الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المَطلب الثَّاني
سَوْق المُعارضاتِ الفكريَّة المُعاصرةِ
لأحاديث شفاعة النَّبي صلى الله عليه وسلم لأبي طالبٍ يوم القيامة
مُحصَّل ما أُورِد على هذه الأحاديثِ مِن معارضاتِ في مَطايا ردودِ المتأخِّرين مرتكزٌ على ثلاثةِ أمور:
أولاها: أنَّ الحديثَ مخالفٌ لصَريحِ القرآن الكريم، حيث أخبرَ الله فيه أنَّ شرطَ الشَّفاعة رِضاه على المَشفوعِ له، في حينِ أنَّ أبا طالب ماتَ كافرًا، فليسَت تحِقُّ فيه الشَّفاعة.
وفي تقريرِ هذا الاعتراضِ، يقول (حسن السَّقاف):
(1)
.
(1)
من مقدمة تحقيق حسن السقاف لـ «أسنى المطالب في نجاة أبي طالب» لدحلان (ص/23 - 24).
الأمر الثَّاني: أنَّ الدَّرَك الأسفل مِن النَّار هي منزلةُ المنافقين خاصَّة، ولم يكُن أبو طالب منهم ليستحَقَّها.
وفي تقرير هذه الشُّبهة، يقول (ابنُ قِرناس):«يبدو أنَّ مُختلقَ الحديثِ لا يعلم أنَّ عبارةَ (الدَّرك الأسفلِ مِن النَّار) لم تَرِد في القرآن إلَّا مرَّةً واحدةً وبحقِّ المنافقين، وليس بحقِّ المشركين الَّذين منهم أبو طالب!»
(1)
.
الأمر الثَّالث: أنَّ ثَمَّة تناقضًا بين حَديثي أبي سعيدٍ الخدري والعبَّاسِ، يوجبان إسقاطهما، من جهتين:
الجهة الأولى: أنَّ كلام النَّبي صلى الله عليه وسلم جاء في حديث العبَّاس على سبيلِ الجزمِ: «لولا أنا لكانَ في الدَّرك الأسفلِ مِن النَّار» ، بينما جاء في حديث الخدريِّ على سبيلِ الرَّجاء والارتيابِ:« .. لعلَّه تنفعُه شفاعتي يومَ القيامة»
(2)
.
الثَّانية: أنَّ الظَّاهرَ مِن حديثِ العبَّاس قِيامُ النَّبي صلى الله عليه وسلم بالشَّفاعةِ لعمِّه أبي طالب وهو في الدُّنيا، بينما حديث أبي سعيد يدلُّ على أنَّ ذلك يكون في الآخرة
(3)
.
(1)
«الحديث والقرآن» (ص/262).
(2)
من مقدمة تحقيقه لـ «أسنى المطالب في نجاة أبي طالب» (ص/25).
(3)
«الحديث النبوي بين الرواية والدراية» لجعفر السبحاني (ص/85).