الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيه استعمالُ الفألِ، وإن لم يقع اتفاقًا، وقال أبو حنيفة: البروزُ للصحراء والصلاة بِدْعة، ولا يُستحب التحويل.
* * *
6 - بابُ الاِسْتِسْقَاءِ فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ
(1)
(باب الاستسقاء في المسجد الجامع)
1013 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَناَ أَبُو ضَمْرَةَ أَنسُ بْنُ عِيَاضٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَذْكُرُ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنْ بَابٍ كَانَ وُجَاهَ الْمِنْبَرِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! هَلَكَتِ الْمَوَاشِي وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللهَ يُغِيثُنَا، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا"، قَالَ أَنسٌ: وَلَا وَاللهِ مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ وَلَا قَزَعَةً ولا شَيْئًا، ومَا بَيْنَنا وبَينَ سَلْعٍ مِنْ بَيْتٍ ولَا دَارٍ قَالَ: فَطَلَعَتْ مِن وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ، فَلَمَّا تَوَسَطتِ السَّمَاءَ انتشَرتْ ثُمَّ أمْطَرَتْ، قَالَ: وَاللهِ مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتًّا، ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ
(1) جاء على هامش "اليونينية" قبله مباشرة (5 - باب انتقام الرب جلَّ وعز من خلقه بالقحط إذا انتهك محارم الله).
الْبَابِ فِي الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! هَلَكَتِ الأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللهَ يُمْسِكْهَا، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالْجبَالِ وَالآجَامِ وَالظِّرَابِ وَالأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ"، قَالَ: فَانْقَطَعَتْ وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ.
قَالَ شَرِيكٌ: فَسَأَلْتُ أَنَسًا: أَهُوَ الرَّجُلُ الأَوَّلُ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي.
"وجاه" بضم الواو وكسرها؛ أي: مُقابل.
"ورسول الله صلى الله عليه وسلم" الجملة حالية.
"يخطب" حالية أيضًا مُداخلة.
"السبل"؛ أي: الطريق، وانقطاعُها لهلاك الإبل، وعدم ما يُؤكل في الطرق.
"يغثنا" بفتح الياء مجزوم جواب الأمر، وهو من الغَيث، وهو المطر، يقال: غاث الغيثُ الأرضَ، أي: أصابها، وغاثَ اللهُ البلادَ يُغيثها غَيثًا، وروى في "الموطأ":(يغيثنا) بالرفع، فجواب الأمر محذوف؛ أي: يُجِبْك، وفي بعضها:(يغيث) بالضم؛ مِنْ أغاث الرباعي؛ أي: أجاب من الغوث، وهو الإغاثة، أو من الغيث.
"اسقنا" بهمزة وصل أو قطع، يقال: سقاه الله الغيثَ، وأسقاه بمعنى.
قال (ش): الرواية بالهمز رباعيًّا؛ أي: هَبْ لنا غيثًا، والهمزة فيه
للتعدية، وقيل صوابه: غِثْنا من غاث، وأما أغثنا من الإغاثة، وليس فيه طلب الغَيث.
"فلا والله"؛ أي: فلا نرى، فحذف الفعل لدلالة قوله بعد.
"ما نرى" وكرَّر النفي تأكيدًا.
"ولا قَزَعة" بالقاف والزاي المهملة مفتوحات: القطعة من السَّحاب الرقيقة أو المقطعة كما قاله (خ)، وخصَّه أبو عبيد بما يكون في الخريف، ويجوز رفعُه ونصبه.
"ولا شيئًا"؛ أي: مما هو مظِنة للمطر.
"سَلْع" بفتح المهملة وسكون اللام ومهملة: جبل قربَ المدينة.
"مثل الترس"؛ أي: كثافتها واستدارتُها.
"سبتًا"؛ أي: أسبوعًا، ليوافق سائرَ الروايات، وعبَّر به عنه لأنه أولُ الأسبوع، وقيل السبت قطعة من الدَّهر، لأن السبت القطعة، لا أنَّ المراد سبت إلى سبت، ورواه القابِسي، وأبو ذر:(سبتنا) كما يقال: جمعتنا، ورواه الدَّرَاوَرْدِي:(ستًّا)، وفسَّره بستة أيام.
قال (ع): وهو وهم وتصحيف.
"قائم يخطب" روي برفع (قائم) خبر المبتدأ، وبالنصب حال مقدَّمة من ضمير (يخطُب).
"فاستقبله قائمًا" الحال من فاعل (استقبله) لا من مفعوله.
"حوالينا" بفتح اللام، ويقال فيه: حولنا وحوالنا، أي: أَمْطِرْ في الأماكن التي حوالينا، ولا تُمْطِر علينا، فنصبه بفعل مقدَّر، أي: أمطر أو اجعل أو أنزل.