد سبحانه".
قد قال في حديثه: "تَنَاكَحُوا
…
تناسُلوا"، والسرُّ فيه واضحُ
وكان أولى باستماعِ الخبرِ
…
أهلُ الحديثِ لاقتفاء الأثرِ
العالمونَ العاملونَ الصَّفوةُ
…
السالكون الناسكون القُدوةُ
الخاشعون العابدُون الصُّوَّمُ
…
الراكعون الساجدون القوَّمُ
اللابسون خرقَةَ التَّصَوُّفِ
…
ومَنْ مَشَوْا على طريق السَّلفِ
فهم أُولو الرأي على الحقيقهْ
…
ومرشدو الطُلّاب (1) للطريقهْ
وقد أراد اللَّه جمعَ الشَّملِ
…
بين أُولي العلمِ وأهلِ الفضلِ
فنظر الشيخُ الإمامُ العالمُ
…
العاملُ الكفءُ المثيلُ الحاكمُ
خليفة الحكم العزيز الحنفي
…
فَفُهْ بطيبِ نشرِهِ وعرِّفِ
شيخ شيوخ خانقاةِ الناصرِ
…
وهو لسِرياقوس خيرُ ناصرِ
شيخ شيوخ عُرْبِها والعجمِ
…
ومَنْ غدا مرتفعًا كالعَلَمِ
وهو محبُّ الدِّين والعبادَهْ
…
وصاحبُ العُكَّاز والسَّجادَهْ
رأسُ المعالي ولسانُ الجُلَسَا
…
وعينُ أعيانِ الزَّمان الرُّؤسَا
شيخُ الطَّريقِ رأيهُ سديدُ
…
وكم وكم فينا له مريدُ
هو اسمه محمَّدٌ (2) وفعلُهُ
…
محمَّدٌ ومثل ذاك أصلُهُ
عُلُوُّهُ بين الورى لا يختفي
…
عَنْ أحدٍ لأنَّه ابنُ الشَّرفِ
والده الشيخُ العظيمُ الشَّانِ
…
وصدرُ أقصى مجلسِ السُّلطان
أي شرف الدين اسمه عثمانُ
…
وهو أَبو عمرو له استنانُ (3)
بالسبق في الجود (4) ولا يستنكرُ
…
من سبقِه فهو الجوادُ الأشْقَرُ
(1) في (أ): "الطالب".
(2)
في (أ): "حمد"، تحريف.
(3)
في (ب، ط): "وله أسنان".
(4)
في (ب): "يسبق الجود"، وفي (ط):"يستبق الجود".
أسعده اللَّه وحيَّا سلفَهْ
…
برحمة منه وأبقى خَلَفهْ
على مدى الدهر (1) وأحيا ذكرهْ
…
وأنه استعمل بنتَ الفِكْرَهْ
ودقَّق الفِكْرَ وحقَّقَ النَّظرْ
…
فلم يَجِدْ مثلَ الرَّئيس ابنِ حَجَرْ
سيِّدِنا الشيخِ الإمام العالِمِ
…
ذي الفضلِ والإحسان والمكارِمِ
الحافظِ المحدِّث الأصولي
…
الطيِّبِ الفُروعِ والأصولِ
القدوةِ المسلِّكِ الرَّبَّاني
…
المطلَقِ اللِّسانِ والعنانِ
فهو شهابُ الدين ربُّ المنقبَهْ
…
رامي (2) شياطين الرُّواة الكَذَبهْ
وهو أَبو العباس وهو أحمدُ
…
وهو لنا مُسْتَنَدٌ (3) ومُسْنِدُ
العسقلانىُّ عظيم (4) الشانِ
…
وبيتُه يدعى بعسقلانِ
له في الفضل ركنٌ وحجرْ
…
حَجَّ إليه الطَّالِبُون للخبرْ
ذا حجرٌ مكرمٌ بالعِظمِ
…
لكيمياء العلمِ مثل العلمِ (5)
خليفةُ الحكمِ العزيزِ الشافعي
…
حديثه كرّرَ لكلِّ سامعِ
حديثُه سارت به الرُّكبانُ
…
وسعدُه ساعدَهُ الزَّمانُ
وأنه المفتي بدارِ العدلِ
…
شيخُ الشُّيوخِ العارفين الكُلِّ
شيخ شيوخ خانقاة المَلِكِ (6)
…
بيبرسَ رُكن الدين ذي التَّنَسُّكِ (7)
ابن الإمام الشيخ نور الدينِ
…
ذاك الذي بنوره يهديني
كنيتُه بين الكُنى أَبو الحسنْ
…
ونعتُه مثل أبيه نعتٌ حسنْ
(1) في (أ): "الذكر".
