الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال (ش): خُشيش بضَمِّ الخاء، وبالشِّين المعجمتين: تصغير ما بعده، ثم قال: والخشاش -مثلَّث الخاء- هوامُّ الأرض، وقيل: نبَاتُها، وقال (ع): ويُروى بالحاء المُهمَلة فيهما، وهو وهمٌ.
وفيه أنَّ صلاة الخُسوف رَكعتان في كل ركعةٍ ركوعان، وأنَّ الجنة والنَّار مخلوقتان اليوم، وأنَّ تعذيب الحيوانات غير جائزٍ، وأنَّ من ظُلم منها يُسلَّط على ظالمه يوم القيامة.
ووجْهُ مطابقة الحديث للتَّرجمة: أنَّ في قراءة دعاء الافتتاح تطويلٌ للقيام، وصلاة الكسوف فيها تطويلٌ في القيام.
* * *
91 - بابُ رَفْعِ الْبَصَرِ إِلَى الإِمَامِ فِي الصَّلَاةِ
وَقَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ: "فَرَأَيْتُ جَهَنَّمَ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرْتُ".
(باب رفع البصَر إلى الإمام)
(وقالت عائشة) وصلَه البُخاريُّ في (باب إذا انفلَتت الدَّابَّة في الصَّلاة).
(رأيت) في بعضها: (فرأيت)، فيكون عطفًا على المذكور في حديث صلاة الكسوف المُطوَّل.
(يَحطِم) بكسر الطَّاء، أي: يَكسِر، أو يَأكُل، والحُطَمَة من أسماء النَّار؛ لأنَّها تَحطِمُ ما تَلقَى.
* * *
746 -
حدثنا مُوسَى قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الوَاحِدِ قال: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ عُمارَةَ بنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أبِي مَعْمَرٍ قالَ: قُلْنا لِخَبَّابٍ: أكانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ والعَصْرِ؟ قالَ: نَعَمْ، قُلْنا: بِمَ كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ ذَاكَ؟ قالَ: بِاضْطِرَابِ لِحْيَتِهِ.
الحديث الأَوَّل:
(أبو مَعْمَر) هو عبد الله بن سَخْبَرة.
(خَبَّاب) بفتح المُعجَمَة، وتشديد المُوحَّدة: ابن الأَرَتِّ بتشديد المُثنَّاة.
(يقرأ)؛ أي: غير الفاتحة؛ إذ لا شكَّ في قراءتها.
(بم)؛ أي: بما، فحُذفت الألف تخفيفًا.
(باضطراب)؛ أي: بحركةٍ.
(لحيته) بكسر اللام، وفتحها: تَثنية (لَحَى) تصحيفٌ، فإنْ صحَّت الرِّواية فالمعنى صحيحٌ.
* * *
747 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَنْبَأَناَ أَبَو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ يَزِيدَ يَخْطُبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ -وَكَانَ غَيْرَ كَذُوبٍ- أَنَّهمْ كَانُوا إِذَا صَلَّوْا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَامُوا قِيَامًا حَتَّى يَرَوْنَهُ قَدْ سَجَدَ.
الثَّاني:
(أنبأنا) قد يُطلَق في الإجازة، بخلاف أخبرنا فلا يُطلق بل يقال: أخبَرنا إجازةً.
(وهو كذوب) سبَق بيانُه في (باب متَى يَسجُد مَنْ خَلْفَ الإمام).
(قاموا) جوابُ (إذا).
(قيامًا) مصدرٌ.
(حتَّى يرونه) علي بناء الحال، وفي بعضها:(يَرَوْهُ)، بالنَّصْب على الاستِقبال.
* * *
748 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ زيدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلُ شَيْئًا فِي مَقَامِكَ، ثُمَّ رَأَيْنَاكَ تَكَعْكَعْتَ، قَالَ:"إِنِّي أُرِيتُ الْجَنَّةَ، فتَنَاوَلْتُ مِنْهَا عُنْقُودًا، وَلَوْ أَخَذْتُهُ لأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا".
الثَّالث:
(إسماعيل) هو ابن أبي أُوَيْس، كذا هو في "المُوطَّأ"، وزعم بعضهم أنَّه إسماعيل بن إسحاق القاضي، وأنه إنَّما رواه عن القَعْنَبي، عن مالك.
(خُسفت) من استعمال خسف في الشَّمس، والأكثر استِعماله في القمَر، والشَّمس كُسِفَت بالكاف.
(فصلى)؛ أي: صلاةَ الكُسوف.
(تناولت) في بعضها: (تَناوَل) مضارعًا حُذفت منه إحدى التَّاءين.
(تكعكعت)؛ أي: تأخَّرتَ ورجَعتَ وراءَك.
قال (خ): أصله: تكَعَّعَ تَفعَّل، فدخلت الكاف لئلَّا يجتمع حَرفان من نوعٍ واحدٍ، وهو ثقيلٌ.
قال الجَوْهَري: كَعْكَعتُه فتكعْكَعَ، أي: حبَستُه فانحبَس، وتكَعْكَع، أي: جَبُن.
(عُنقودًا) بضَمِّ العين.
(ولو أخذته) دليلٌ أنَّه لم يَأْخذ، فيجب تأويلُ: تَناولتُ، أي: أردتُ التَّناول، أو إظهار تكلُّف الفعل لا حقيقة، أو تَناولتُه لي، ولو أخذتُه لكم.
قال التَّيْمي: لم يأخذْه لأنَّه من طعام الجنَّة، وهو لا يَفنى، ولا يُؤكل في الدُّنْيا إلا ما يَفنى، لأنَّها للفَناء لا للبَقاء، واختصَر في هذا
الحديث الجَواب عن التَّأَخُّر، وذكَره في سائر الرِّوايات أنَّه لدُنوِّ نارِ جهنَّم.
* * *
749 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَنس بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَلَّى لَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ رَقَا الْمِنْبَرَ، فَأَشَارَ بِيَدَيْهِ قِبَلَ قِبْلَةِ الْمَسْجدِ ثُمَّ قَالَ:"لَقَدْ رَأَيْتُ الآنَ مُنْذُ صَلَّيْتُ لَكُمُ الصَّلَاةَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ مُمَثَّلَتَيْنِ فِي قِبْلَةِ هَذَا الْجدَارِ، فَلَمْ أَرَ كالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ"، ثَلَاثًا.
(رَقِي) بكسر القاف، أي: صَعِد.
(قِبَل)؛ أي: ناحيةَ.
(الآن) ظرفٌ بمعنى الوقْت الذي أنت فيه، واللام فيه ليستْ معرفةً؛ لأنَّه ليس له ما يُشارِكه، حتَّى يُميَّز، ولا يُشكل عليه أنَّ رأَى للماضي، فكيف يجتمع مع الحال؛ لدُخول (قد)، فإنَّها تُقرِّب للحال.
(منذ) يجوز أن تكون حرْفًا، وأن تكون اسمًا مبتدأً، والخبر ما بعده، والزَّمان مقدَّرٌ قبل (صلَّيت)، وقال الزَّجَّاج بعكس ذلك.
(صليت) للمضيِّ قطعًا، فاجتماعه مع الآن؛ إما كما قال ابن الحاجب: أنَّ كلَّ مُخبِرٍ أو منشئ فقَصْدُه الحاضِر، فمثْل: