الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عليها بأختامهم. ومن نماذج هذه الوثائق صلك صغير يقول كاتبه: "180 كورًا من الشعير هدية "أو نذرا" لونانا حاكم زيمودار، تسلمها أورجالاليم باسم "معبد" شولجي نانا "الكائن" على ترعة دورول. شهر شيجوركود، عام ولاية شوسين الملك المقدس"1.
ثم وثيقة قرض يقول كاتبها: "120 شاقلا من الفضة، أرباحها 5 شواقل لكل 60 منها شاقل، اقترضها أداكالا من أوردولازاجا، على أن يسددها في شهر سيج وأقسم على ذلك باسم الملك". وبعد أن وقع ثلاثة شهود، أرخ الكاتب لوحته بقوله:"شهر شيجوركود في عام أنقد الملك المقدس إبي سين، سيمورو". ثم ختم المستدين على الوثيقة بختمه ثلاث مرات2.
وإذا حرر المتعاقدون لوحتهم خارج عاصمتهم، أضافوا إلى اسم الشهر والعام، اسم حاكم منطقتهم، وربما اسم الموظف الذي يؤدي عمل القاضي فيها أيضًا3.
1 حكم شوسين فيما بين 1981 - 1972ق. م تقريبًا.
Th. J. Meek، Anet، 217; L. Legrain، R.A.، Xxx “1933”، 117-125، No. 7.
2 يحتمل توقيت عهد إبي سين بما بين 1972ق. م.
Th. Meek، Op. Cit.،; J.B. Nies، Op. Cit; No. 30.
3 Meek، Op. Cit.،; Gadd، Op. Cit.، 173.
الفنون:
صاحب التقدم السياسي في أور نشاط معماري وتطور فني لم يبق للأسف من نماذجهما غير القليل. فقد بقيت من آثار معابد أور بقايا زقورة فخمة أقيمت في عهد أرونمو على أطلال زقورة أقدم منها نسبت إلى أيام أسرة أور الأولى1.
وقد شيدت فوق ربوة متسعة تنهض في الزاوية الغربية من الحرم المقدس للمدينة وهو حرم مسور واسع ذو بوابات، وشادها أصحابها من ثلاث مسطحات أو "طوابق" متتالية تميل قاعدتها الرباعية وجدران مسطحها الأول ميلًا قليلًا إلى الداخل، وتتعاقب المشكاوات على جوانبها، وتتوجها مقصورة علوية. وشادوا بناءها من اللبن كعادة أسلافهم ثم كسوا جدرانها الخارجية بالآجر الأحمر المرصوص فوق ملاط من القار. وكان يؤدي إلى مسطحها الاول ثلاثة طرق صاعدة طويلة ذات درجات كثيرة، طريق أوسط وطريقان جانبيان. وأكملت هذه الزقورة ورصف فناؤها في عهد شولجي بن أورنمو، ثم حظيت بتعديلات كثيرة حتى جددت بعد أمد طويل من إنشائها في عهد نبوخذ نصر ثم أكملها نابو نهيد خلال العصر الكلداني المتأخر حيث كسيت المقصورة العلوية بالطوب المزجج ذي اللون الأزرق اللامع، وترجع بقاياها الحالية إلى ما بقي من هذا التجديد بعد تخربها في العصر الفارسي، ولو أن ذلك لا ينفي أنها نشأت فخمة منذ بدايتها بحيث
1 Antiquaries Journal، 1925، 437 F.; 1934، Pl. Xlix; H. Lenzen، Die Entwicklung Der Zikkurrat، 47 F.; L. Woolley، Ur Excavations، Ii، 1939، Pl. 41.
وانظر سومر 1961 - ص5.
كانت تشرف على مدينتها وترتفع مقصورتها عن آية عمارة دنيوية أو دينية فيها. ويفترض بعض الباحثين أن مسطحاتها كانت تتضمن أشجارًا غرست في نقط متفرقة منها.
ونسب إلى عهد أورنمو معبد آخر للمعبود إنليل في مدينته نيبور "نفر" بلغت مساحة المسطح الأول لزقورته 57×38 مترًا، وكشف عن جانب من السور المبني باللبن الذي أحاط بها هي وبقية توابع المعبد.
