الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
15 -
كِتابُ الاِستسقاءِ
(كِتابُ الاِستسقاءِ): هو طلب السُّقيا بتضرُّع.
1 - بابُ الاِسْتِسْقَاءِ، وَخرُوجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الاِسْتِسْقَاء
(باب الاستسقاء، وخروج النبي صلى الله عليه وسلم فيه)؛ أي: خرج إلى الصحراء.
* * *
2 - بابُ دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ
"
(باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم)
" سنين" جمع سنة شذوذًا بتغيُّر مفرده من الفتح للكسر، وكونه
غيرَ عَلَمٍ عاقل، وحكمه أيضًا مخالفٌ لجموع السلامة في جواز إعرابه بأوجه بالحروف كـ: مسلمين، وبالحركات على النون منونًا وغير منون، منصرف وغير منصرف.
* * *
1006 -
حَدَّثَنَا قُتيْبَةُ، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّناَدِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكعَةِ الآخِرَةِ يَقُولُ:"اللَّهُمَّ أَنْج عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ أَنجْ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أَنْج الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللَّهُمَّ أَنْج الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا سِنِينَ كسِنِي يُوسُفَ"، وَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"غِفَارُ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ". قَالَ ابْنُ أَبِي الزِّناَدِ، عَنْ أَبِيهِ: هَذَا كلُّهُ فِي الصُّبْح.
الحديث الأول:
"المستضعفين" من ذكر عام بعد خاص.
"وطأتك" بفتح الواو: الدَّوس بالقدم، سُمِّي بها الإهلاك، لأن مَنْ يطأ على شيء برِجله فقد استقصى في هلاكه، والمعنى: خُذهم أخذًا شديدًا.
"اجعلها"؛ أي: الوَطْأة.
"كسني يوسف"؛ أي: في بلوغ غايةِ الشدة، ويحتمل أن الضمير
يعود على (سنين)، وإن لم يَسْبِقْ لها ذكر لدلالة (كسِني يوسف) عليه.
"غِفار" بكسر الغين المعجمة وخِفَّة الفاء وبالراء: أبو قبيلة من كِنانة.
"أسلم" بفتح الهمزة واللام، وفي هذا اللفظ بلاغة الجناس.
وسبق الحديثُ في (باب يَهْوي بالتكبير حين يسجُد).
"ابن أبي الزِّنَاد"؛ أي: عبد الرحمن، واسم أبي الزِّنَاد عبد الله.
قال (ط): أجمعوا على جواز الخُروج في الاستسقاء إلى المصلَّى، فقال أبو حنيفة: يدعون وإن خطب مُذَكِّر إليهم فحسَنٌ بلا صلاة، وقال سائر الفقهاء: يُسَنُّ فيها ركعتان لثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال: وفيه الدُّعاء على الظالم، وللمؤمنين بالنجاة، وقيل: يدعو على مُنتهكي حرمةِ الدِّين بالهلاك، وإلا فيدعو لهم بالتوبة كما قال صلى الله عليه وسلم:"اللهمَّ اهْدِ دَوسًا، وائْتِ بهم"، وروي عن أبي بكر وزوجته: أنهما كانا يَدْعُوانِ على عبد الرحمن ابنهما يومَ بدرٍ بالهلاك إذا حَمَلَ على المسلمين، وإذا أَدْبَر يدعوانِ له بالتوبة.
قال: وقد تفاءل صلى الله عليه وسلم لغِفار وأسْلَم مِن اسمهما فَألًا حسنًا، وكان يعجبه الفألُ الحَسَن.
قال (خ): خَصَّ غِفارًا بالمغفرة لمبادرتهم بالإسلام وحُسْنِ بلائهم، وأَسْلم بالمسالمة، لأنَّ إسلامهم كان سِلْمًا من غير خوف.
* * *
1007 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا رَأَى مِنَ النَّاسِ إِدْبَارًا قَالَ: "اللَّهُمَّ سَبْعٌ كَسَبْع يُوسُفَ"، فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ حَصَّتْ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَكَلُوا الْجُلُودَ وَالْمَيْتَةَ وَالْجيَفَ، وَيَنْظُرَ أَحَدُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فَيَرَى الدُّخَانَ مِنَ الْجُوعِ، فَأَتَاهُ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! إِنَّكَ تَأْمُرُ بِطَاعَةِ اللهِ وَبِصِلَةِ الرَّحِم، وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا، فَادْعُ اللهَ لَهُمْ، قَالَ اللهُ تَعَالَى:{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} إِلَى قَوْلِهِ {عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى} ، فَالْبَطْشَةُ يَوْمَ بَدْرٍ، وَقَدْ مَضَتِ الدُّخَانُ وَالْبَطْشَةُ وَاللِّزَامُ وَآيَةُ الرُّومِ.
"الناس"؛ أي: من قريش، فاللام للعهد.
"إدبارًا"؛ أي: عن الإسلام.
"سبع" خبر مبتدأ محذوف؛ أي: البلاء المطلوب نزوله عليهم سبع سنين كالسنين السبع التي كانت في زمن يوسف، وهي السَّبعُ الشِّداد التي أصابهم فيها القَحْط، أو المدعوُّ به عليهم قحط كقحط سبع سني يوسف، أو مبتدأ خبرُه محذوف؛ أي: سبع كسبع سني يوسفَ مطلوب، وفي بعضها:(سبعًا) بتقدير فعل؛ أي: اجعل سِنيهم سبعًا، أو لتكن سبعًا.
"سنة"؛ أي: قَحْط.
"حَصَّتْ" بمهملتين، أي: أذهبت، يقال: حَصَّتْ البيضةُ شعرَ رأسِه، أي: قلَّلته، وسَنَةٌ حَصَّاء؛ أي: لا خير فيها.