(2)
في (أ): "راوي"، تحريف.
(3)
في (ب): "سيد".
(4)
في (ب، ط): "العظيم".
(5)
في (ط): "القلم".
(6)
في (ب): "المليك".
(7)
في (ب): "التنسيك".
وهو عليُّ وعليٌّ كاسمِهِ
…
لكن له كنانَةٌ بسهمِهِ
وهي له وقايةٌ مِنَ العَرضْ
…
سلَّمهُ اللَّه وآتاه الغَرضْ
فجاءه الزَّوجُ الكريمُ خاطبا
…
وطالبًا لقُرْبِه وراغبا
في ابنته السَّيدة المصونهْ
…
والدُّرَّةِ الفريدة المكنونهْ
يا سعده قد ظفرت يمينُه
…
يا حبذاك دينُها ودينُهْ
جوهرةٌ خَوْدٌ عروسٌ كاعبُ
…
وكم لها مِنْ حُسنِها مناقبُ
وإنها قد عظُمَتْ وجلَّتْ
…
تُخْجِلُ الشَّمسَ إن تجلَّتْ
وإنها تحفُة أهلِ الأدبِ
…
وإنَّها دارُ حديثٍ طيِّبِ
وجاءها على السَّماعِ المطربِ
…
نقط فيه "فرحةً" بالذَّهبِ
فيالها مِنْ زوجةٍ وفرحه
…
تُفْرِحُ قلب الزوج وهي "فَرْحه"
المعصرُ البكرُ وصان اللَّه
…
حجابَها وارتفعت ذُراهُ
وبذلَ الزَّوجُ لها صَدَاقًا
…
على رضا والدها اتفاقَا
أصدقَها بذمَّةٍ وفيَّهْ
…
وقدرةٍ أموالها ملِيَّهْ
وقد حباها ذهبًا مختوما
…
هِرْجة عينا له (1) معلومَا
جملته بالصَّجْنَةِ (2) المصريّهْ
…
وقدره في الوزن والكميّه
مائةُ مثقالٍ وأربعونَا
…
النِّصفُ مِنْ جُملته سبعونَا
فمنه خمسون على الحُلولِ
…
والقبض أربعون بالتَّعجيلِ
لكن مِنَ الخمسين تبقى عَشرهْ
…
وهي (3) على حلولها مُقَدَّرَهْ
وذلك القبضُ تولَّاه الأبُ
…
بحجره فهو الوليُّ الأقربُ
(1) في (ب، ط): "هذا".
(2)
في (أ): "بالصَّبحة".
(3)
"وهي" ساقطة من (ب، ط).