ولوحظ من التجديدات العقائدية في معباد أور أن تماثيل معبوداتها أصبحت توضع داخل مشكاوات مرتفعة يؤدي إليها درج، بعد أن كانت توضع فوق قواعدها أمام المشكاوات وليس داخلها1.
وسرت رقة الطابع في نقوش العصر، وإن ظلت شواهدها قليلة هي الأخرى، ومنها عدة مناظر سلسة الخطوط نقشت على نصب كبير من الحجر الجيري أقيم باسم أورنمو بمناسبة إنشائه أحد المعابد، وبلغ ارتفاعه الأصلي نحو ثلاثة أمتار. وتكرر تصوير الملك على وجهيه بلحية طويلة وعباءة طويلة مرسلة واسعة الأكمام وقلنسوة عريضة الحافة نصف كرية، يقدم تسابيحه ويسكب قرابينه أمام ننار إليه القمر وحامي أور وزوجته الربة ننجال وغيرهما من الأرباب أصحاب العروش والتيجان ذات القرون، يتبعه ولي عهده أو كبير أتباعه في وضع ابتهال خاشع حي. ورفع بعض أولئك الأرباب بيمينه حلقة وعصا، يحتمل أنهما كانا من أدوات قياس المعبد في بداية بنائه. غير أن أطراف مناظر النصب هي تصوير أرونمو ينقل بعض أدوات البناء، وقد سلكها في عصا رفعها على كتفه على نحو ما يحمل الراعي زاده في عصاه، وتبعه تابع يعاونه في حملها، ثم تصوير سلم خشبي كبير في وضع مائل مجسم خلال مرحلة من مراحل البناء، وتصوير معبودة مجنحة تطل من بين السحب تصب ماء من قدرها كأنها ملاك2
…
وثمة منظر على ختم يصور إبي سين ملك أور حليق اللحية برداء ذي ثنيات عريضة مزركشة يرسل أطرافه على ذراعه ويقيم بأطراف أنامله آنية دقيقة تلقاها من كاهن يواجهه في أدب وبساطة، أو يهديها إليه. وبدت ملامح الرجلين، على صغر صورتيهما، هادئة سمحة متفائلة بما يناسب الموقف أو المنظر الذي صورا فيه3.
وجارى فن النحت فن النقش في تطوره. وبقيت من نماذجه عدة رءوس نحت بعضها من الديوريت ونحت بعضها من الألباستر، وطعمت بعض عيونها بالمحار الأبيض واللازورد الأزرق، ممايعني أن الأحجار المناسبة للنحت كانت تستورد من أجله بخاصة، وقد بذل الفنانون فيها جهدًا ملحوظًا لإظهار تعبيرات الوجوه ومسطحات عظامها وهيئات الشفاة، وتصفيفات الشعر للرجال والنساء، وتفاصيل أغطية الرأس التي كان منها الشال والعقال للرجل والعصابة للمرأة، وإن ظلت العيون فيها جميعها جاحظة متسعة.
1 Frankfort، The Art And Architecture
…
، 69.
2 Leo Legrain، “The Stele Of The Flying Angles”، Museum Journal، Xviii “1927”، 75 F.
3 Frankfort، Op. Cit.، Pl. 54 A.
ومن أمتع ما بقي من هذه الرءوس، رأسان تعتبران من روائع الفن الواقعي في عصرهما، إحداهما لأنثى "أو معبودة" نضرة الوجه زادت من حلاوتها نقاوة حجر المرمر الذي قدت رأسها منه، وقد انسابت جدائل شعرها على كتفيها من تحت عصابة رأس سميكة ملفوفة. والرأس الأخرى من الفخار لرجل ملتح يرتدي عمامة هرمية لطيفة فوق رأسه1.
واحتفظت أور بمقابر بعض أمرائها وأثريائها، وشابهت
…
المقابر في أسلوبها طرز المقابر القديمة التي سبقت العصر الأكدي فيها، وتميزت عمارتها ببناء سقوف حجرات دفنها على هيئة عقود مقبية أو على هيئة الهرم الناقص، مع استخدام الدبش فيها. وما من شك في أنها كانت تتضمن، مثلما تضمنت المقابر السابقة عنها، ما تعبر به عن ترف حياة أصحابها ورقة أذواق عصرهم.
1 Op. Cit.، Pl. 54 B-C.