منجمٌ تسعون مثقالًا ذَهبْ
…
يدفعُها المُصْدِق كلَّما وجبْ
ثلاثةٌ في سلخ كلِّ عامِ
…
مِنْ يومنا هذا إلى الإتمامِ
هُما هُما تناسَبا تصاهرَا
…
حازا مِنَ العليا نصيبًا وافرا
تخَاطبا إذ ذاك بالإجابة
…
ورأيَا رأيًا له إصابهْ
أكرِمْ به عقدًا جرى (1) توافيا
…
سعى إليه السعد بشرًا حافيًا
فأذِن الوالدُ باختيارِ
…
في العقد بالصَّداقِ باختيارِ (2)
ورُفِعَ الأمرُ إلى سيدنا
…
وشيخنا شيخِ الأنام معلنَا
أعظِمْ به سيِّدنا مولانا
…
وكم له مِنْ مِنَنٍ أولانَا
وإنه عالمُ أهلِ العصرِ
…
وحيدُه وهو فريدُ الدَّهرِ
علامةُ الوقتِ خطيبِ الخطبا
…
رئيس أهل (3) الفضل قُسُّ الأدبَا
بليغُ غايات النُّهى والأدبِ
…
فصيحُ إعجام لسانِ العربِ
وحجَّةُ الفتوى وكنزُ الطلبِ
…
والغاية القصوى لأهل الطلبِ
أعني جلالَ الدينِ أبقى اللَّهُ
…
أيامه وزاد في عُلاهُ
وهو أَبو الفضل سَما إفضالَا
…
وزاده ربُّ السَّما جلالا
وشيخ الاسلام مليكُ العُلمَا
…
قاضي قُضاة المسلمين العُظَمَا
وهو الكنانىُّ النَّسيبُ الشافعي
…
ومعدنُ العلمِ الشَّريفِ النافِع
وسيدٌ ومالكٌ وأحمدُ
…
حتى إلى النُّعمان أضحى يُسنِدُ
وهو الذي يُفدَى بكلِّ عينِ
…
وهو الإمامُ الأعظمُ البُلقيني
أفديه مِنْ محقِّقٍ (4) مدققِ
…
مجتهدٍ حبرٍ ومفتي الفِرَقِ
(1) في (ب): "حوى".
(2)
في (ب): "بلا اختيار".
(3)
في (ب): "رئيس الفضل".
(4)
"محقق" ساقطة من (أ).
أعانه اللَّه على مرضاتِه
…
وباركَ الرَّحمنُ في حياتِه
وعاشَ في أخلافه مُعينا
…
كما غدا حِرْزًا لنا أمينَا
ووكَّل الخاطبُ بدرًا عظُمَا
…
أخاه في قَبُولِ عقدٍ نُظِما
مخدومُنا السيدُ بدرُ الدِّينِ
…
حُسَيْنُنا المحسنُ باليقينِ
وكَّلَه يقبلُ عَقْدها عَلَى
…
صَدَاقِها هذا كما قد فُصِّلا
فأوجبَ العقدَ على المُسَمَّى
…
قاضي قُضاة الشَّرعِ زاد عِلمَا
بعد ثبوت الإذنِ والتَّوكيلِ
…
لديه والخطابِ للوكيلِ
ووضح الأمرُ بغير (1) دافعِ
…
وأنَّها خلت مِنَ الموانِعِ
موانع عَنْ عقدها مرتفعهْ
…
وكنَّه شروطها مجتمعهْ
وقَبِلَ العقدَ الوكيلُ فيهِ
…
على الصَّدَاقِ وهو عَنْ أخيهِ
في الجمعة الغراء وحصنها عندهْ
…
شهادة في الثاني مِنْ ذي القعدهْ
مِنْ سَنَةٍ وهي ثمان عشره
…
مقرونةٍ باليُمْنِ والمسرَّهْ
بعد ثمانمائة سِنينَا
…
سالفةٍ وقد خَلَتْ مُبينَا
مِنْ هجرةِ المختار صلَّى اللَّهُ
…
عليه فاللَّه قد اصطفاهُ
وأنه نهى عَنِ السِّفاحِ
…
وحثَّ في الدِّين على النِّكاح
ورغَّب الأمَّةَ في التَّزويجِ
…
لأنه أحفظ للفروجِ
والحمد للَّه على التَّأليفِ
…
بينهما والنَّظمِ والتأليفِ
أصدقنا في حُبِّه تعطُّفا
…
وحسبُنا اللَّه تعالى وكفى
به وبالإذن وبالتَّوكيلِ
…
وقبضه المشروح في التَّفصيل (2)
(1) في (أ): "بكفر".
(2)
ورد هذا البيت والذي يليه في (أ). بعد قوله: "له في الفصل ركن وحجر. . . " ص 507.